تحولت حياة المواطنين فى قرى محافظة الدقهلية إلى ما يشبه الحرب اليومية لشراء الخبز يومياً من منافذ التوزيع أو من الأفران مباشرة، بعد أن انخفض نصيب الفرد إلى أقل من نصف رغيف يومياً، حسب ما أكده تقرير المجلس المحلى لمركز ومدينة ميت غمر. حيث تشهد القرى يومياً مشاجرات ومعارك من أجل أسبقية الحصول على الخبز رغم رداءته وسوء إنتاجه، إلا أن الارتفاعات المتتالية فى أسعار السلع الاستهلاكية جعلت جميع المواطنين يقبلون على شراء الخبز المدعم مهما كانت كفاءته. وصدر تقرير مجلس محلى بميت أبو خالد مركز ميت غمر يطالب بضرورة تشديد الرقابة من قبل التموين على مخابز الخبز البلدى، لأن الخبز المنتج فى دائرة الوحدة لا يصلح للاستهلاك الآدمى وغير مطابق للمواصفات، وذلك بسبب سوء الإنتاج من قبل أصحاب المخابز وكذلك سوء الدقيق. ومعاناة المواطنين أصبحت يومية فى الحصول على الخبز، ففى قرية ميت فارس مركز بنى عبيد تم الإعلان عن مشروع الخبز بتحديد كمية كل أسرة بحيث تحصل عليها يوماً ويوماً، إلا أنه ليس بالضرورة أن يحصل المواطن على حصته فهو يمتلك البون، أما الحصول على الخبز فيرجع إلى قدرته القتالية فى الوصول إلى منفذ التوزيع ليحصل على 10 أرغفة، هى حصته عن كل يومين. أما قرية البقلية التى لا تبعد عن مدينة المنصورة سوى 5 كيلوات، فانتهى مشروع توزيع الخبز تماماً وتشهد معارك يومية أمام المنفذ الوحيد بالقرية التى يصل تعداد سكانها إلى أكثر من 15 ألف نسمة، فيما لا تزيد حصتها عن 6 أجولة يتم الانتهاء من توزيعهم بين الساعة الثامنة والتاسعة صباحا، لذلك فالزحام شديد جدا فى الحصول على الخبز رغم رداءته وفى ظل عدم وجود أى رقابة تموينية حقيقية على عمليات الإنتاج أو التوزيع. ويقول محمود عبد الغفار (مركز ميت غمر) إنه تم الإعلان عن مشروع فصل الإنتاج عن التوزيع دون وجود اعتمادات حقيقية له، فتم إعداد منافذ أمام الأفران دون وجود أى رقابة حقيقية من إدارة التموين على التوزيع، حيث ما يتم توزيعه لا يعادل عشر كمية الخبز بالفرن، بالإضافة إلى اعتماد الأفران على سيارات الكارو وسيارات القمامة فى نقل الخبز من الفرن إلى منفذ التوزيع. وأشار إبراهيم رفعت حسيب رئيس شعبة المخابز بالدقهلية إلى أنه لابد من وجود عجز فى الخبز نظراً لعدم وجود تناسب بين عدد السكان مع عدد المخابز والحصة اليومية للقرية، كما أن المخابز غير متوفرة فى جميع القرى فيتم عمل قرية أم وتقوم بتوزيع الإنتاج على كل أربع أو خمس قرى مجاورة. يذكر أن أزمة الخبز بدأت فى مصر فى شهر مايو من عام 2008، حيث شهدت مصر خلاله معارك وضحايا وشهداء على طوابير الخبز وتم عمل أكشاك لتوزيع الخبز حتى هدأت الأزمة قليلا فى المدن، ولكنها انتقلت إلى القرى التى أصبحت محرومة من الخبز.