بدأت معامل التحاليل الخاصة استغلال حالة الخوف والرعب الذى يسيطر على المواطنين خشية الإصابة بأنفلونزا الخنازير، فقامت بالإعلان عن إجراء تحاليل الكشف عن الفيروس، ومنها أحد المعامل الشهيرة بمنطقة الدقى تجرى التحاليل مقابل 160 جنيهاً. اليوم السابع قام بمغامرة صحفية وقرر أن يدفع بأحد محرريه لإجراء التحليل، ذهب المحرر إلى مقر المعمل بالدقى يوم الجمعة الماضى، فأخبره العاملون أن الذى يجرى التحاليل فرع المهندسين بشارع جامعة الدول العربية، فتوجه إلى هناك، وأكد له أحد العاملين هناك، والذى رفض ذكر اسمه، أن المعمل يستقبل العديد من الحالات الخاصة بأنفلونزا الخنازير يومياً، مشيراً إلى أن الإجراءات التى يتخذها المعمل للفحص على المريض تتمثل فى قيام المصاب بدفع مبلغ مالى قدره 160 جنيهاً مصرياً، وبعد ذلك يقوم الدكتور المختص بأخذ عينة من الأنف لتظهر فى التحاليل مدى إصابته بهذا المرض، موضحاً أن الإقبال الشديد من الجمهور جعل المعمل يعطى للمصاب نتيجة تحليله فى نفس اليوم إذا جاء قبل الساعة الثالثة عصراً. وأضاف المصدر، أنه رغم الاستقبال المتزايد من قبل الجمهور على إجراء التحاليل، إلا أنه لم يكتشف حتى الآن مريض مصاب بفيروس أنفلونزا الخنازير داخل معامل المختبر، موضحاً أنه فى حالة ثبات وجود مريض يتم إعطاء علاج "التامفيلو" كمصل مضاد لأنفلونزا الخنازير، مضيفا أنه يفضل فصل المريض عن الجميع فى منطقته لمنع انتشار الفيروس. وحول جدوى هذه التحاليل أكد الدكتور عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة الشهير لليوم السابع أن التحليل التأكيدى لاكتشاف المرض ال "p.c.r" يتكلف على الأقل 1500 جنيه، وهو التحليل الذى يكشف وجود المرض، مضيفاً أن التحليل الذى يجريه المعمل الخاص بمبلغ 160 جنيهاً، فهو يظهر نتيجة "A" أو "B"، وهو تحليل غير مفيد لأن معظم فيروس الأنفلونزا الموسمية " "Aوبالتالى لا يكون مفيداً. وأوضح الدكتور عبد الهادى مصباح، أن احتكار وزارة الصحة بإجراء التحاليل يهدف إلى السيطرة على المرض ومعرفة الأعداد الحقيقية للمرض، بجانب عدم الاتجار بالمرضى. يأتى هذا فى الوقت الذى حذر فيه الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة من المعامل الخاصة، وقال فى مجلس الشعب: لن أسمح بإجراء التحاليل فى معامل خاصة حتى لا تحدث حالة بلبلة، كما حدث فى موضوع القمح عندما أظهرت أربعة معامل نتيجة ومعمل آخر نتيجة مخالفة، كما وجه الجبلى تحذيراً لشركات الكواشف "المادة التى تستخدم فى التحاليل" التى تقوم بتسريب تلك المواد عن طريق المطارات لكى تستخدمها المعامل الخاصة، وقال وزير الصحة لسنا فى موقف هزلى، وأن الموقف فى منتهى الجدية وإذا لم نسيطر عليه ستفلت الأمور.
