سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"اللمبى" ليلة شم النسيم فى مدن القناة.. دمى رمزية فى بورسعيد دون حرائق.. و"خضير" يصنع تماثيل مكممة الأفواه وأشرار.. والإسماعيلية أكثر حماسة وأقل حرفية.. والتيار الشعبى يختار رموز النظام للحرق
يعتزم نشطاء بمدينتى بورسعيد والإسماعيلية إحياء عادة قديمة لحرق دمى "اللمبى" تمثل شخصيات مكروهة شعبيا كل عام كطقس احتفالى تنفرد به بورسعيد والإسماعيلية ليلة شم النسيم من كل عام. فى بورسعيد أصر خضير البورسعيدى فنان الخط العربى على إبراز رمزية شخوص تماثيله هذا العام، بينما أعلن نشطاء فى الإسماعيلية عن نيتهم لحرق دمى تمثل مرشد جماعة الإخوان المسلمين الدكتور، محمد بديع، والدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، و المهندس خيرت الشاطر. وتتميز احتفالات ليلة شم النسيم فى بورسعيد والإسماعيلية بحرق دمية "اللمبى" وهو تحريف لاسم اللورد "إدموند هنرى ألنبى"، المندوب السامى لبريطانيا بمصر فى مطلع القرن العشرين، ويجوب شعب بورسعيد الشوارع بدمية على منصات تتغير ملامحها كل عام مرددين أغنية شعبية تقول "يا اللمبى يا بن حلمبوحة .. مين قالك تتجوز توحة". فى أول مرة رفع فيها أهل بورسعيد دمية اللمبى نكاية فى المندوب السامى البريطانى المعروف بقسوته وطغيانه قبل ثورة 1919، وانتقل الاحتفال إلى مدينة الإسماعيلية التى ترتبط ثقافيا ببورسعيد بسبب تاريخ النشأة على قناة السويس. وعلى مدار مائة عام تقريبا تغيرت وجوه اللمبى لتطول شخصيات سياسية أحرقت مثل رئيسا وزراء إسرائيل "آرييل شارون، وبينيامين نتنياهو" وشخصيات محلية مثل: الرئيس السابق محمد حسنى مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى والفريق أحمد شفيق" وأحرقت دميهم بعد الثورة فى الإسماعيلية، إضافة إلى موضوعات رمزية مثل الفساد والدروس الخصوصية، وشخصيات رياضة وحكام كرة القدم. حالة الحداد المخيمة على بورسعيد جعلت خضير البروسعيدى، فنان الخط العربى، يتخلى عن الأجواء الاحتفالية المعروفة عن ليلة شم النسيم فى المدينة الباسلة، وصنع مسرحا كبيرا أمام محله بحى العرب عليه تماثيل لشخصيات غير معروفة بتعبيرات مختلفة بين مكممى الأفواه ووجوه شريرة وأشخاص جالسون ينتظرون شيئا ما. إبراهيم الصياد، المتحدث السياسى باسم حزب المصريين الأحرار ببورسعيد، قال "لن تكون هناك احتفالات هذا العام فى بورسعيد، حدادا على أرواح الضحايا الذين سقطوا خلال أحداث شهرى يناير ومارس الماضيين"، وأضاف: "(مسرح خضير) يفتح الفرصة للجمهور لاختيار طواغيطهم للحرق مع دمى اللمبى". توقفت عادة الحرق فى بورسعيد والإسماعيلية منذ أعوام بعد قرار المحافظين السابقين مصطفى صادق وفؤاد سعد الدين، بسبب توصيل الغاز الطبيعى للمنازل، مما يعنى أن اندلاع حريق اللمبى فى الشوارع قد ينبئ بكارثة حقيقية، إذا امتدت النيران لأحد أنابيب الغاز. فى الإسماعيلية كان النشطاء أقل حرفية فى صنع الدمى، لكنهم أكثر حماسة سياسية لاختيار شخصيات "مرسى وبديع والشاطر". وأعلن التيار الشعبى بالإسماعيلية عن احتفالية ومسيرة غدا، الأحد، تجوب شوارع الإسماعيلية احتفالا بعيد العمال ودمى تمثل "مرشد جماعة الإخوان محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر". وقال شريف كمال، عضو التيار الشعبى، ل"اليوم السابع": "صنعنا دمية تمثل المرشد محمد بديع، كرمز للديكتاتورية والتحكم، ولأنه نادى من قبل بأحقية جمال مبارك فى الترشح لحكم مصر، ولم ننس المرشد السابق الذى قال(طز فى مصر)". وأضاف كمال: "اتفقنا مع شباب القوى الثورية الأخرى على رفع صورة عبد الناصر بالمسيرة لأن التيار يحتفل بعيد العمال مع شم النسيم"، وقال الناشط أحمد إبراهيم إن سبب اختيار الرئيس المصرى محمد مرسى رمزا لدمية اللمبى هذا العام إنه أهان مصر وأهدر كرامتها، ويعتبر مسئول عن قتل المتظاهرين فى مدن القناة الثلاث خلال الأحداث الأخيرة، إضافة إلى كونه رمزاً للفرد الواحد الذى يمهد لجماعته الاستيلاء على مؤسسات الدولة بداعى التطهير، وأضاف إبراهيم "الرئيس ليس إله ويستطيع أى مواطن انتقاده والسخرية منه أيضا والتعبير عن رأينا فيه بصراحة وجرأة، لأنه موظف لدى الشعب ويحق علينا محاسبته".