عادة لا تتغير كل عام وأصبحت جزءاً من احتفالات شم النسيم فى بورسعيد، فعدد كبير من مواطنى المدينة يذهبون سنوياً إلى مسرح «اللمبى» لمشاهدة العرض السياسى الساخر الذى يقدمه محسن خضير «خطاط» عن طريق الدمى التى يقوم بتصنيعها على أشكال شخصيات سياسية معروفة وبارزة فى المجتمع. ويحكى «خضير»، بكالوريوس فنون تطبيقية ومصمم دمى، عن فكرة العرض بقوله إن اللورد لمبى، رمز الاستعمار، له ذكرى فى تاريخ بورسعيد حيث ارتكب جرائم وحشية فى حق المصريين، ثم تمكن الشعب من القبض عليه وزفه فى شوارع المحافظة أثناء شم النسيم، وبعدها تحول إلى احتفال شعبى وطنى كل شم نسيم، حيث كانت الأسر البورسعيدية فى الماضى تعلق دمية من القماش على شكل اللورد لمبى ثم يحرقونها ليلة شم النسيم. من هنا جاءت الفكرة ل«خضير»، حيث قرر عمل مسرح سنوى يضم عدداً من الدمى للطاغين والفاسدين والمحتلين لمحاكمتهم شعبياً، وكانت أولى الشخصيات التى قام بنحتها اللورد «أيدن»، رمز الاحتلال الإسرائيلى. أسرة خضير تشاركه فى المهرجان السنوى، فشقيقه مصطفى يقوم بتجهيز المسرح، وشقيقه الثانى مسعد يكتب تعليقات ساخرة من الأحداث الجارية، وزوجته سناء العزونى تقوم بتلبيس الدمى. نحت وتجهيز العرائس وشراء ملابسها يكلف «خضير» الكثير ويتطلب منه مجهوداً كبيراً، لكنه يصر على إقامة العرض لجمهور بورسعيد الذى يأتى من مختلف المناطق ليلة شم النسيم للاستمتاع ب«اللمبى»، عرض هذا العام سيكون مختلفاً عن السنوات الماضية، وفقاً ل«خضير»، حيث سيقدم عدداً كبيراً من الشخصيات غير المحددة واستوحى أشكالها من الشارع البورسعيدى حداداً على أحداث بورسعيد وسقوط عشرات القتلى ومئات المصابين، وتعبيراً عن حالة الغلاء التى يعانى منها المجتمع المصرى، وقال: «هناك دمية على شكل رجل يصرخ من الجوع وارتفاع العملة الأجنبية وندرة أنبوبة البوتاجاز والسولار والبنزين والحصول على العيش بالبطاقة، وهى أشياء لم تشهدها مصر من قبل». سيتناول العرض أيضاً تقسيم مصر بين إسلاميين، خاصة الإخوان، وبين جبهة الإنقاذ «كل منهما يريد أن يكوش على مصر».