نرى يوميا فى جميع الأوقات، شباب جالسين على القهوة، وبمجرد رؤيتهم يقفز إلى أذهاننا المشهد التقليدى الذى اعتدنا على رؤيته فى الأفلام، بأنهم شباب عاطلون لا يجدون ما يفعلوه، أو ما يشغل تفكيرهم، ولكن الآن الوضع اختلف، فالقهوة أصبحت مكانا يجتمع عليه جميع الفئات والطبقات لأغراض ومصالح مختلفة.. القهوة مكان للاجتماعات يقول أمير (21 سنة) "أى اجتماع بنبقى عايزين نعمله عشان نحدد أنشطة الأسرة فى الكلية أو نتفق على رحلة على طول بيكون فى القهوة بتاعتنا، هناك بنبقى على راحتنا ومحدش بيضايقنا"، ويقول مهند (22 سنة) "كل اجتماعات مشروع التخرج بنعملها على القهوة، وأى حد عايزين نقابله عشان نتفق معاه على حاجة فى المشروع بنديله ميعاد هناك". لكل قهوة نوع الآن أصبح هناك أنواع من المقاهى معروفة بطبيعة زوارها، فهذه قهوة المثقفين، وهذه قهوة الفنانين، وأخرى للمثليين جنسيا، وهكذا فهى وسيلة لمعرفة الأشخاص المتقاربين فى الاهتمامات والأفكار، فيحكى لنا محمد (24 سنة) "أنا بقيت خبرة فى القهاوى قولى أنت قاعد فين أقولك نوع القهوة دى إيه؟؟"، ويقول معتز (25 سنة) "لما ببقى عايز أتعرف على ناس مثقفة بروح على القهوة اللى معروفة بتجمع أصحاب هذا الفكر عشان نتبادل وجهات النظر". القهوة رواية أدبية كثير من زملاء المهنة من الصحفيين أو أصحاب الأقلام الأدبية، يعتقدون أن القهوة هى أفضل مكان للأفكار المبتكرة للمواضيع أو القصص والروايات، فتقول دينا (21 سنة) "أنا بروح القهوة عشان أراقب الناس، وأشوف هما بيفكروا إزاى"، ويقول فؤاد (22 سنة) "القهوة دايما بتشهد مولد مشروع جديد، يعنى فى قعدتنا على القهوة دايما بتيجى فكرة مسرحية جديدة أو فيلم قصير ونتفق على تنفيذه". البنات كمان قاعدين على القهوة فى الماضى كانت القهوة مكانا محرما على البنات، وكانت من تتجرأ على الذهاب هناك توصف بقلة الأدب، ولكن الوضع اختلف الآن، فالبنات أصبحت تجلس على القهوة مثل الأولاد، ولا يندهش الناس من مشاهدة هذا، بل أصبحت القهوة مكان تجمع رخيص للترفيه، بالإضافة إلى ظهور مقاهى للبنات فقط. وتقول إيناس (23 سنة) "لازم قبل ما أروح قهوة اعرف فى بنات بتروح ولا لأ، مع إن معظم قهاوى وسط البلد بيقعد عليها بنات دلوقتى"، وتقول كريمان (24 سنة) "بعد لما بنخلص شغل لازم نتقابل على القهوة شوية، وبعد كده نرجع البيت".
