بشرى سارة.. وظائف خالية بهيئة مواني البحر الأحمر    السفن الملوثة في موانئ بريطانيا.. أسوأ من ملايين السيارات    «حياة كريمة» تُضيء مسار الطلاب في جامعة بني سويف بمبادرة وى سابورت    «الغد»: نؤيد طلب الجنائية الدولية وننتظر قرار المحكمة بهذا الشأن    كوكا والدبيس ينافسان كريم فؤاد على قيادة الجبهة اليسرى للأهلي ضد الترجي    انفراد| أول صورة لإحدى السيدات بعد تعرضها للدهس من عباس أبو الحسن    النائب محمد زين الدين: مشروع قانون المستريح الإلكترونى يغلظ العقوبة    إصابة 8 أشخاص في تصادم ميكروباص بسيارة نقل ب «طريق مصر- أسوان الزراعي»    «القراء» تنفي تجميد عضوية السلكاوي.. وحشاد: النقابة تبحث مصيره    نصائح لتعامل طالب الثانوية العامة مع موجات الطقس الحارة    رياضة النواب تطالب بحل إشكالية عدم إشهار 22 ناديا شعبيا بالإسكندرية    المصريين الأحرار بالسويس يعقد اجتماعاً لمناقشة خطة العمل للمرحلة القادمة    رايان رينولدز يتصدر إيرادات السينما العالمية بفيلم الأصدقاء الخياليين - IF ويحقق 59 مليون دولار    التربية النوعية بطنطا تنظم ملتقى التوظيف الثالث للطلاب والخريجين    أخبار الأهلي : أحمد الطيب عن لاعب الأهلي : هاتوه لو مش عاوزينه وهتتفرجوا عليه بنسخة زملكاوية    إسبانيا تستدعي السفير الأرجنتيني في مدريد بعد هجوم ميلي على حكومة سانشيز    أحمد موسى عن تحطم مروحية الرئيس الإيراني: محدش عارف الحقيقية -(فيديو)    النجمة ديمي مور تخطف الأنظار في فعاليات اليوم السادس لمهرجان كان السينمائي    جنوب أفريقيا ترحب بإعلان "الجنائية" طلب إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت    الرياضية: جاتوزو يوافق على تدريب التعاون السعودي    تكريم نيللي كريم ومدحت العدل وطه دسوقي من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية    لحرق الدهون- 6 مشروبات تناولها في الصيف    وزير الرى: اتخاذ إجراءات أحادية عند إدارة المياه المشتركة يؤدي للتوترات الإقليمية    أحمد الطاهري: مصرع الرئيس الإيراني هو الخبر الرئيسي خلال الساعات الماضية    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    ليفربول يعلن رسميًا تعيين آرني سلوت لخلافة يورجن كلوب    مدبولي: الجامعات التكنولوجية تربط الدراسة بالتدريب والتأهيل وفق متطلبات سوق العمل    وكيل صحة الشرقية يتفقد أعمال التطوير بمستشفى سنهوت التخصصي    انقسام كبير داخل برشلونة بسبب تشافي    تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة بختام تعاملات جلسة الإثنين    حجز شقق الإسكان المتميز.. ننشر أسماء الفائزين في قرعة وحدات العبور الجديدة    الأوبرا تحتفل بالذكرى ال42 لتحرير سيناء    "اليوم السابع" تحصد 7 جوائز فى مسابقة الصحافة المصرية بنقابة الصحفيين    تحرير 174 محضرًا للمحال المخالفة لقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    الشرطة الصينية: مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين إثر حادث طعن بمدرسة جنوبى البلاد    قائمة الأرجنتين المبدئية - عائد و5 وجوه جديدة في كوبا أمريكا    محافظ دمياط تستقبل نائب مدير برنامج الأغذية العالمى بمصر لبحث التعاون    بدأ العد التنازلي.. موعد غرة شهر ذي الحجة وعيد الأضحى 2024    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. الإفتاء توضح    الصحة تضع ضوابط جديدة لصرف المستحقات المالية للأطباء    المالديف تدعو دول العالم للانضمام إلى قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل    تراجع ناتج قطاع التشييد في إيطاليا خلال مارس الماضي    تأجيل محاكمة طبيب بتهمة تحويل عيادته إلى وكر لعمليات الإجهاض بالجيزة (صور)    محافظ كفرالشيخ يعلن بدء العمل في إنشاء الحملة الميكانيكية الجديدة بدسوق    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    العمل: ندوة للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية ودور الوزارة فى مواجهتها بسوهاج    إيتمار بن غفير يهدد نتنياهو: إما أن تختار طريقي أو طريق جانتس وجالانت    وزيرة الهجرة: الحضارة المصرية علمت العالم كل ما هو إنساني ومتحضر    ليفربول ومانشستر يونايتد أبرزهم.. صراع إنجليزي للتعاقد مع مرموش    تأجيل محاكمة رجل أعمال لاتهامه بالشروع في قتل طليقته ونجله في التجمع الخامس    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    10 ملايين في 24 ساعة.. ضربة أمنية لتجار العملة الصعبة    أسرته أحيت الذكرى الثالثة.. ماذا قال سمير غانم عن الموت وسبب خلافه مع جورج؟(صور)    عواد: لا يوجد اتفاق حتى الآن على تمديد تعاقدي.. وألعب منذ يناير تحت ضغط كبير    ماذا نعرف عن وزير خارجية إيران بعد مصرعه على طائرة رئيسي؟    خلاف في المؤتمر الصحفي بعد تتويج الزمالك بالكونفدرالية بسبب أحمد مجدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إنت «معانا ولاَّ مع التانيين» ؟!
قال حكيم الزمان تعبيرا عن حالنا: أنت مين فى دول ولا مين فى دول يا مغلبنى قول
نشر في اليوم السابع يوم 21 - 05 - 2009

يحكى أن رجلا كان يسير فى الصحراء، بعد رحلة طويلة من العناء والشقاء، والعيش مع الغرباء، المهم مطولش عليك.. قول طوِّل، هذا الرجل قابل مجموعة من قطاع الطرق الظالمين، الذين يعيشون فى الظلمات، وأوقفوه تحت تهديد السلاح الأبيض والأسود والكاروهات، وقالوا له بصوت جهورى لا يخلو من جعير، انت معانا ولا مع التانيين؟ فقال الرجل الخبيث الذى يعرف الردىء من النفيس «معاكو طبعا» فقالوا له ضاحكين طب إحنا بقى التانيين، ثم أتبعوها ب«هع هع هع» وفتكوا به شر فتكة، ورموا لحمه وعظامه إلى كلاب السكة، إلى هنا تنتهى النكتة، التى وردت فى كتب الأقدمين، ورواها الثقات المخضرمون، إلا أن هؤلاء الثقات الذين لا يفوتهم فائتة، ولا تندفن لهم ميتة، لم يبينوا أين مكان هؤلاء الناس الذين أوقفوا الرجل المسكين الذى أصبح هو والتراب حتة طين، ولم يبينوا أين بلد هذا الرجل ولا ما كان سيذهب إليه، وبالبحث والتنقيب، والتدوير والتقليب، وجدنا أن جمهورية مصر العربية التى يدلعونها باسم «المحروسة» هى البلد الوحيد الذى تنطبق عليه هذه الشروط بالقسطاس، وما من مكان إلا ويسألك فيه الناس، قائلين: أنت معانا ولا مع التانيين؟ وطبعا أنت لن تعرف هل هم من طائفة «معانا»، أم من طائفة مع التانيين، وبالتالى سوف يكون مصيرك المحتوم أن تكون مثل المواطن المظلوم الذى لم يعرف أهله إلى الآن ما حل به، وما أصابه، بعد أن جاوب بأتعس إجابة، أما فيما يتعلق بكيفية هذا السؤال والغرض منه وما يترتب عليه، فها هنا ستجد أشهر صيغ السؤال العضال الذى لا ينفع معه تهرب أو استهبال، وها هنا سوف ترى يا عزيزى القارئ السعيد، كيف تؤدى هذه الأسئلة إلى تحزيب الشارع المصرى فى فئات وطوائف متصارعة حينا ومتناحرة حينا ومتعاركة حينا، أو إلى فئات اجتماعية واستجوابات شخصية طفيلية، المهم مطولش عليك.. قول طول، اقرأ الشوية دول وحاول أن تسأل نفسك لتعرف أنت مين، قبل أن تفاجأ من التانيين.
1 أهلاوى ولا زملكاوى؟
هذان الحزبان المتناحران هما هوية وجنسية وانتماء، من لا يعرف المصريين يتخيل أن كلمة الأهلى أو كلمة الزمالك، تدل على قبيلة أو عرق أو نسب وليس ناديا رياضيا يشجعه الناس، سيقول لك المشجع من إياهم زاغرا عينه ومكرمشا وجهه أنت أهلاوى؟ فلا تعرف ماذا تقول له، فلو قلت إنك أهلاوى، فأنت مع العامة والدهماء ممن لا يفقهون فى الكرة شيئًا، وإن قلت له إنك زملكاوى، فأنت مع فريق الأقلية الذى يدعى الاضطهاد فى كل شىء ولا يفلح فى شىء سوى البكاء على الدورى المسكوب والمقاتلة من أجل حجز رقم 2 فى جدول الدورى، على الجانب الآخر إن كان السائل أهلاوى فأنت مع فريق البطولات الذى يجسد حلم الشعب المصرى بالانتصار، وإذا كان زملكاوى فأنت مع مدرسة الفن والهندسة والإمتاع، وإذا كنت لا سمح الله «مالكش» فى الكورة، فستجد صاحبنا موجه السؤال بيقول: ده مالوش فيها، وهكذا ظل التناحر بين مشجعى الفريقين الذى وصل فى بعض الأحيان إلى الاقتتال بالأيدى والأرجل والأسلحة، ولم تفلح كل محاولات التهدئة بين الحزبين التى بدأت منذ قديم الأزل حينما قالت الفنانة صباح الشهيرة «بالشحرورة» «أنت أهلاوى أيوه.. ولا زملكاوى أيوه.. الاتنين حلوين الاتنين طعمين.. محتار أشيل مين ولا أشيل مين جوه.. جوه عيونى».
2 مسلم ولا مسيحى؟
خلق الله الأديان ليتعبد الناس بها ويتقربوا إليه عن طريقها، وهذا من المعلوم من الدين بالضرورة، لكن فى مصر طبعا الوضع لازم يختلف، فالأديان عندنا موجودة فقط لكى يعاير الناس بعضهم بعضا بها، فتجد رجلا من الإخوة المسلمين متجها نحو أخيه المسيحى قائلا: يا مسيحى، وبالتالى ليس على المسيحى حرج إن قال له أهو أنت اللى مسلم، وعلى رأى الراجل الكويس المسمى بزياد رحبانى «واللى ميعرفوش هو يبقى ابن الست الكويسة فيروز اللى بتغنى» حينما قال: النوم بيجيب نوم والأكل بيجيب أكل والكسل بيجيب كسل، إحنا كل ما بنكتر فى شىء بحياتنا بيجيب نفس الشىء إلا الدين فى الدول العربية بيجيب كفر« ومع أن المصريين احترفوا عملية تمييز الأديان فتجد المسيحى «داقق صليب» وتجد المسلم والزبيبة على جبينه إلا أننا نصر ببلاهة على هذا السؤال، ويا سلام حينما يكون اسمك يجوز أن يتسمى به أصحاب الديانتين.
3 شيعى ولا سنى
جدير بالذكر أن التقسيم بين أصحاب الدين الواحد ليس قاصرا على الدين الإسلامى فقط، بل يتعدى هذا إلى الديانة المسيحية أيضا، لكنى لن أذكر التفريعات والتقسيمات فى الديانة المسيحية لأن المسيحيين أقلية مضطهدة، وأنا هاضطهدهم أشمعنا أنا يعنى، ولهذا سأركز على ما بدا فى الانتشار الآن من السؤال عن الهوية المذهبية فى مصر، فطول عمر المصرى المسلم مسلم بس، إلا أنه فى الآونة الأخيرة انتشرت تهم التشيع كما انتشرت الإشاعات عن هذا المذهب الذى يدين به ما يقرب من ثلث العالم الإسلامى، وهكذا سيدى الفاضل أصبح الناس فى مصر «بيتلككوا» لبعض عشان يصنفوا بعض، واللى مالوش تصنيف يروح يدور له على تصنيف، قبل ما يغلى. الغريبة إن سألك أحدهم هذا السؤال وقال لك: أنت شيعى ولا سنى؟ وقلت له لا هذا ولا ذاك أنا مسلم سيقول لك سنى يعنى؟ فتقول له لا مسلم بس؟ فسيقول لك يعنى شيعى؟ فتقول له والله مسلم مسلم بس، فتجده مرتابا مرتبكا كما لو أنك فوت عليه شيئا مهما جدا، وطبعا أنت غلطان لأنك فوت هذه المعركة عليه بعد أن سن أسنانه واستحضر أرواح جدوده لتقاتل فى صفوف الذين آمنوا.
4 علمانى وكافر وعميل ولا متدين ومتخلف ورجعى
والله العظيم لا أقصد أن أشتم أيا من الفريقين فكلاهما مظلوم، فالعلمانية لا تعنى الكفر، والالتزام الدينى لا يعنى التخلف ولا الرجعية، لكن كلا من الفريقين يهوى أن يسب أخاه، على الرغم من أن الدين الإسلامى الحنيف يحرص على إفشاء السلام حتى بين الأعداء، وأن تتم معاملة من بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم، كما تحرص العلمانية أن نتنازل عن أهوائنا الشخصية وميولنا فى الحكم على الأمور، وأن ننظر لها نظرة علمية متجردة، لكن المتعصبين من الفريقين فى مصر لا يتخذون من الأديان والمذاهب والاتجاهات إلا ما يجعلك فى حالة صراع دائم مع الآخر.
5 وصلة ولا ريسيفر
ستقول له أنا شوفت امبارح فيلم أجنبى جامد جدا على الشو تايم فيرد أنت عندك وصلة ولا ريسيفر؟ فإن كان من أصحاب الريسيفر فهنيئا لك من أصحاب الريسيفر، وإن كان من مستخدمى الوصلة فأهلا بك فى عالم الفهلوة، وتقع الواقعة إن كنت ريسيفر وهو وصلة، فوقتها ستكون أنت مغفل وبتدفع فلوس ع الفاضى لأن الواد حمكشة عنده أربعين قناة متشفرين وبخمستاشر جنيه، أما أنت يا أهبل فبتدفع شىء وشويات عشان كام قناة عدمانين، وستنقلب الآية بالطبع إن كان من أصحاب الريسيفر، لأنك وقتها ستكون من وجهة نظره حرامى، وسيقول لك إن فرجتك على القنوات دى حرام، وعيشتك حرام، وأولادك يتفرجون من حرام، وإن رأيت إعلانا عن شىء فى إحدى القنوات واشتريته من حر مالك فسيكون أيضا حرام!! ونفس هذه الآلية ستجدها فى أسئلة أخرى، فإن اشتريت ساعة فستجد من يقول لك: دى صينى ولا أصلى؟ وإن قلت له أنا اشتريت عربية فسيقول: ألمانى ولا كورى، ثم ترد عليه فيقول: قسط ولا فورى؟
6 محجبة ولا بشعرك
طبعا كلنا نعلم أن الجنس الخشن خشن، والجنس الناعم ناعم، لكن مع مستحدثات العصر الحديث وما انتابه من تحديث انفردت البنات بتقسيم داخلى إلى بنات محجبة وبنات بشعرها، وعلى الرغم من أن العلماء احتاروا فى تفاصيل هذا التقسيم، واشتقاق هذا المصطلح، إلا أنه مازال ساريا، فتجد الأم تقول لابنتها «متكلميش البنت صاحبتك اللى بشعرها» كما لو كانت بنتها قرعة، كما أنه هناك الكثير من البنات «اللى بشعرها» تستنكف من البنات المحجبات، والحل على رأى أخونا اللمبى للقضاء على هذه الظاهرة التى انتشرت فى جميع أنحاء العام أن توفر الحكومة حجاب للبنات اللى بشعرها، وشعر للبنات المحجبة، وتوفر للاتنين ما ينص عليه الميثاق العالمى ل«حموم الإنسان».
7 قصة ولا مناظر
من يوم ما مثل عادل فيلم «المنسى» وأدى المشهد الذى يتساءل فيه عن أحد أفلام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى قائلا: الفيلم ده قصة ولا مناظر؟ أصبح الشباب فى مصر مصنفين إلى شباب قصة، وشباب مناظر، وأصبح هناك جنس خشن «قصة» وجنس خشن مناظر، وهكذا دواليك، والشاب القصة هو ذلك الشاب الهيمان صاحب المبادئ، والشاب المناظر هو ذلك الشاب الذى تمنعه الرقابة من دخول البيوت، وإذا كنت شاب قصة وقابلت شاب قصة فأنت من أهله وعشيرته، وكذلك الحال بالنسبة للشاب المناظر، وإذا تقابل القصة والمناظر تكون الحالة يا إما احتقار متبادل، أو مكر وخداع وضحايا وخيانة ودم للركب.
8 كيلوباترا ولا بوروبور
سيقول لك: يع أنت بتشرب «خشباترا» فقل له: يع أنت بتشرب سجاير أجنبى اللى بيعملوها من ألياف صناعية، وإن قال لك أنت بتشرب الزفت ده إزاى؟ قوله بشربها بشفاطة، وهكذا مفيش حد أحسن من حد، لا اللى بيشرب كيلوباترا الملقبة بكوكو الضعيف، ولا اللى بيشرب أجنبى أحمر بلون المنطقة المميزة فى جسم القرد، فكل شىء بالخناق إلا السجاير بفلتر، لكن عندنا فى بر مصر أصبحت السجائر هى الأخرى من أهم عوامل الفتنة الاجتماعية، لأن الذى يهوى شرب السجاير الأجنبى لا يحب «كحرفة» الذى يشرب السجائر المحلية الصنع، والذى يحب السجائر محلية الصنع لا يحب «منظرة» الذى يشرب السجائر الأجنبى، ويا سلام لو وجدت أحدهم يشرب نفس نوع سجائرك ففى هذا التوقيت هو أخوك فى السجائر، وعونك وقت انتهاء علبتك، ومؤنسك فى الحديث عن أفضال هذا النوع على ما عاداه.
10 نوكيا ولا سامسونج
من المعروف علميا أن التليفونات المحمولة هى وسيلة اتصال بين البنى آدمين وتتوقف أهمية المحمول وجدواه على شىء واحد فقط، وهو القدرة على أن تقول فيه «آلو» فتسمع الطرف الآخر يقول «آلو» ثم بقية المكالمة، فإن أدى الموبايل الشهير «بالموبى» هذه المهمة يكون أدى مهمته على أكمل وجه، إلا أننا نحن المصريين تفننا فى الاستخدامات الأخرى للموبى، وهى للتفاخر أحيانا وللتناحر أحيانا أخرى، وكل واحد معاه موبايل من نوع معين ويرى أحدهم يحمل غير مثل هذا النوع يبقى «كخة» وينتهزها فرصة فى أن يعدد مزايا موبايله وإمكانياته، و«ليزيلوشن» كامرته وسعة كارت «الميمورى» وكأن أصحاب الموبايلات الأخرى من كوكب آخر، وعليهم أن يقتنعوا بالمدنية التى يوفرها موبايلهم، ونفس ذات المشكلة حدثت فى التناحر بين شركات المحمول فإذا كان أحدهم يتبع موبينيل مثلا ففى هذه الحالة يكون الجحيم هو فودافون والضد بالضد يذكر.
11 بيئة ولا كلاس
بحسب موسوعة ويكيبيديا فإن البيئة هى الطبيعة بما فيها من أحياء وغير أحياء، أى العالم من حولنا فوق الأرض، إلا أن الشعب المصرى كعادته أوجد معنى آخر لهذا المصطلح، فأصبح الشاب البيئة هو الذى يأتى من بيئة اجتماعية متواضعة أو شعبية، أما فى الناحية المقابلة فيوجد الشاب الكلاس الذى يأتى من وسط اجتماعى راق، وبناء عليه فإن الشاب البيئة لا يلائم الشاب الكلاس، والبنت الكلاس لا تلائم البنت البيئة، ويتم الاستدلال على البنى آدم البيئة أو الكلاس من طريقة كلامه وطريقة هندامه ووظيفته ومؤهلاته، وفيما بين الأوساط المسماة بالبيئة تصنيفات أخرى مثل الشاب المدردح والشاب الخشنى يعنى الخام، وبين الأوساط الكلاس هناك تصنيف آخر للشاب الكاجوال والشاب الكلاسيك، كما ظهر مؤخرا بالأسواق تصنيفان جديدان للشباب، وهذان التصنيفان هما الكحيف والعضلات، بالإضافة طبعا للتصنيف تبعا لنوعية المدرسة التى تلقى البنى آدم تعليمه فيها فتجد من يسألك أنت كنت مدرسة خاصة ولا حكومى؟ وقديمًا كان هناك تصنيف آخر يضم معظم أبناء الشعب المصرى فيتم سؤالك السؤال التالى: أنت صعيدى ولا بحيرى؟
12 ماك ولا هارديز
انتشرت مطاعم الوجبات السريعة على الطريقة الأمريكية من فترة ليست بالبعيدة فى المجتمع المصرى، ومع ذلك أوجدت بين العديد من الطبقات الاجتماعية تباينات وتحزبات وصلت إلى حد الاحتدامات، فهناك مثلا كنتاكى التى تتخصص فى «الفراخ» وتجد من العشاق الكثير بفعل الخلطة السرية، ويقابلها «طازج» المشهور بالتتبيلة اللى هيا، وأكواز الذرة المميزة، أما فيما يخص الساندوتش فهناك ماك الشهير، وهارديز الصاعد بقوة، وكأن المهم هو العلامة التجارية المكتوبة على شنطة الوجبة، وليس سد الجوع والعطش.
13 ياهو ولا هوت ميل
قديما كان الكبار الأجلاء من الشعب المصرى يقولون «عيسى نبى وموسى نبى ومحمد نبى وكل من له نبى يصلى عليه» وفى هذه المقولة العبقرية الموجزة تتلخص كل معانى احترام الفردية والخصوصية فى العلاقات الإنسانية والربانية، أما الآن فالأمر اختلف كثيرا، وكأننا عينا أنفسنا أوصياء على الناس، حتى فيما يخص الإميل والماسنجر وغرف الشات، فأتباع الياهو ميل لا يحبون أتباع الهوت ميل، وكل منهم يرى نفسه أو اختياره هو الاختيار الأصوب، فالياهو يعطيك مساحة كبيرة أما الهوت فيعطيك إمكانيات دردشية على قدر ما من الحيوية، والغريب أن أتباع الهوت ميل والياهو ميل تضافروا معا على أصحاب الجى ميل ومكتوب وخلافه، إلى أن جاء القائد مينا الشهير بالفيس بوك موحد الإيميلات، لكن سرعان ما ظهر للفيس بوك منافسون مثل «التاجيد» والهاى فايف، يعنى يا وحدة ما تمت.
14 حكومى ولا معارضة
لماذا المعارضة معارضة؟ ولماذا الحكومة حكومة؟ هذا السؤال يعتبر من الأسئلة التى لن تجد لها أجوبة محددة وواضحة وصريحة، فكم من واحد بات معارضة وصبح حكومة وكم من واحد بات حكومة وصبح معارضة، ولا يسعنا فى هذا المقام إلا أن ندعو الله قائلين «يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على الإيمان بك» ومع ذلك تجد من يسألك قائلا: أنت حكومة ولا معارضة؟ وهذا السؤال يكثر وبشدة ملحوظة موجها إلى المشتغلين فى الأوساط الصحفية والإعلامية، ويا داهية دقى لو أحد المصنفين «معارضة» كتب موضوعا لا يحتوى على سب الحكومة، ويا ويله وظلام ليله من تم تصنيفه ك«حكومة» وكتب شيئا ينتقد فيه أحد المسئولين، وهذا إن دل على شىء إنما يدل على أن حالنا بقى عدم، ونزاهتنا بقت فى التراب، وحيادنا أشبه بالمستحيل الخامس.
15 بتسمع الملك ولا الهضبة
الملك هو الملك يعنى محمد منير طبعا، والهضبة طبعا يعنى عمرو دياب، ويمثل المطربان الكبيران حالتين فنيتين شديدتى الخصوصية ولكل منهما لونه المميز، ومن الطبيعى أن يكون لكل من الفنانين جمهوره الكبير والعريض، إلا أنه طبقا لعادتنا فى اصطناع الحروب الصغيرة والكبيرة؛ وجدنا من يتهجم على الملك ويتهمه بأنه غير مفهوم متحيزا للهضبة، ومن يحقر من شأن الهضبة معليا من شأن الملك، وبالتالى يصبح سميع منير «معقد» بينما يصبح سميع دياب «هايف».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.