«بما لا يخالف شرع الله.. ومن منطلق المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف» قرر عدد من المشايخ السلفيين السير على خطى «الدعوة السلفية» والتمسك بالمشير عبدالفتاح السيسي «رئيسًا للجمهورية»، بل وبدأت قيادات الدعوة وعلى رأسها الشيخ ياسر برهامي فتح قنوات اتصال مع «شيوخ مستقلين» لاستقطابهم لموقفهم. «برهامي.. وسيط الدعوة» الشيخ محمد حسان تلقى اتصالا- بحسب مصادر «فيتو»- لأخذ رأيه في مدى إمكانية إعلان دعمه للمشير عبدالفتاح السيسي في حالة إعلان الدعوة عن دعمها الرسمي ل«المشير». كما أكدت مصادر مقربة من قيادات الدعوة السلفية أن الشيخ ياسر برهامي اتصل بنفسه ب«حسان»، موضحة أن الأخير أبدى ترحيبه بدعم«السيسي» في الانتخابات الرئاسية، غير أنه تحفظ على إعلانه دعمه للمشير خلال الفترة القادمة، قبل تحاوره مع مشايخ من التيار السلفي لمعرفه رأيهم في الخطوة نفسه. وقالت المصادر إن «برهامي عرض على الشيخ محمد حسان تشكيل لجنة من حكماء التيار السلفي للحوار مع مرشحي الرئاسة المحتملين جميعًا، أملا في إنهاء الاستقطاب السياسي وقطع الطريق أمام التيار الليبرالي الذي يريد إقصاء الإسلاميين من المشهد السياسي، بالإضافة إلى رغبة الإخوان كذلك في هدم الدولة، ولخلق تيار معتدل يترأسه عدد من مشايخ السلفية يلتف حوله الشباب السلفي». ومن المقرر أن يتم طرح وثيقة حزب النور (الذراع السياسية للدعوة السلفية) الخاصة بهذا الشأن، على عددٍ من المشايخ السلفيين ومنهم الشيخ محمد حسان لتكون ضمان الاتفاقات التي سيتم إجراؤها بين المشير عبدالفتاح السيسي وقيادات التيار السلفي، وفقًا لما أكدته المصادر. وذكر أن ما شجع الشيخ ياسر برهامي على اتخاذ هذه الخطوة هو إبداء الشيخ محمد حسان للمقربين منه نيته دعم الفريق عبدالفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة القادمة، لإيمانه بأنه الوحيد القادر على إنقاذ البلاد من الانقسام الحالي، خصوصًا أن أغلبية الشعب المصري تؤيد السيسي في انتخابات الرئاسة. «حسان يقود المصالحة» وأضافت المصادر: إن حسان قال للمقربين منه إن «الشعب لن يقبل أي مصالحة مع الإخوان، إن لم يكن المشير السيسي طرفًا فيها، فضلا عن أن الحل الوحيد لوقف انهيار الدولة المصرية، اختيار مرشح عسكري للرئاسة»، لافتًا إلى أنه «عندما تفاوض مع السيسي بشأن عدم فض اعتصام رابعة العدوية بالقوة، التزم السيسي بالاتفاق لكن الإخوان رفضوا». المصادر المقربة من الشيخ محمد حسان نقلت عنه أنه «يرى أن المشير عبدالفتاح السيسي هو الأقوى والأقدر على إعادة مصر إلى الطريق الصحيح وعملا بقاعدة (المؤمن القوى أحب إلى الله من المؤمن الضعيف)، خصوصًا أن مصر لم تستفد من فترة حكم الإخوان لا في تطبيق الشريعة ولا حتى في مساعدة البلاد على وقف الانقسام، وهو ما يدفع مؤيدي السيسي من السلفيين لدعمه كما فعلت الدعوة السلفية». «حسان لن يكتف بإعلانه دعم السيسي فحسب، بل سيحاول تقريب وجهات النظر بينه وبين مشايخ التيار السلفي، وذلك بتنظيم عدد من اللقاءات بين السيسي وهؤلاء المشايخ وعلى رأسهم مجلس شورى العلماء السلفي، الذي يضم الشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ أبو إسحاق الحويني، ويرأسه الشيخ عبدالله شاكر رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية للحوار وإزالة أي التباس لديهم من اتهامات الإخوان المستمرة للمشير السيسي»، على حد تعبير المصادر. كما شددت على أن «حسان فتح خط اتصالات بالفعل مع عددٍ من المشايخ لمعرفة رأيهم في السيسي وترشحه لانتخابات الرئاسة والتحفظات التي يبديها البعض على شخصه، ومطالبهم لإمكانية الدخول في مصالحة سياسية برعاية عددٍ من مشايخ السلفية». «صفقة دعم السيسي» من ناحية أخرى، هاجمت مصادر سلفية الشيخ محمد حسان واتهمته بالترويج للمشير السيسي رئيسًا خلال انتخابات «الرئاسة 2014» بعد اتفاقات تمت بالفعل بينه وبين عدد من قيادات المجلس العسكري على عودة قناة الرحمة والحفاظ على استثمارات الشيخ حسان. وأضافت المصادر أن الشيخ محمد حسان والشيخ عبدالله شاكر والدكتور جمال المراكبي اتفقوا، قبل وقت سابق، وبرعاية الدعوة السلفية والشيخ ياسر برهامي على دعم السيسي رئيسًا مقابل رفع الحظر عن أموال جمعية أنصار السنة. وقالت إن غالبية مشايخ التيار السلفي الذين رفضوا الوقوف مع جماعة الإخوان ضد عزل مرسي، موقفهم واضح هو دعم المشير السيسى دون تغيير، فهم أيضا كانوا مؤيدين للرئيس الأسبق حسني مبارك وضد الثورة واليوم يهاجمون الإخوان ويدعمون المشير السيسي من أجل الحفاظ على مصالحهم وأموالهم، حسب قول المصادر. «المرشحون سواسية» بينما أكد الشيخ سامح عبدالحميد حمودة عضو مجلس شورى الدعوة السلفية أن الدعوة طرحت وثيقة لدعم مرشح الرئاسة القادم، وفي حال موافقة المرشحين للرئاسة عليها سيتم اتخاذ القرار بعد اطلاع القواعد الشعبية للدعوة على نتائج لقاءات المشايخ بالمرشح الرئاسي. «حمودة» أضاف أن الباب مفتوح أمام جميع مرشحي الرئاسة، دون استثناء، لعرض رؤية المرشح وبرنامجه السياسي والاطلاع عليه، وبناء عليه سيتم اتخاذ القرار المناسب بدعم مرشح الرئاسة، مشيرًا إلى أن الدعوة السلفية بمجرد الإعلان عن اسم مرشحها ستتخذ خطواتها نحو دعمه، عن طريق عقد العديد من اللقاءات والمؤتمرات في مختلف المحافظات والمساهمة في الدعاية الانتخابية له. وشدد على أن المشير عبدالفتاح السيسي يحظى بشعبية كبيرة وتقدير داخل التيار السلفي بشكل عام، مضيفًا أن الدعوة لن تمانع دعم المشير السيسي في حال انطباق الشروط التي وضعتها عليه، لأن الوقت الحالي يحتاج شخصية قوية قادرة على بناء مصر.