يتوجه أكثر من مليون ناخب موريتاني، غدا، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب مائة وسبعة وأربعين نائبا برلمانيا من أصل أربعمائة مرشح، ومجالس بلدية لمائتين وثماني عشرة دائرة انتخابية، يتنافس عليها أكثر من ألف ومائة لائحة انتخابية. تعتبر هذه الانتخابات هي الأولى من نوعها منذ تولي الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد عبد العزيز مقاليد الحكم، وسيصوت خلالها أفراد القوات المسلحة وقوات الأمن، اليوم، حتى يتسنى لهم غدا تأمين عمليات الاقتراع. ويشارك في هذه الانتخابات، التي تقاطعها عشرة أحزاب موريتانية معارضة، واحد وسبعون حزبا سياسيا من أصل مائة حزب سياسي، ستتقلص وفق الإصلاحات الدستورية التي سيفقد بها أي حزب لم يتمكن من الفوز بمقاعد برلمانية أو بلدية. ومن أبرز الأحزاب المشاركة الحزب الموريتاني الحاكم "الاتحاد من أجل الجمهورية" الذي ينفرد بتقديم مرشحين في جميع الدوائر..ودعا رئيسه محمد محمود ولد محمد الأمين في ختام الحملات الدعائية الليلة الماضية الموريتانيين إلى انتخاب مرشحيه، مؤكدا أن النظام الحالي حقق للموريتانيين الكثير من المنجزات وتمكن من مواجهة التحدي الأمني وتحدى الفقر والجفاف وعمل بكل جهد لبناء موريتانيا. غير أن حزب "الحراك الشبابي" الذي تتزعمه وزيرة الثقافة الموريتانية لالة بنت الشريف، ينافس الحزب الحاكم على أصوات الناخبين الموالين للرئيس. ويتوقع المراقبون في نواكشوط أن يشكل هذا الحزب الذي تأسس بعيد الحراك الاحتجاجي الشبابي الذي عرفته موريتانيا تناغما مع الربيع العربي مفاجأة الانتخابات. وينافس الحزب الحاكم كذلك مجموعة من أحزاب الموالاة، من أبرزها حزب الكرامة الذي يمثل التيار البعثي الموريتاني، وحزب الاتحاد من أجل الدمقراطية والتقدم بزعامة وزيرة الخارجية السابقة نهى بنت مكناس، والحزب الجمهوري الذي حكم موريتانيا طيلة عقدين إبان رئاسة معاوية ولد الطايع. ولعل من أبرز معارضي الرئيس الموريتانى المشاركين في الانتخابات غدا حزب "تواصل" الإسلامي، المتهم بتلقي أموال خارجية، وحزب "التحالف الشعبي التقدمي الناصري" الذي يتزعمه رئيس البرلمان المنتهية ولايته مسعود ولد بلخير، وحزب "الوئام" بزعامة بيجل ولد حميد وحزب "الصواب البعثي" بزعامة عبد السلام ولد حرمة.