اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن نهج الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن إيران هو الأفضل لحل القضية النووية النووية. وقالت -في مقال تحليلي للكاتب "ديفيد إجناتيوس" أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- إنه على الرغم من أن نهج أوباما هو الأفضل إلا أن إبرام صفقة نووية مع إيران يثير مخاوف الكثيرين في منطقة الشرق الأوسط، مضيفة أن الجدل الدائر حاليا يدور حول من سيملأ فراغ النفوذ الأمريكي في المنطقة إذا توصلت الولاياتالمتحدة إلى اتفاق نووي مع إيران، وهو ما قد يعجل بانسحاب القوات الأمريكية من المنطقة. ورأت الصحيفة أن هذه الصفقة من شأنها أن تغير من ديناميكيات النفوذ التي شكلت منطقة الشرق الأوسط منذ قيام الثورة الإيرانية في عام 1979، إلا أن العديد من اللاعبين الإقليميين الذين يفضلون الوضع الراهن لديهم مخاوف من هذا الأمر، خاصة إسرائيل والسعودية. في المقابل، أوضحت الصحيفة أنه إذا وافقت إيران على الصفقة، فسوف يكون هذا الأمر بمثابة خطوة قوية نحو إبرام اتفاق نهائي صوب وقف برنامجها النووي. وقالت "ستظل العقوبات مطروحة خلال هذه المرحلة الأولية، كما ستسمح إيران بقدر أكبر من تفتيش المنشآت، مشيرة إلى أنه بالنسبة لإيران فهذه لن تكون بالطبع "صفقة القرن"، أو حتى "لعبة حمقاء" بالنسبة للغرب، حسبما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، على الترتيب". وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو يفكر في فرض المزيد من العقوبات على إيران حتى تتخلى عن برنامجها النووي بالكامل، إلا أن مسئولي الإدارة الأمريكية يخشون من أن فرض مزيد من العقوبات في هذه اللحظة الحرجة سيدمر المفاوضات، فالإدارة الأمريكية تعتقد أن طهران قد تعجل من برنامجها النووي لتصل إلى النتيجة التي تخشاها إسرائيل، بدلا من الرضوخ والاستسلام. ومضت الصحيفة تقول "إنه في حال لم يؤت طلب التنازلات من قبل نتنياهو ثماره، فسوف ينتهي المطاف إلى فرض المزيد من العقوبات على إيران أو توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية". وطرحت الصحيفة مرة أخرى التساؤل حول من سيملأ فراغ النفوذ الأمريكي في المنطقة، لافتة إلى أن كلا من إسرائيل والسعودية ترغبان في رؤية فشل التقارب الأمريكي مع إيران، عدوهما اللدود، مضيفة أنه في حال أصر أوباما على موقفه، فسيحاول نتنياهو أن يحل محل الولاياتالمتحدة كقوة عسكرية بديلة تبقي على الوضع الراهن، بما في ذلك حماية الأمن في دول الخليج. ورأت واشنطن بوست "أن هذا التحالف الذي فرضه الواقع بين السعودية وإسرائيل يبدو من الناحية الاستراتيجية بمثابة فرصة استثنائية للأخيرة، وبالنسبة لفابيوس، فهناك فرصة لفرنسا لأن تكون بمثابة مورد الأسلحة الغربية الرئيسي للسعوديين؛ حيث ستجني فرنسا مئات المليارات من الدولارات في عصر ما بعد أمريكا في الخليج". وعلقت الصحيفة على رغبة إسرائيل وفرنسا في تدمير التقارب بين الولاياتالمتحدةوإيران، بأنها تأتي نتيجة لأسباب انتهازية، متسائلة عما إذا كان هذا سيساعد حقا في أمن كل منهما؟. ورجحت الصحيفة أن تواجه إدارة أوباما، بشكل مناسب، الاستراتيجية السعودية أكثر من أي وقت مضى، والتي تتعلق بتعميق الانقسام بين السنة والشيعة كونها ليست استراتيجية حكيمة، فالانشقاق سيؤجج الحرب الطائفية بصورة دائمة في العراقوسورياولبنان، لافتة إلى أن السعودية الآن تمنع تشكيل أي حكومة في لبنان، على سبيل المثال، لعرقلة جماعة حزب الله اللبنانية "حليف إيران"، وفي سوريا، يبدو أن السعوديين مستعدون لخوض هذه المعركة بين السنة والشيعة، بحسب الصحيفة. وأكدت الصحيفة الأمريكية أنه من الأفضل أن تشهد العلاقات مع إيران تحسنا من خلال الدبلوماسية التي يمكن أن تحد من برنامجها النووي، والتي ستؤثر إيجابا على منطقة الشرق الأوسط بأكملها.