شبح الثأر عاد بوجهه القبيح فى مدن وقرى أسيوط، والاشتباكات تجددت بين العائلات ذات الخصومات الثأرية، القتلى يتساقطون يوميا بعد انتشار الأسلحة الآلية فى أيدى الجميع، فتهريب السلاح يتم على قدم وساق، وورش التصنيع تعمل بكل طاقها، والنتيجة الطبيعية بحار دماء وفقد رجال ويتم أطفال ونساء أرامل وثكالى. الرعب يسيطر على الأهالى المسالمين فى كل المراكز والقرى، ففى مركز البدارى "شيكاغو الصعيد"، لا يوجد فيه طفل ابن 8 سنوات إلا ويحمل السلاح جهارًا نهارًا، وقد أعدت الأممالمتحدة تقريرا عن البداري، ووضعها التقرير على رأس قائمة المدن الإرهابية على مستوى العالم، وأكبر المدن التى تقتنى السلاح بكافة أنواعه. فقد اشتبكت عدة عائلات وفتحت صفحات الثأر مرة أخرى، ومنذ عدة أيام قتل خمسة مواطنين دفعة واحدة، اثنان فى اشتباكات عائلتى "الشعايبة" و"العواشير"، وثلاثة فى اشتباكات عائلتى" ازليتن" و"الزوايد"، وتجددت الاشتباكات مرة أخرى بينهما والتى لم تنقطع سوى أقل من عام فقط، فى حين أن الثأر بينهما يعود لأكثر من 30 عاماً، راح ضحيته مئات الشباب من العائلتين. كما قامت عائلة "الغلالبة" بقتل شاب من عائلة" أولاد سند"، وفى قرية المغربى بمركز البدارى سقط قتيل آخر فى اشتباكات بين "أولاد علام" "والقراقير" فى نزاع على أرض طرح نهر بجوار النيل. وطالب عادل عبد الحافظ -القيادى بحزب الوفد بأسيوط- الأمن بسرعة التدخل لوضع حد لهذا الانفلات، وناشد القوات المسلحة بالمنطقة الجنوبية وضع خطة مشتركة مع مديرية أمن أسيوط لوقف نزيف الدماء بالبدارى وحرب العائلات ذات الخصومة الثأرية. وحمل مدير أمن أسيوط المسئولية، ووصف موقف الشرطة بالمتخاذل والضعيف، خاصة بعد اشتعال المعارك بين العائلات التى نتج عنها مقتل خمسة فى يومين فقط. كما ناشد عبد الحافظ شيوخ وعقلاء عائلات البدارى بالعمل على التهدئة، خاصة وإننا فى شهر رمضان الكريم، وتوجه بخالص العزاء لعائلات المجنى عليهم، وطالبهم بالصبر وضبط النفس. ومن البدارى إلى مركز( صدفا ) الذى يقع أقصى جنوبأسيوط، الوضع هناك لا يختلف كثيرًا، (صدفا) المدينة لا توجد بها خصومة ثأرية، غير أن قراها تعد من أشرس وأعتى القرى فى الأخذ بالثأر، وفى قرية (بنى فيز) أصيب أحد أفراد عائلة "الخلايفة" فى اشتباك مع عائلة "العطايفة" الذين أصيب منهم اثنان، كما تجددت الاشتباكات الضارية بين عائلتى "المغاربة" و"الرئيسية" بقرية "مجريس" بصدفا، وسقط قتيلان فى ساعة واحدة من العائلتين، وفى قرية "البربا" تجددت الاشتباكات بين عائلتى "الهمامية" و"الضبوعة" وأصيب مواطن وقتل آخر، وفى قرية "الدوير" تجددت الاشتباكات أيضا بين عائلتى "أولاد أبو عبدة " و"الهوارة" وأصيب أحد أفراد عائلة الهوارة. واشتباكات أخرى بين عائلات "الهوارة" و"العنانية" و"أولاد أبو عبدة" و" العمارنة"، ولم تسفر عن إصابات أو قتلى، ولكن تبادل إطلاق الرصاص ليل نهار وبكميات كبيرة يصيب الأهالى بالرعب والهلع، والكارثة الكبرى أن كل عائلة لها عداءات متعددة مع أكثر من عائلة، وتستغل هذه العائلات الانفلات الأمنى الحالى كفرصة ذهبية للأخذ بالثار. كما تحقق نيابة (ديروط )فى حادث مقتل شقيقين من عائلة" السوالم" على يد أفراد من عائلة الصيادين يستقلون دراجة بخارية أطلقوا النيران من بنادق آلية أثناء خروج الشقيقين من المسجد فى خصومة ثأرية بين العائلتين تعود إلى 15 عاما. وتبين مقتل كل من يوسف محمد فولى" 19 عاما – طالب" بالفرقة الثانية بكلية التجارة وشقيقه مصطفى "حاصل على ليسانس شريعة وقانون"، ينتميان لعائلة السوالم كان فى انتظارهما 3 أفراد من عائلة الصيادين يحملون أسلحة آلية وقاموا بإطلاق وابل من الأعيرة النارية، ولاذوا بالفرار. كما سقط ثلاثة قتلى فى بندر ساحل سليم ومثلهم فى قرية الشامية وقتيل فى قرية العونة بمركز ساحل سليم، وفى أبوتيج سقط قتيل بقرية دوينة، وجميع القتلى نتيجة تجدد اشتباكات بين العائلات ذات الخصومات الثأرية.