فزع ورعب.. قلق وترقب.. هذا هو حال الأهالى فى قرية بربا التابعة لمحافظة أسيوط، بعد تجدد الاشتباكات بين عائلتى الهمامية، والضبوعة على خلفية خصومة ثأرية قديمة، وازدادت الأمور سوءا بعد مقتل رئيس مباحث صدفا واثنين من رجال الشرطة أثناء محاولته القبض على بعض أفراد الهمايمة.. ترى ما هى قصة هذا الصراع الدامى؟، وكيف ارتكب الجناة جريمتهم؟ وماذا ينتظر القرية فى الأيام المقبلة؟.. هذه التساؤلات وغيرها يجيب عنها محقق «فيتو» فى الموضوع التالى: ما أن علم المحقق بتطورات الأحداث فى قرية بربا التابعة لمركز صدفا، حمل أدواته وانطلق إلى هناك.. سأل الأهالى عما حدث فتحدث معه بعضهم مؤكدا أن عائلة الهمامية طغت وتجبرت، وراحت تقتل الناس بلاذنب ووصل الأمر الى قيامهم بقتل رئيس مباحث صدفا.. طلب المحقق منهم التحدث بشئ من التفصيل فقال أحدهم: الحكاية طويلة وتعود جذورها إلى الخمسينيات من القرن الماضى.. وقتها قتل أحد أفراد عائلة «الضبوعة» رجلاً من أثرياء القرية.. فعرضت أرملته 9 فدادين وماكينة مياه مكافأة لمن يقتل قاتل زوجها.. تطوع أحد أفراد عائلة « الهمامية» ونفذ المهمة وحصل على المكافأة. التقط رجل آخر طرف الحديث موضحا: «ظن الجميع أن الخصومة الثأرية انتهت خصوصا بعد مرور عشرات السنين عليها.. ولكن فى عام0102 وقعت مشاجرة بين شاب من عائلة الضبوعة وآخر من الهمامية بسبب سرقة الأخير البلح من نخلة يمتلكها الأول.. ثارت عائلة الهمامية وحملت أسلحتها وقتلت شاب الضبوعة.. حاولت العائلة الأخذ بالثأر ولكنها وقعت فى كمين وقُتل منهم 4 آخرين».. سأل المحقق: وأين الشرطة من هذه الأحداث؟.. أجاب: «لم تتمكن من وقف حمام الدم وظلت النار تحت الرماد لمدة عامين.. وقبل أيام واصلت الهمامية تجبّرها وقتلت شخصا آخر من الضبوعة يدعى سعد رزق الله.. هذا الرجل رغم أنه ترك القرية وسكن فى منزل وسط الحقول تعلوه كميات كبيرة من البوص».. عاد المحقق يسأل: «وكيف نفذوا الجريمة».. أجاب أحد الأهالى: «تعاملوا معه بمنطق مصيدة الفئران، حيث أشعلوا النيران فى البوص أعلى المنزل وعندما خرج هربا من النار أمطروه بوابل من الرصاص». قال المحقق: «وهل هناك دليل على أن الهمامية هم الجناة؟» أجاب: «لا يوجد دليل واضح ولكن كل المؤشرات تؤكد تورطهم لأن القتيل مسالم ولا تربطه عدوات مع أحد». انتقل المحقق إلى الشق الثانى من الواقعة وهو مقتل رئيس مباحث صدفا المقدم عصام التهامى.. سأل الشهود من أهالى القرية عن ملابسات الحادث فقالوا: «بعد أن تأكدت أجهزة الأمن من أن الهمايمة وراء مقتل العديد من الضبوعة وإثارتهم للفزع والرعب فى كل مكان، شنت حملة مكبرة على القرية للقبض على المتهمين، ولكنهم تبادلوا إطلاق النار مع الشرطة فأصيب رئيس المباحث فى رأسه ولقى مصرعه، كما قُتل اثنان من رجال الشرطة فى ذات الحملة».. قال المحقق: «وأين الهمامية الآن؟».. أجاب الأهالى: «فور علمهم بإصابة رئيس المباحث حملوا أسلحتهم ومتاعهم وأولادهم وهربوا إلى جبل الغنايم فى أسيوط، وبعضهم ذهب الى الجبل الغربى بسوهاج.. والوضع الآن متوتر للغاية خصوصا وأن الضابط القتيل ينتمى إلى إحدى عائلات الصعيد وأعلنت عائلته عزمها على الأخذ بثأره، وهو الأمر الذى دفع بعض الأهالى للتفكير فى الهرب من القرية».