بعد بحث طويل توصل المحقق إلى بعض الأهالى والناضورجية الذين ورطتهم المعلمة نجاح فى تجارة المخدرات بشكل أو بآخر.. وبعد محاولات عديدة استطاع اقناعهم بالحديث عن تجربتهم معها.. فى البداية قالت "ام محمد" (33 سنة): "إمبراطورة المخدرات فى الجيارة، أجبرت الفقراء فى المنطقة على تخزين المخدرات فى منازلهم، مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 300 و400 جنيه فى اليوم، واضطررت للقبول فى بادئ الأمر نظرا لحاجتى للمال، ولكننى رفضت الاستمرار فى هذا النشاط خوفا على أولادى.. بدأت تضيق علىَ ومنعتنى من الوقوف ب "عربية الكشرى" فى المنطقة والتى كانت مصدر رزقى الوحيد، بعد أن لفقت قضية سلاح لزوجى وأدخلته السجن".. أما "حسام" (20 سنة- حلاق).. فقال للمحقق: " كنت أعمل فى صالون حلاقة وأحصل على دخل حلال، إلى أن فوجئت بأعوان المعلمة يتقربون منى ويحاولون اقناعى بالعمل معهم ناضورجى، وأغرونى بالمال حيث عرضوا على 500 جنيه فى اليوم الواحد.. لم أصمد أمام هذا المبلغ الضخم، وأغلقت المحل وتحولت إلى عضو فى إمبراطورية المخدرات، وساهمت بشكل كبير فى جلب عشرات الزبائن من تجار ومدمنى الصنف للمعلمة نجاح.. ولم أكن أنا الوحيد الذى سقط فى براثن تلك السيدة تحت إغراء المال، بل شاركنى العشرات من الشباب نفس العمل، ومنهم صديق لى يدعى "هشام" كان يدرس فى الفرقة الرابعة بكلية الهندسة، انخدع هو الآخر وطمع فى تحقيق الثراء السريع، فأهمل دراسته وتحول من طالب علم فى الهندسة إلى ناضورجى، يحمى مملكة المعلمة نجاح فى تجارة المخدرات ويجلب لها الزبائن". من جهته شرح "شهاب" (23 سنة) ناضورجى سابق فى عصابة مخدرات الجيارة، طريقة عمل المعلمة ومساعديها موضحا: " أنا ونحو 50 شخصا آخرين من شباب المنطقة، كانت مهمتنا أن نراقب الطرق ونحرس أماكن تخزين المخدرات بكافة أنواعها سواء فى منازل الأهالى أو فى المخازن التى أعدتها المعلمة خصيصا لهذا الغرض، وكنا نقف فى مداخل ومخارج "الأزقة" الضيقة والحارات ونوقف أى غريب يدخل ونسأله عن سر وجوده، فإذا كان زبونا اصطحبناه إلى المعلمة ومساعديها، ولو كان غير ذلك نمنعه من الدخول إلى المنطقة، وإذا قاومنا نعتدى عليه بالضرب حتى نخرجه.. وهناك العاملون فى "الدولاب"، وهؤلاء مجموعة من الشباب مهمتهم بيع المواد المخدرة مباشرة إلى الزبائن، وكانوا يعرضون بضاعتهم على منضدة خشبية تشبه فرش الخضراوات وتكون مقسمة بأوزان وأشكال مختلفة.. أما الأقراص المخدرة فتباع بالواحد ويصل سعر قرص الترامادول إلى خمسة جنيهات، والدولاب يبدأ عمله من السابعة مساء وحتى الساعات الأولى من اليوم التالى.. وهناك فئة "السريحة" وهؤلاء من الصبية الصغار، مهمتهم هى توصيل المواد المخدرة من حشيش وبانجو وأقراص، إلى الزبائن فى مناطق الجيارة ومصر القديمة كلها، ومن أشهر المناطق التى يعملون بها: "العلواية"، وشارع " حسن الأنور" و"زيينهم" وتحت الكبارى وفى المناطق النائية، وفى المقابر وأمام ساحة مسجد زين العابدين".. قبل أن يغادر المحقق منطقة الجيارة سمع الأهالى يؤكدون أنهم لن يرتاح لهم بال حتى يتم القبض على إمبراطورة المخدرات وأولادها الهاربين وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الذى يستحقونه، ولن يسمحوا لتجار المخدرات بالسيطرة على منطقتهم مرة أخرى مهما كان الثمن.