كلمات ثلاث.. ولدت مع ميلاد السيد المسيح، ورنمتها الملائكة فى تسبحتها هذه الكلمات، هى:" المجد والسلام والمسرة".. فهكذا نطقت الملائكة.. المجد لله فى الأعالى.. وعلى الأرض السلام.. وبالناس المسرة ". والكلمات الثلاث تقدم لنا المفهوم الصحيح، والمعنى الروحى لها بميلاد السيد المسيح له المجد.. المجد الروحى ظهر فى وداعة السيدة العذارء مريم، التى استمر هذا المجد من ابنها.. حيث قالت فى تسبحتها " تعظم نفس الرب" المجد الحقيقى غير المزيف الذى لايوجد فيه أى مظاهر للعظمة الأرضية، بل نبع من مذود بقر.. إنه المجد الذى قال عنه القديس مار إسحق السريانى " إن السيد المسيح عندما تجسد لبس ثوب "الأتضاع".. فالمجد ظهر فى الاتضاع حيث ولد المسيح فى مذود البقر، وهو مالك الأرض كلها. والسلام.. يعنى السلام الروحى فى القلب بحلول الخلاص.. والسلام الذى نفذه السيد المسيح فى وجه هيرودس الملك عندما هرب إلى مصر، وهو قادر أن يهكله.. السلام هو الذى جمع ملوك المشرق ليقوموا بدور الأقرباء والأحباء فى تقديم هدايا للمولود؛ ذهباً ولباناً ومراً. المسرة.. تعنى الفرح الروحى بميلاد الخلاص، والفرح بوجود السيد المسيح بميلاده وسط البشرية، وهو الأمر الذى صدر من الملائكة للرعاة بقولهم لهم " افرحوا أنه ولد لكم اليوم، فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب، "(لو 8:2). الفرح الذى اختتم به الخلاص.. عندما قام السيد المسيح منتصراً على الموت، وظهر لتلاميذه فى العليقة، قال الكتاب " ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب. (يو 20:20). علينا فى ميلاد السيد المسيح أن نحيا فى مجده، ونتمتع بسلامه، ونفرح بخلاصه.. ونذكر عبارة " مبارك شعب مصر".. لقد كانت مصر وطناً ثانياً للمسيح.. وطناً آمناً وماتزال..بصلوات أبينا صاحب القداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثانى. وكل عام أنتم بخير .