تفاصيل ساعة قضتها قرينة الرئيس الفرنسي بجامع محمد علي في قلعة صلاح الدين قال مجدي شاكر، كبير أثريين بوزارة الآثار، إن زيارة رئيس دولة فرنسا وقرينته لمعبدى أبوسمبل بمناسبة مرور خمسين عام على نقل المعبدين 1964-1968ومشاركة فرنسا في هذا الحدث وفى إنقاذ آثار النوبة وانبهارهما بحضارتنا المصرية بكل مراحلها ليس وليد اليوم فهو عشق قديم فمصر الفرعونية تمارس سحرا حقيقيا على الفرنسيين. وأكد "شاكر" أن الفرنسيين من أشد عاشقى الحضارة المصرية حيث بدأت مع (الحملات الصليبية) السابعة وحملة لويس التاسع عام 1249وأسره بعد هزيمته في المنصورة ثم حملة نابليون بونابرت التي أحتلت مصر ثمانية وثلاثين شهرا لكنها تركت أثارا يصعب محوها حيث أصبح لفرنسا دور كبير في مصر بعدما ساعدت محمد على في تأسيس مصر الحديثة حيث أسس سليمان باشا الفرنساوي جيش مصر الحديثة وكلوت بك مدرسة الطب وأرسل محمد على كثير من الطلاب وخاصة رفاعة الطهطاوى للدراسة في فرنسا، وكشف أحد ضباط الحملة حجر رشيد الذي كان الأساس الذي ساعد شامبليون الفرنسي في فك رموز الكتابة المصرية القديمة 1822وتأسس أول كرسي لدراسة علم المصريات في الكوليج دي فرانس الذي أنشأه شامبليون 1832 ويدرس علم المصريات الآن في سبع جامعات. وأهدى محمد على إحدى مسلات معبد الأقصر لنصبها في ميدان الكونكورد وكتاب وصف مصر الذي رسم به معظم الآثار الموجودة بمصر وقيام الفنان فيفان دنيون برسم كثير من النقوش في وادى الملوك وغيرها وأصدر كثيرا من الكتب عن حضارتنا مما لفت نظر العالم لذلك الكنز التاريخي خاصة بعد كتاب وصف مصر وكتاب دنيون (رحلة). وانتقلت فرنسا من الهوس بمصر إلى علم المصريات ودراسة مصر القديمة وكان أثاث قصور الطبقة البرجوازية الفرنسية تشكل بالطريقة الفرعونية وخاصة شكل أبو الهول، حيث قام ماريت باشا الفرنسي بتأسيس مصلحة الآثار المصرية واكتشاف السرابيوم وأنشأ متحف القاهرة الذي دفن في حديقته وقام فرديناند ديلسبس بوضع وتنفيذ مشروع قناة السويس ولا ننسى تأسيس مدارس الليسيه والجيزويت والفرير في مصر التي كان لهم الفضل في نشر اللغة والثقافة الفرنسية وعندما شرع الخديو إسماعيل في تطوير القاهرة استلهم النموذج الفرنسي في القاهرة الخديوية وكذلك في الإسماعيلية التي لقبت بباريس الصغرى. وأوضح "شاكر" أن متحف اللوفر في باريس يعد ثانى متحف يمتلك آثار مصرية في العالم بعد المتحف المصري ولا ننسى رحلة مومياء الفرعون رمسيس الثاني لباريس في رحلة علاجه حيث استقبل استقبال الملوك وعزف له السلام الوطنى، وهناك أربعون بعثة فرنسية تعمل في مصر في جميع انحائها وهناك المعهد الفرنسى للآثار الشرقية في الكرنك ومركز البحوث في معبد الرمسيوم ووادى الملكات ومقبرة رمسيس الثاني، ومما يؤكد الولع الفرنسي بمصر أنه في عام 1994 استقبل معرض بعنوان «الهوس بمصر» في متحف اللوفر أكثر من 204 آلاف زائر.