رغم مرور آلاف السنين .. مازال سحر الحضارة الفرعونية مستمرا.. بل ربما يزداد قوة .. لدرجة أنه يؤثر علي أحفاد الحضارات الأخرى، ومن هنا ظهرت كلمة "إيجيبتومانيا" والتي تعني الهوس بالحضارة الفرعونية. و رأيت مشهدا استوقفني قليلا ،كنت في الأقصر ووجدت فوجا سياحيا من فرنسا يفعل أفراده أشياء غريبة أمام المعابد و التماثيل الفرعونية و عندما سألت المرشد السياحي ماذا يفعلون هؤلاء أجاب بأنهم أتوا للأقصر و لتلك المعابد خصيصا لمعالجة احد أقاربهم لأنهم يعتقدون بالقوة الموجودة في الحضارة الفرعونية. والغرب مهووس بفنون مصر القديمة منذ العصور الرومانية واليونانية وحتى ما بعد العصر الحديث فتجد ان الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت عام 1789 اهتمت كثيرة بالحضارة الفرعونية و بفك رموز حجر رشيد لفهم تلك الحضارة العظيمة . وجاء بونابرت بالعلماء و الفنانين لكي يتعلموا و يحاولوا نقل هذه الحضارة للغرب و الاستفادة منها و حتى الآن يوجد في فرنسا هوس بالحضارة الفرعونية وتمثل فنون مصر القديمة هوساً خاصاً للغرب وخاصة في مجالات الأدب والعمارة والفن والسياسة والدين وعلى سبيل المثال فإن المومياء تمثل هوسهم بفكرة الأحياء الأموات وفكرة العودة للحياة للانتقام والتحنيط و هذا ظهر في أفلام عديدة و كتب كثيرة لهم . وشخصية الملكة كليوبترا التي أدهشت الغرب و تعلموا منها الكثير و قاموا بعمل فليم لها و اخذ الأوسكار في عام 1964 وتوجد الإعمال الأدبية التي تحدثت عن الحضارة المصرية القديمة مثل "Lost In A Pyramid Or The Mummy's curse" للويزا ماى ألكوت و The Marble Faun لناثانيل هاوثورن بالإضافة للعديد من الأفلام . ومن مظاهر ولع الغرب بمصر أيضاً اهتمام المكتبات الشديد بعرض الكثير من المؤلفات والكتب عن مصر القديمة والحضارة الفرعونية، والاقبال الشديد على القسم المصري بمتحف اللوفر.. وكانت معابد وأهرامات الحضارة المصرية القديمة مصدر وحى لكثير من الفنانين والشعراء والأدباء من العصر الروماني حتى يومنا هذا. وبالإضافة لما سبق فإن الشكل الهرمي يحتل حيزاً هاماً في مجال العمارة الحديثة وهو موجود في العديد من المولات التجارية العالمية وفى المدخل الجديد لمتحف اللوفر بباريس.