لماذا تم التركيز على كليوبترا دوما دراميا وسينمائيا وأدبيا وتم تجاهل وإهمال كافة ملوك الفراعنة (المصريين القدماء) من الأسرة الأولى حتى الثلاثين كليوبترا السابعة (كليوبترا) من الأساس إغريقية بطلمية وهى آخر ملوك البطالمة فى مصر قبل الغزو الرومانى .. أى ليست مصرية أصلا .. ومع ذلك عاملوها فى الدراما المصرية والسورية والأمريكية على أنها مصرية .. واهتموا بها فى الشِعر المصرى ، وأيضا فى أشعار ومسرحيات شكسبير .. ورسموا صورتها على علب السجائر وأسموا ماركة السجائر باسمها .. ونقشوا صورتها على عملة النصف جنيه النحاسية .. ولكن لم يهتم أحد منهم بمينا موحد القطرين المصرى الأصيل ، ولا بأحمس محرر مصر من الهكسوس ، ولا بوالده سقنن رع ولا بأخيه كاموس .. ولا ببناة الأهرام خوفو وخفرع ومنكاورع وسنفرو وزوسر .. ولا بالملكة العظيمة حتشبسوت والملكة توسرت والملكة إياح حتب ، ونفرتيتى ونفرتارى .. ولا بنابليون الشرق القديم أو نابليون مصر القديمة وصاحب موقعة مجدو تحتمس الثالث Napoleon of Ancient Egypt .. ولا للملك العظيم طويل العمر كثير الغزوات والإنجازات والمعابد والتماثيل رمسيس الثانى ، وكذلك منشئ قناة سيزوستريس سنوسرت الثالث وأمنمحات الأول وأمنمحات الثالث ومنتوحوتب الثانى وأمنحتب الثالث ، ومحرر مصر من الآشوريين أبسماتيك الأول .. وملوك كثر ذكرناهم فى مقالنا السابق ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=285646 ) قامت أمريكا بإنتاج فيلم كليوبترا 1963 بطولة إليزابيث تايلور ، ثم أعادت إنتاجه بنفس العنوان وستنتهى من إنتاجه عام 2013 بطولة أنجلينا جولى .. وقامت سوريا ومصر 2010 بإنتاج مسلسل كليوبترا بطولة سلاف فواخرجى .. ولشكسبير مسرحية (أنطونيو وكليوبترا) ولأحمد شوقى مسرحية (مصرع كليوبترا) ولعلى محمود طه قصيدة (ليالى كليوبترا) .. وكانت معالجة السينما الأمريكية دوما لتاريخ مصر القديمة معالجة توراتية إنجيلية كتابية .. لا معالجة تاريخية .. وإنها لوصمة عار فى جبين مصر أن يتم فيها إهمال تاريخها القديم على هذا النحو فى المسلسلات المصرية والأفلام المصرية إن لم يتم الاستهزاء بها أيضا مثل أغنية (حتشبسوت) لمحمد العزبى .. ولم يتطرق لموضوعات من مصر القديمة فى مصر سوى شادى عبد السلام رحمه الله ، فى فيلم المومياء وفيلم الفلاح الفصيح ، وكان ينوى إنتاج فيلم عن إخناتون ولكن وافته المنية قبل ذلك وتوقف المشروع .. ونال شادى عبد السلام تقدير الغرب ، ونال من السخرية والإهمال فى مصر الشئ الكثير .. حتى أن علماء المصريات كانوا غالبا من الأجانب (مثل ماسبيرو وميريت وشامبليون) .. وقلة نادرة من المصريين .. وزوار المتحف المصرى كثرة من الأجانب وقلة من المصريين وغالبا تجد المهتمين بالآثار المصرية من المصريين والمسمين أولادهم وبناتهم على اسم الملوك والملكات والآلهة المصرية القديمة هم من الأقباط .. فتجد الأقباط أحرص المصريين على تاريخ بلدهم مصر القديمة وتراثها .. وتجد قلة من المسلمين المتنورين مثلهم فى ذلك الحرص .. أما البقية فهى تنظر بإهمال لتاريخ مصر القديمة إن لم يكن بعدائية دينية وتكفير .. مع أن تاريخ مصر القديمة هو تاريخ أجدادنا العظماء ، حين كنا نحكم نفسنا بنفسنا ولنا حضارة وإمبراطورية عظمى ، وكان قرارنا مستقلا ولم نكن مطايا للكيان السعودى السلفى الإخوانى اللعين ، ولا مطايا للناتو والكيان الصهيونى والكيان الأمريكى .. حين كانت الإمبراطورية المصرية فى عهد تحتمس الثالث عام 1450 قبل الميلاد تضم مصر والسودان وأثيوبيا وفلسطين وأجزاء من سوريا وليبيا وتركيا ، كلها تحت سيطرة مصر .. ومع أن القاعدة المنطقية البديهية السليمة تقول إن التاريخ والحضارة والفنون لا يجوز تقييمها دينيا ولا أخلاقيا .. وإنما يجب تقييمها سياسيا وفكريا وحضاريا وفنيا وفلسفيا وتاريخيا واقتصاديا إلخ .. ومن يقول لك : لأن كليوبترا أنثى ملتهبة ، ولا يوجد أفضل من الأنوثة .. عجبا لهؤلاء ! أنحن ننتج مسلسلات تاريخية أم مسلسلات إغراء !!