سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"يا ثورة ما تمت".. "التوتر" أبرز نتائج تحليل "فرويز" النفسى للشعب المصرى.. المحلل النفسى: مزاجه متقلب فى اليوم الواحد.. السياسة أفقدت المصريين ابتسامتهم.. شعورهم بضياع الثورة زاد من اكتئابهم
"من مبارك لمرسى.. يا قلبى لاتحزن"، فبعد أن خرج المصريون فى عهد "فرعون" مصر السابق حسنى مبارك، مطالبين بالتغيير، دخل بسطاء هذا الشعب فى عالم جديد من الأمل، إنه عالم الثورة الذى جاء بمرسى رئيسا عبر طوابير انتخابية لم يشهدها الشعب منذ سنوات طوال أملا أن يقتطف ثمار النهضة التى عشمه بها مرسى؛ ولكن اليوم ذهبت النهضة فى مهب الريح ليعلن الشعب أنه يائس من الحياة وأنه خارج نطاق الخدمة. وعن التحليل النفسى لمزاج الشعب المصرى قبل وبعد الثورة، قال الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى، أن الشعب يعانى من حالة من التوتر الشديد الذى يجعله يسخن مع الأحداث ولكن بحذر لأنه يضع هدفًا رئيسًا أمام عينيه وهو "لقمة العيش" التى تتحكم فى حياته وفى تفكيره ليل نهار، فهو لم يعد يتذوق طعم النوم الحقيقى من خوفه على لقمة عيشه. وأضاف "فرويز": "ضغط النظام الإخوانى وتهديده للشعب بما يعرف بالميليشيات والحمساوية والمسلحين، ولد حالة من الضغط العصبى عليه جعلت مزاجه متقلب، وبعد أن كان يرحب بالحرية بعد رحيل مبارك ندم عليها فى عهد مرسى وطلب بعودة مبارك مرة أخرى على الرغم من اختياره لمرسى بكامل إرادته". وأوضح أن الانفلات الأمنى يلعب دورا هاما فى تشكيل مزاج الشعب الآن، وتحديدًا باعتباره عاملًا مهمًّا فى استقرار الحالة النفسية للشعب، مؤكدا أن الشعب لا يحب الانتظار ويتمسك بالأحداث السريعة المتتالية ويريد أن يقطف ثمار الثورة دون تعب أو إرهاق، فالانتظار طويلا يجعله يفكر فى العودة للخلف فهو يسير على نهج وقوع البلا ولا انتظاره". وكشف "فرويز" أن الشعب يتغير رأيه فى مرسى أكثر من مرة فى اليوم حوالى 50 مرة طبقا للحالة أو الحدث الذى أمامه، ومنذ بداية المرحلة الانتقالية تعامل المجلس العسكرى مع الثورة بشكل خاطئ كل ما فعله المجلس هو "إسقاط مياه مثلجة على رأس شخص قادم من الحر" ولم يتدرج المجلس العسكرى فى خطوات الديمقراطية ما جعله فشل فيها ورسَّب حالة من الاكتئاب الأولى، هذا الاكتئاب زاد بعد قدوم مرسى وولَّد معه حالة من الإحباط، وتحديدًا بعد ارتفاع الأسعار التى هددت لقمة عيش الشعب وهى المتحكم الرئيس فى حالته المزاجية". وأوضح "فرويز" أنه فى الفترة الأخيرة تزايدت حالات المرضى المعانين من فقد الابتسامة والتى اختفت من على وجوههم نتيجة لأحداث الخوف والذعر من المستقبل المجهول، بل إن هناك الأعراض الجسمانية التى انتشرت بينهم كالبكاء ليل نهار بدون سبب. وأكد "فرويز" أن الشعب فقد ثقته فى حاكمه منذ فترة طويلة نتيجة للأزمات المتتالية التى تعرض لها، بالإضافة إلى سيطرة فكرة المشهد السورى على أذهانهم والخوف من الانتقال إلى سوريا أخرى وهو الوتر الذى يلعب عليه مرسى وجماعته الآن أى التخويف من المجهول. وفى إشارة إلى الأحداث الحالية، قال "فرويز":" إن المواطن العادى لم يعد يشعر بالأمان وغير مطمئن نفسيا.. عندما نسمع عن "سرقة وزير الداخلية"، فماذا يفعل المواطن العادى غير الخوف والتراجع عن أى تفكير لذا هو يخشى من حدوث ثورة مرة أخرى". وأوضح أن حملات سحب الثقة وغيرها الموجودة فى الشارع الآن خلفت لدى المواطن حالة من الانفصام فى الشخصية جعلته تارة يتندم على أيام مبارك وتارة أخرى ينادى بترك مرسى فى حاله فهذه الحملات لم تفعل شيئًا سوى زيادة الضغط النفسى نتيجة للخوف من الفشل لعدم وجود من يبحث عن مصالح المواطن، الجميع يبحث عن مصلحته فقط، والشعب أصبح لديه شعور عميق بأنه أصبح فى قاع اهتمامات السلطة. وأشار إلى أن الإعلام لعب دورا هاما فى تزايد حالة الانفصام لدى الشعب:" فتارة نجد القنوات والصحف مع مرسى وتارة أخرى ضده، أما عن شباب الشعب المصرى أكد "فرويز" أن الشباب المصرى يتميز بالرعونة والعناد، مضيفا "عايز إخوان يحكموا آه ماشى، فجأة مش عايز إخوان يحكموا آه، فهو متقلب التفكير وطائش فى بعض الأحيان ولا توجد لديه خطة للمستقبل". وأوضح "فرويز" أن العلاقة بين مرسى والشعب الآن أصبحت تقع تحت إطار العلاقة بين السجين والسجان، وهو ما يعرف فى علم النفس بنظرية "التوحد" علاقة الصداقة القديمة تحولت إلى عداوة. أما عن مفهوم الديمقراطية لدى الشعب، كشف "فرويز" أن الديمقراطية خطأ على صحة الشعب المصرى؛ لأنه فقدها لسنوات طوال فهى علاقة تشبه " الشخص الموجود بالصحراء وعطشان وفجأة وجد المياه، عليه أن يشرب نقطة بنقطة "، لكن الشعب شرب المياه مرة واحدة، فالشعب حرم من الديمقراطية على مدار 62 عاما وفجأة منح الحرية بشكل كامل. قال "فرويز":" إن الديمقراطية لها أنياب أشد من الديكتاتورية "، موضحا أن الأغنياء هم أكثر الفئات تأثرًا بالأحداث نتيجة لخوفهم على أموالهم التى خلفت لديهم حالة نفسية سيئة لخوفهم على مصانعهم وسياراتهم، أما الفقير فهو مثل قطعة الخشب التى يحركها الموج فى البحر لكنها لم تنكسر".