لست ضد الغناء بأكثر من لغة سواء كانت عربية أو أجنبية، لكنى ضد التقليد والهلث وراء موضة يبدأها مطرب ثم يلحقه الآخرون، ربما نتجاهلها أو نتخطاها فى تقديم شكل موسيقى معين؛ لأن هذا وارد وطبيعى أن يبحث المطرب على لون مختلف ويقدمه.. لكن أن نجد كل الفنانين يقدمون هذا اللون فهل هذا وراءه الاستسهال.. أم الاستظراف والتكاسل.. يحدث عندما يقلدون بعضهم ويسيرون جميعًا على خطى واحدة ؟ فمثلًا فى الأعوام السابقة كانت موضة الفنانين تقديم "دويتو" مع مطرب أجنبى، لا أعلم هل ظنٌ منهم أنهم سيصلون الى العالمية.. أم توجد استفادة أخرى لا نعلمها ؟! المضحك فى الأمر هو كون هذا النجم العالمى لم يعد له كيانه مثل السابق، صحيح له تاريخ طويل فى الفن لكن إذا بحثنا عنه فى قائمة أفضل المطربين لهذا العام أو الذى يسبقه أو منذ 5 سنوات مضت لن نجده.. إذًا ما الفائدة أن تخرج لجمهورك وتقول لقد قدمت "دويو" عالميًا إذا لم تستطع كنجم لك اسمك ببلدك ووطنك العربى أن تقدم عملًا ناجحًا مع فنان اسمه موجود على قائمة أفضل المطربين بالعام الذى ستقدم به ال"ديو" الغنائى ؟ مع العلم أن العالمية أن تصل بموسيقاك وتكسر حدود بلدك بلغتك أنت وليس لغة أخرى وإلا كانت سيلين "ديونًا وريهانًا" وجستين. التقليد الثانى جاء عندما غنى أحد المطربين بدعوة من أحد الأمراء الذين يجدون كتابة الأغانى أغنية بلهجته الخليجية، لا أنكر نجاح هذا النجم فى تقديمه هذا اللون، وأكرر لست ضد الغناء بأكثر من لهجة، فنحن فى النهاية وطن عربى واحد تفصلنا فقط سياسات وحدود، لكن الذى يضايق هو خروج زملائه وتحدثهم عن الغناء بتلك اللهجة، ليصبح الأمر وكأنه ثورة على الغناء بالخليجى، لنسمع أن فلانة قررت تقديم ألبوم خليجى وآخر يقدم كليبًا خليجيًا، وهكذا لدرجة جعلت الجميع يشك ويتساءل: ما الفائدة التى تعم على هؤلاء الفنانين ؟ وهل أصبح الغناء بتلك اللهجة "سبوبة" بدل أن يصبح تقديرًا واحترامًا لشعب يمثل ثلث الأمة العربية. التقليد الثالث والذى بدأت ملامحه فى الظهور مع نهاية هذا العام وستنتشر العام المقبل، وهو الغناء باللهجة المغربية، حيث صرح أكثر من فنان بإقدامه على تلك الخطوة، ومنهم بالفعل من سجل أغانى بتلك اللهجة، وكأنهم جميعًا تذكروا فجأة أنه يوجد بلد يدعى "المغرب" وأن هذا البلد به أهم وأعرق المهرجانات الموسيقية ؟! والتى يشرف عليها ملك المغرب. سؤال أريد إجابته من الفنانين الذين يبرعون فى التقليد: لماذا تتذكرون جميعًا الشىء ذاته فى نفس الوقت ؟ وما الهدف وراء الغناء بتلك اللغات ؟ هل فعلا لأننا وطن عربى وإنك كفنان لديك شعبية وجماهيرية تستحق منك الغناء بلغتهم ؟ أما لغة السوق فهى التى تتحدث الآن.