هو شاب فى نهاية العقد الثالث من العمر.. يعمل مع أشقائه فى محل لصناعة الاحذية بمساكن الغجر على اطراف مدينة بنها.. فجأة وجد من يطالبه بدفع 30 ألف جنيه على سبيل الإتاوة، وإلا سيتم طرده وأسرته من الشقة التى يقيمون فيها.. رفض أحمد التهديدات وأعلن انه لن يدفع مليما واحدا، وكان جزاؤه القتل امام منزله.. محقق «فيتو» بحث فى الحادث وتوصل الى تفاصيل أغرب من الخيال يرويها فى السطور التالية: البداية كانت داخل مديرية أمن القليوبية وهناك أكدت مصادر أمنية للمحقق ان الجريمة وقعت فى مساكن الغجر بمدينة بنها، وهى منطقة مليئة بالبلطجية والمسجلين خطر، وسبب الحادث هو محاولة الجناة من عائلة «كنف» فرض الإتاوات على الاهالى بقوة السلاح.. كانت هذه المعلومات البسيطة هو كل ما حصل عليه المحقق من مديرية الأمن فقرر البحث بنفسه عن المزيد من التفاصيل، فانطلق الى مكان الحادث. داخل منزل متواضع فى مساكن الغجر.. التقى المحقق مع والدة القتيل وشقيقته وزوجته.. سأل عن ملابسات وتفاصيل الحادث.. أجابت الأم بصوت يخنقه البكاء: « ابنى أحمد كان مثالا للشاب الذى يرعى الله فى كل أموره.. لم يتشاجر يوما مع أى شخص والجميع يحبه ويقدره.. ويوم الحادث كان عائدا من المسجد بعد صلاة العصر، ففوجئ بأولاد زينب كنف ينتظرونه ويمطرونه بالرصاص».. اجهشت الأم بالبكاء ولم تستطع مواصلة الحديث فأكملت شقيقة المجنى عليه: «منهم لله القتلة المجرمين.. أرادوا أن يفرضوا سيطرتهم وسطوتهم على الجميع بأساليب البلطجة، وعندما تصدى لهم شقيقى قتلوه أمام المنزل».. أما زوجة القتيل هبة محمد فقالت للمحقق: « فقدت بموت احمد الزوج والأب والابن، فقد كان كل حياتى.. ليتهم قتلونى معه حتى لا أعيش على ذكراه الأليمة».. صمتت لحظات واستطردت: كان يشعر بأن أجله قد اقترب، وقبل الحادث بيوم واحد فوجئت به يحدثنى عن الموت، وأوصى بأن تصلى عليه صلاة الجمعة فى مسجد السكة، وقد تحققت وصيته».. انخرطت الام والاخت والزوجة فى بكاء مرير، ثم اصطحبن المحقق الى حجرة القتيل وهناك رحن يستعرضن ملابسه الملطخة بالدماء. وفى شهادتها امام محقق «فيتو» قالت شاهدة العيان «شيماء محمد»: إن معظم الاهالى تلقى تهديدات بالقتل واختطاف الأطفال من زينب كنف وأولادها، إذا رفضوا دفع الإتاوة، أثناء تجوله فى شوارع منطقة الغجر ببنها، تجمع حوله العشرات من الاهالى وجميعهم أكدوا سوء سلوك عائلة «كنف» واحترافهم اعمال البلطجة ونشر الفزع والرعب بين الجميع، وقالوا: « منذ عشرات السنين جاءت أسرة زينب كنف لتعيش فى مساكن الغجر.. انجبت 10 أبناء وبدلا من أن تزرع فيهم الاخلاق الحميدة، زرعت فيهم الشر والإجرام، وعندما كبروا احترفوا اعمال البلطجة والسرقة بالإكراه وترويع الأهالى.. بعضهم تم ضبطه فى قضايا مختلفة وصدر ضده أحكام بالسجن، وكان البعض يستأجرهم لارتكاب الجرائم خارج القليوبية.