خرج محقق فيتو إلى عمله بعد اجتماع قصير مع رئيس قسم الحوادث، وفى مديرية أمن القاهرة وجد الأمور هادئة ولا توجد جرائم تستلزم التحقيق فيها.. ترك المديرية وهو فى حيرة من أمره لا يعرف إلى أين يتجه.. تذكر صديقه الضابط فى قسم الأميرية فذهب إليه لعله يجد قضية جديدة، لكنه لم يجد سوى مجموعة اخطارات عن سرقات وأشياء مفقودة.. وأثناء جلوسه مع صديقه تلقى الأخير إشارة تليفونية من مستشفى المطرية التعليمى بوفاة شاب فى العقد الثالث من عمره متأثرا بطعنات فى الصدر والبطن.. لم يضيع المحقق وقتا وحمل أوراقه وكاميرا التصوير وانطلق إلى المستشفى وهناك علم ان القتيل يدعى «محمود عبدالعزيز» -24 سنة- مقيم فى شارع درويش العربى بالأميرية، وأنه أصيب بعدة طعنات قاتلة فى الصدر والبطن والرقبة أدت إلى خروج قلبه وبعض أحشائه، ولم يقدم له المسئولون فى المستشفى أى معلومات أخرى سوى أن الشرطة لم تبدأ تحقيقاتها فى الحادث بعد.. دخل المحقق فى سباق مع الزمن وانطلق إلى مسرح الجريمة ليبدأ تحقيقاته فيها. وصل المحقق إلى المنطقة التى شهدت الحادث قبل الأجهزة الأمنية وبدأ فى جمع المعلومات عن القتيل وعلم من بعض الجيران أن خمسة أشخاص بينهم شقيق زوجة شقيقه هم الذين قتلوه.. وفى شهادتها أمام المحقق قالت (أ.ح) جارة المجنى عليه: القتيل محمد لم تكن له عداوات مع احد، ولم يكن طرفا فى المشاجرة التى لقى مصرعه بسببها. وله شقيق أكبر منه يدعى «عاطف» متزوج من إحدى فتيات المنطقة وقبل الحادث بأيام حدثت خلافات بين عاطف وزوجته فتركت منزل الزوجية وعادت.. وعندما ذهب لمصالحتها وقعت مشادة كلامية بينه وبين والدها. التقط شقيق الشاهدة طرف الحديث قائلا: « بعد أقل من نصف ساعة فوجئنا بنحو عشرة شباب من أقارب الزوجة يحملون الأسلحة النارية والبيضاء يحضرون إلى المنطقة ومعهم شقيق زوجة عاطف ويدعى محمد وشهرته «ميشو»، وراحوا ينادون على «عاطف» ويسبونه بأفظع الألفاظ.. فخرج إليهم، ومن خلفه جاء شقيقه «محمود» .. طاردت المجموعة الأولى عاطف ولكنه تمكن من الفرار، أما شقيقه فقد أحاطت به المجموعة الثانية ثم قام 4 منهم بشل حركته بينما واصل «ميشو» طعنه إلى أن أخرج أحشاءه وقلبه ثم تركه وسط بركة من الدماء وفر هاربا مع رفقائه.. أسرع أصدقاء المجنى عليه بنقله الى المستشفى فى محاولة لإنقاذه ولكنه مات فى الطريق». واصل محقق فيتو تجوله فى الشارع الذى شهد الحادث ثم صعد الى منزل القاتل بصحبة بعض الجيران والتقط عدة صور من داخله واكتشف وجود آثار سجائر حشيش وبانجو، ولا حظ تحطم بعض محتويات الشقة وباقى المحتويات كان مبعثرا. على بعد امتار من منزل القاتل يوجد منزل القتيل.. توجه المحقق إليه وفى الطريق قابله عاطف شقيق المجنى عليه وصديقه رامى، وبعد أن كشف لهما عن شخصيته قال عاطف إنه لن يترك ثأر أخيه الذى دفع حياته ثمنا للدفاع عنه رافضا الحديث عن تفاصيل الحادث، ولكنه كشف للمحقق عن آثار الجريمة ومكان حدوثها وملابس شقيقه الملوثة بالدم، وكذلك الأسلحة التى استخدمت فى الحادث. وأكد عاطف أن الشرطة لم تحضر رغم إبلاغها ولم تجر معاينات لمسرح الجريمة أو تحرز الأسلحة.وداخل منزل القتيل التقى محقق فيتو مع والدته «زينب عبدالحميد» وبعد أن قدم واجب العزاء فوجئ بها تنفجر فى البكاء وبصعوبة بالغة وبصوت متقطع قالت: « منهم لله.. قتلوا ابنى واغتالوا فرحته.. طعنوه بسكاكين الغدر والخيانة بلاذنب.. كتبوا على ابنه اليتم قبل ان يخرج إلى الدنيا.. فهو متزوج منذ 9 أشهر وزوجته حامل فى شهرها الرابع». أما زوجة القتيل فقد امتنعت عن الكلام واكتفت بالبكاء فاحترم المحقق صمتها وقدر ألمها وتركها مع أحزانها.