إجراءات أمنية مشددة تفرضها أجهزة وزارة الداخلية على تحركات "البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، باعتباره من "الشخصيات المهمة"، تحسبا لاستهدافه من قبل العناصر المتطرفة، التي وضعته على قوائم الاغتيالات الخاصة بها.. تفاصيل خطة تأمين البابا قبل وبعد الحادث الإرهابى الذي استهدف الكنيسة المرقسية بالإسكندرية يكشفها مصدر أمني قائلا: "البابا من الشخصيات التي تصنف تحت بند "شخصية مهمة للغاية" أو ضمن الفئة "أ"، ومن ثم فإن إجراءات تأمينه أثناء تحركاته، وتأمين الأماكن التي يتواجد فيها، تكون مشددة للغاية وفق خطة يتم إعدادها بالاشتراك مع عدة قطاعات وإدارات في وزارة الداخلية، من بينها الأمن الوطنى، والمرور، والنجدة، ومديرية الأمن التي يتواجد في نطاقها".. المصدر الأمني أضاف: "يرافق البابا فريقان أمنيان من رجال قطاع الحراسات الخاصة، على مستوى عال من الكفاءة واللياقة البدنية، كل فريق يقوده ضابط برتبة مقدم، و5 أمناء شرطة مسلحين برشاشات متطورة متعددة الخزائن، وطبنجات حديثة سريعة الطلقات، ويستخدمون أجهزة لاسلكى متطورة للغاية، متصلة مباشرة بغرفة عمليات وزارة الداخلية، لطلب الدعم والمعاونة في حالة حدوث أي طارئ يستدعى تدخل قوات إضافية، والفريقان المشار إليهما يرافقان البابا على مدار ال"24" ساعة، سواء في مكان إقامته أو خلال تحركاته وزياراته، سواء داخل مصر أو خارجها.. ومن بنود خطة تأمين "البابا" أيضا التنسيق مع غرفة عمليات المرور، وربطها لاسلكيا بالقوة المرافقة له، وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتغيير خط سيره في أي لحظة، إذا ما تأكد وجود ما يهدد الموكب في خط سيره المعتاد، حيث يتولى المرور مهمة توفير الطرق البديلة وفتحها بالشكل الذي يسهل حركة السيارة التي تقل بابا الإسكندرية.. وفى ذات الوقت يتم التنسيق التام مع قطاع الأمن الوطنى باعتباره الجهة المختصة بجمع المعلومات عن التنظيمات والعناصر الإرهابية، التي قد تستهدف البابا تواضروس، وكشف خططتها لتنفيذ تلك الجريمة، وبناء على المعلومات التي يقدمها الأمن الوطنى، يتحرك موكب البابا وفى بعض الأحيان يتم إلغاء زيارات، بناء على توصية من القطاع، نظرا لوجود مخاطر معينة.. وفى حالة التأكد من وجود خطر على حياة البابا أثناء تحرك موكبه في طريق ما، مثل مهاجمته عن طريق الاستهداف المباشر بالرصاص، فإنه يتم التنسيق مع قوات التدخل السريع وشرطة النجدة، لتعزيز القوة المرافقة له والتصدى لأى محاولة اعتداء عليه". المصدر الأمني أشار إلى أن خطة تأمين البابا لا تقتصر على القوة المرافقة له فقط أو تأمين خط سيره، وإنما تمتد إلى الأماكن التي يزورها مثل الكنائس وغيرها، فقبل وصوله إلى المكان يتم تعزيز الخدمات الأمنية به، ودعمها بعناصر من البحث الجنائى والأمن الوطنى وقوات التدخل السريع، مع تثبيت كمين شرطى بالقرب من المكان مهمته ضبط أي شخص يشتبه فيه والتأكد من الشخصيات التي تدخل المكان، بالإضافة إلى تمشيطه من خلال خبراء المفرقعات والكلاب البوليسية للتأكد من عدم وجود أي مواد قابلة للانفجار أو عبوات ناسفة مزروعة في المكان، وهؤلاء يستخدمون أجهزة متطورة قادرة على رصد تلك المتفجرات". وعما إذا كانت الإجراءات الأمنية المتبعة حاليا مع البابا تواضروس، تحتاج إلى تعديل أو تطوير، بعد الحادث الأخير قال المصدر: "خطط تأمين الشخصيات "المهمة" مرنة وقابلة للتعديل في أية لحظة وفقا للبيانات والمعلومات التي يقدمها جهاز الأمن الوطنى.. ومن المتوقع أن يتم إدخال تعديلات على القوة المرافقة للبابا في تحركاته، مثل تدعيمها بعناصر إضافية، وفريق من خبراء المفرقعات المزودين بأجهزة الكشف عن المتفجرات، للتعامل الفورى مع أي طارئ على وجه السرعة.. أيضا من المقرر إعادة النظر في إجراءات تأمين الكنائس بصفة عامة، خصوصا تلك التي يتردد عليها البابا بصفة مستمرة أو التي تشهد زحاما من المواطنين في الأعياد والمناسبات المختلفة، بحيث يتم تدعيمها بقوات إضافية وتوفير بوابات إلكترونية، وأجهزة حديثة للكشف عن المواد الملتهبة والمتفجرة".