يستيقظ في الساعات الأولى من صباح كل يوم، ليذهب إلى مدرسته في منطقة المنيب، لا يتغيب عن الحضور رغبه منه في أن ينجح في السنة الدراسية الأولى، وحينما يعود في ساعات الظهيرة يواصل العمل مع زوجة أبيه في جمع الأوراق والبلاستيك، إنه الطفل عمر أحمد، والذي لا يتعدى عمره السبع سنوات بعد. يكافح عمر ويواصل العمل حتى دخول المغرب رغم صغر سنه؛ يسير في الأسواق وعلى كتفه "شيكارة" داخل الشوارع وبين البائعين ليجمع فيها البلاستيك والأوراق كي يتمكن من بيعها والحصول على قدر بسيط من المال ليصرف به على نفسه ويعطي لزوجة أبيه ما تبقى، لشراء بعض الأدوات البلاستيكة من شارع أبو النمرس وفرشها على الأرض لبيعها في منطقة المنيب. عمر، ضحية طلاق الأب والأم بعد العديد من المشكلات التي كانت تعاني منها الأسرة، وكل ما يتمناه هو أن يرى أمه من جديد بعد أن تزوجت شخصا آخر غير أبيه؛ ولم يرها منذ أكثر من شهر، قائلا، "نفسي أشوف أمي، بقالي كتير مشوفتهاش وعاوز أشوفها النهاردة". لم يكتفي عمر، بجمع الأوراق والبلاستيك من الشارع، بل يجوب على المحال كل يوم حتى في يوم الإجازة ليبيع لها الأكياس، متحديا ظروفه الصعبة وواقعه المرير لعل أن يولد من رحم تلك المعاناة قصة نجاح بطلها هذا الطفل "عمر" الذي يتمنى أن يصبح دكتورا في يوم من الأيام.