في حفل مهيب بدأ في 15 يناير 1873 عقد الخديو إسماعيل قران أنجاله الثلاثة الذكور وإحدى بناته في وقت واحد. فقد تزوج ولى عهده الخديو محمد توفيق من أمينة هانم حفيدة عباس الأول، وتزوج الأمير حسين كامل من الأميرة عين الحياة حفيدة إبراهيم باشا نجل محمد على الكبير، وتزوج الأمير حسن من خديجة هانم حفيدة محمد على، كما زوج الخديو ابنته الأميرة فاطمة من الأمير طوسون نجل محمد سعيد باشا. استمرت أفراح الأنجال الأربعة أربعين ليلة بمعدل عشرة أيام لكل فرح منها، وأقيمت الأفراح أمام القصر العالى في أرض حديقة القصر في منطقة سميت فيما بعد "المنيرة" نظرا لإضاءتها بالأنوار أربعين يوما. كما نشرت مجلة الشرطة في تقرير لها عام 2010: وأمر الخديو بأن يطلق اسم أفراح الأنجال على أحد شوارع الحى كرمز لأعظم فرح ارتدت فيه القاهرة أجمل ما لديها. وكما ورد في الوثائق الرسمية أنفق الخديو على هذه الأفراح 10 ملايين و743 ألفا و573 قرشا أي بمعدل 11 مليون جنيه. جعل الخديو إسماعيل من حفل زواج أولاده مناسبة قومية عطلت فيها المدارس، كما احتفى الأهالي بعقد قران أولادهم بهذه المناسبة الخديوية، نصبت السرادقات الفخمة لاستقبال المدعوين وقدمت لهم مختلف صنوف الأطعمة ووزع على الأهالي صحونا نحاسية مملوءة بالأرز المطبوخ مع اللحم الضأن والذي أطلق عليه (أرز إسماعيل) هذا إلى جانب العصائر والقهوة والماء المعطر برائحة الورد. وغنى كبار المطربين أمثال عبده أفندى الحامولى ومحمد عثمان في قصر الوالدة باشا كما غنت ألمظ والأسطى ساكنة ونزهة والوردانية، كما أقيم مرقص بقصر الجزيرة دعى إليه خمسة آلاف من الأجانب والأعيان. وخرج شوار العرائس على العربات تسبقهم الفرق الموسيقية تجوب الميادين في المدينة في طريقها إلى سراى العرس وسط تهليل المتفرجين.