يصح القرار عندما تسبقه حالة من النقاش وتبادل الآراء.. ولا يكون صائبًا إذا انفرد به صاحبه وتجاهل رؤى وأطروحات الآخرين خاصة إذا كانوا أهل خبرة وكفاءة. ولا يشفع لنادي الزمالك ريادته الأفريقية باعتباره نادي القرن الحقيقي أن يحقق بطولة 2016 دون أن تتوافر الجماعية في الأداء وإرادة الفوز التي تحقق المستحيل.. والدول نفسها تصنع المعجزات إذا كان لديها إرادة سياسية للتغيير والتطور والانطلاق وقد فعلتها العديد من الأقطار شرقًا وغربًا في سنوات معدودات، بعد أن كانت غارقة في اليأس والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية. وقبيل مباراة الزمالك وصن داونز في لقاء العودة على النهائي الأفريقي طلبت من زملائي الزملكاوية ألا يعقدوا آمالا على فوز الفريق الأبيض بالبطولة ورويت لهم حكاية بطولة 2002 عندما كان الرجاء في حالة فنية عالية ويعتمد على بعض اللاعبين المتميزين وعلى رأسهم هشام بوشروان. وقبيل سفر الزمالك للقاء الذهاب جمعتنا جلسة مع إبراهيم حسن، المدافع الأيمن والمكلف بمواجهة بوشروان.. وتحدثنا عن خطورة اللاعب وانطلاقاته المرعبة والخوف على فريقنا منه.. ففوجئنا برد إبراهيم حسن بأن بوشروان لن تكون له أي خطورة في المباراة. واكتشفنا أن مدافع الزمالك جمع شرائط مهاجم الرجاء ودرس كل تحركاته.. وبإصرار وروح وإرادة التوءم قالها إبراهيم في الجلسة "سأعتزل لو لمسها بوشروان". وفي لقاء الذهاب فعلها إبراهيم حسن وتفوق على نفسه وشل حركة المهاجم المرعب، وحقق الزمالك التعادل السلبي في المغرب، وكان ذلك هو البداية الحقيقية للفوز بالبطولة في مباراة العودة بهدف تامر عبد الحميد الشهير. الإنجازات لا تتحقق بالتصريحات والوعود لكنها تلامس الواقع عندما تلازمها الإرادة.. وهذا يفسر تراجع أحوال دول تمتلك مقومات بشرية كبيرة وموارد طبيعية متنوعة تضمن لها التغلب على أزماتها والنهوض بمعدلات متسارعة.. في حين أن دولًا استطاعت أن تفعلها "بلغة الكورة وبطريقة إبراهيم حسن" رغم أنها لا تملك نفس الموارد والإمكانيات.. فقط توافرت لديها إرادة الانتصار على الفساد والتمييز!!