تتميز مدينة المنصورة بوجود عدد كبير من المساجد والكنائس الاثرية التى يرجع تاريخها لإنشاء مدينة المنصورة ذاتها، ويعد مسجد الصالح أيوب, أشهر مساجد المنصورة، وقد بناه الملك الصالح أيوب عام 616 ه , وكان به استراحة لزواره من المماليك، وهو تحفة معمارية، ويقع بشارع الملك الصالح بالمنصورة، كما بنى الملك الصالح ملحقا له، وهو مسجد الملك الصالح الكبير فى ذات الشارع . كما يعد مسجد الموافى أول وأقدم وأكبر مسجد فى المنصورة, وقد أسسه الملك الصالح أيوب سنة 583 هجرية, ثم نزل فيه الشيخ عبد الله الموافى الذى وسع مساحته وجعله مكانا لدراسة العلم ومعهدا دينيا , تلقي فيه المحاضرات لعلماء الدلتا, ولذلك نسب اليه .. ويقع المسجد بسوق «الخواجات» خلف دار ابن لقمان من شارع بورسعيد بالمنصورة ,وظل المسجد محتفظا بشكله التراثى, و لم تهتم اى جهة بترميمه ولا احيائه حتى عام 1993 بعد الزلزال الذى ضرب مصر وحدوث تشققات فى جدرانه , جعلت أهالى المنطقة يتبرعون لترميمه , إلا ان المسجد لم يحتمل الترميم وانهار, ومنذ ذلك اليوم حتى هذه اللحظة يقوم الأهالى بجمع التبرعات لاحيائه من جديد, وبالفعل تمكنوا من بناء مسجد اخر على الطراز الأسلامى الحديث بجهودهم الذاتية, وضمته الأوقاف لادارتها . أما مسجد التجار الذي يقع بسوق التجار فقد بني عام 566 ه,ومازال محتفظا ببنائه الرصين، وسقفه الخشبي القديم ومئذنته المائلة مثل برج بيزا المائل , ومسجد «سيدي حالة», وقد بني عام 711 ه إبان دولة المماليك ولا يزال علي حالته , ومسجد سيدي سعد ويقع بحي ميت حضر وبني عام 611 ه , وقد تمت له العديد من اعمال التجديد والصيانة الا انه لا يزال يحتفظ ببعض معالمه القديمة، اما كنيسة الملاك ميخائيل « كاتدرائية العذراء مريم» فتقع فى شارع السكة الجديدة, وهي اقدم الكنائس بالمنصورة, وتأتى بعدها كنيسة مار جرجس بشارع بورسعيد, ثم كنيسة «العناية الإلهية والعناية المقدسة» فى شارع المختلط، وهي خاصة بطائفة الكاثوليك، وكذلك كنيسة «الصياد» فى السكة الجديدة, و»الرحمة» فى توريل. اما خارج المنصورة فتظهر كنيسة «القديسة دميانة» التى يقع ديرها فى قرية دميانة بمركز بلقاس ,وكانت القديسة ابنة الحاكم مرقس في منطقة البرلس فى القرن الأول, وقد استشهدت هى و40 عذراء فى قصرهن الذي كن يتعبدن فيه بقطع رءوسهن , وذلك فى منطقة البرارى فى ذلك العهد, وقامت الامبراطورة «هيلانة» ببناء مقبرة وكنيسة لها فى القرن الرابع . القديسة دميانة اكتسبت شهرة وحبا بين الاقباط والمسلمين بالعديد من المعجزات التي يرويها زوارها عنها , من إنجاب زوجة تأخر انجابها طويلا, وعلاج للامراض, وسداد ديون, ومساعدة الطلبة فى الامتحان, واظهار الأشياء المخفية, وحماية العاملين فى ديرها ومن يحبونها , وكتب لها أجزاء منشورة فى الدار عن معجزاتها, منها اختفاء فص زمرد من احدى السيدات التي تعرف عليها زوجها فى دار القديسة وجاءتها القديسة وعرفتها مكان الفص ،والكثير والكثير عن معجزاتها. كما تشتهر كنيسة مار جرجس بأجا بتوافد الزائرين عليها كل عام ، وتوجد كنيسة «دقادوس» بميت غمر , وهي من اقدم كنائس الدقهلية . «فيتو» رصدت ما وصلت اليه المساجد الاثرية بالمنصورة, ففي مسجد الملك الصالح الصغير حكى لنا المصلون بالمسجد بنبرة غضب شديدة عن سيطرة الشيخ عبد الرازق شكور- امام المسجد والمنتمى لجماعة الاخوان المسلمين- على مقاليد الامور بعد الثورة وقيامه بتوجيه المصلين على حسب اهوائه والخطب التى تنصب جميعها فى صالح الجماعة ولصالح رئيس الجمهورية, وطرده لاى شخص غير منتم للاخوان , ويقوم بمعارضتهم خارج المسجد، خاصة فى ايام الانتخابات والتظاهرات. واضاف الاهالى : كنا نعتبر المسجد الذى ينبع منه عطر وثراء التاريخ رمزا لنا, لأنه اول المساجد التى انشئت بالمنصورة ,اما اليوم فنحن نخشى دخوله من سيطرة الاخوان عليه، وكان النظام السابق يعتزم هدم المسجد , وقام الاهالي بالتصدي له, وقد تمكنا من فرض سيطرتنا,اما الآن فنحن لا نستطيع ان نمنع الاخوان من سطوتهم على المسجد, ولم يعد ينقصهم سوى ان ينسبوا المسجد لجماعتهم . أما مسجد الملك الصالح الكبير فرغم احتفاظه بطابعه الأثرى على عكس سالفه إلا انه غير واضح المعالم كمسجد سوى من المئذنة العالية نظرا لتغطية محلات المحمول لواجهة المسجد وطمس معالمه , والمسجد لا إمام له , فقط يأتي فى المناسبات وخطب الجمعة فقط ويترك المسجد للعمال. حسنى حبيب -احد العمال بالمسجد – يقول : الامام غير متواجد سوى في صلاة الجمعة, وباقى الايام ادير انا وزميلى الآخر المسجد لأن الامام ليس من المنصورة, ونحن على ذلك الوضع منذ عدة اعوام ولا احد يستطيع التحدث عما يجرى , لأننا نتبع وزارة الاوقاف, ولأن وزارة الاثار لم تدرج المسجد ضمن خطتها, وعندما نريد ان نرمم المسجد فيقوم الاهالى بترميمه بالجهود الذاتية , ولكن سنظل نحافظ على تاريخنا بارواحنا وانا فخور بعملى بمفردى فى المسجد لأنى اعتبرها امانة وحملتها . ومن مسجد الملك الصالح الى مسجد الموافى بشارع «الخواجات» الذي غطته بضاعة التجار واختفت معالمه, لتجد امام المصلين الملابس النسائية ذات الالوان الساخنة, واصوات الباعة وشجار الزبائن والتجار,وتعديات على حرم المسجد دون رادع قانونى من اى جهة مسئولة للحفاظ على ماتبقى من المسجد . الحاج فريد الصعيدى -البالغ من العمر62 عاما- يقول : كان مسجد الموافى يطل على النيل مباشرة, وقد كان المصلون يتوضأون من مياه النيل إلا ان المسجد الآن يبعد 500 متر عن النيل بفعل عوامل الزمن , وكان المسجد مزارا سياحيا, يأتيه السائحون من جميع الجنسيات الأجنبية, وعمارة المسجد على الطراز المعمارى القديم , وقد كانت مساحة المسجد 700 متر,وهومكون من دور واحد وسقف خشبى واعمدة من الطوب, وظل محتفظا بشكله حتى زالزال 1992 الذى أثر على جدران المسجد , ولم تتجه الدولة لترميمه والحفاظ عليه. الصعيدي مضيفا: وعندما لاحظ الأهالى التشققات فى الجدران والاسقف أخذنا الموافقات لترميم للمسجد, وبعد اول يوم عمل وذهاب العمال وقعت مئذنة وقبة المسجد, مما تسبب فى انهيار كامل للجزء الخلفى,ثم تحول المشروع من الترميم الي اعادة البناء من جديد, وقد استغرقت عملية الهدم أسبوعا, ورفضت الجهات المسئولة بناء المسجد على نفقة الدولة, وجمعنا تبرعات ذاتية لبنائه من جديد, ومنذ هذه اللحظة ونحن نبنى المسجد الذى تكلف 3 ملايين جنيه حتى الآن, إلا ان مساحته تقلصت عن المساحة القديمة, كما تعدت الاثار على 42 مترا وقامت بضم هذه المساحة الي دار ابن لقمان لتوسيع المبنى الإدارى . كما أن الآثار لم تشارك فى عملية البناء ولا الترميم, إلا اننا بعدما هدمنا المسجد جاءوا وأخذوا الشبابيك والمنبر والهلال والعقد والمئذنة والقبة , ولم يوقع مسئول الآثار ايصالات الاستلام , ولا نعلم أين ذهبت المعالم التاريخية التي تبقت من المسجد, إلا اننا استطعنا ان نبنى المسجد على الطراز الاسلامى الحديث, ويعد مزارا ايضا للسياح الذين يزورون دار بن لقمان . الشيخ عبد الوهاب عبد الرازق - مدير اوقاف المنصورة- أوضح ان المسجد يخضع لإدارة الاوقاف بعد ان بناه الاهالى , وهو مكون من 3 طوابق وصحن وطابق للسيدات ودار مناسبات, وهناك معهد لتحفيظ القرآن الكريم ,وجارإنشاء مستشفى خيرى كامل التخصصات، على نفقة الاهالى ايضا, وللمسجد مدخلان رئيسيان، وثلاثة مداخل فرعية, وارتفاع مئذنته 90 مترا, والقبة من سطح الأرض 11 مترا, ولقد قامت الاوقاف بفرش المسجد.