حكم الجيش مرفوض .. ولا مانع من دور انتقالى قادرون على هزيمة الإخوان بالصندوق النزيه سجنت 17 مرة.. ولا أخشى سجون الجماعة كأنما ولد ورياح الثورة فى دمه, وفى شبابه تحرك فى قلبه ثائر رافض لإسرائيل، معارض للتطبيع, وفى الحرم الجامعى مكنته شجاعته وثوريته من مواجهة الرئيس الراحل أنور السادات، برغم ما كان له من جبروت, معروف بإيمانه الراسخ بالعدالة الاجتماعية قبل أن يتشدق بها سارقو الثورة لخداع المصريين, وفى فترة لم يكن فيها تشويه وتشويش كان هو "فارس الرهان" وحلم كثير من المصريين فى رئيس له "كاريزما"، وقادر على تحقيق أهداف الثورة.. إنه المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى, زعيم التيار الشعبى والقيادى بجبهة الإنقاذ.. الذى التقته "فيتو" فى تونس على هامش مشاركته فى فاعليات المنتدى الاجتماعى العالمى وكان هذا الحوار : - ما هدفك من مشاركتك فى المنتدى الاجتماعى العالمى بتونس.. وهل هو رسالة للنظام الحالى ؟. .. هى رسالة للشعب العربى خاصة فى مصر وتونس، لأن قضيتهما واحدة, فالثورة لم تكتمل فى كلتيهما, ونحن مصرون على استكمالها، لأن النظام الحالى لم يكن فى مستوى الثورة العظيمة، فهو نظام مستبد باسم الدين, وديننا العظيم برىء منه وسنقاومه مقاومة مدنية سلمية، حتى تحقيق وطن ديمقراطى به عدالة اجتماعية، فالمنتدى الاجتماعى العالمى تجمع لكل الحالمين بعدل اجتماعى، وملتقى وفرصة لكى نشارك بصوتنا لتحقيق العدالة الاجتماعية التى كانت أحد أركان مطالب الثورة, وهى مطلب كل إنسان له ضمير فى العالم. - زعم البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعى إن زيارتك لتونس هروب من القبض عليك فى مصر.. فما تعقيبك؟. .. كيف أخاف وقد تم القبض على 17 مرة فى النظام الذى أسقطناه؟!!, وحتى لو تم القبض علينا 17 مرة أخرى, فنسأل الله العافية للمصريين ولنا لنسقطهم أيضا، فليس هناك حكم يجعل معارضيه من أصحاب الرأى المعبرين عن الشعب عرضة لملاحقات واتهامات زائفة، فهذا العنف لن يستمر، وأينما نذهب سنعود لمصر، لأن قضيتنا الحفاظ على الدفاع عن الوطن العربى الذى مفتاحه هو مصر، ونحن فيه حتى تغيير الواقع به واستكمال ثورته. -هل من الممكن أن يعترف حمدين صباحى والبرادعى وزعماء المعارضة السياسية بأخطائهم خلال الفترة الانتقالية؟. .. كل الذين يحترمون أنفسهم يعرفون أنهم عرضة للخطأ بقدر ما هم عرضة للصواب، فقد تكون المعارضة والحركة الوطنية أنجزت، لكنها أيضا بها أخطاء كبرى من الواجب أن تلتفت إليها وتصححها، وأعتقد أننى من الذين يحترمون كل ما يوجه إلينا من نقد، خاصة إذا كان من خلال قوى مؤمنة بالثورة ، وحريصة على أن تجعل هذا النقد بناء، لتصحح أخطاءنا وتعالج عيوبنا، وحتى نستكمل المسيرة بشكل صحيح. - لو خرج مرشح للرئاسة أصغر سنا منك ولديه فرصة وقادر على الإنجاز.. فماذا سيكون موقفك؟. .. سنكون أول من سيقف وراءه ويدعمه. - بعد تعديل قانون الانتخابات البرلمانية ووعد الرئاسة بتغيير الحكومة.. هل هناك مجال للتراجع عن قرار مقاطعة الانتخابات؟. .. نحن كانت لنا مطالب واضحة كى نخوض الانتخابات، فى مقدمتها دستور يعبر عن توافق وطنى، والعدالة الاجتماعية لكى يحصل المصرى على حق الكرامة، والقصاص العادل، والأمن الذى يجب أن يتمتع به المصريون، هذه الأربعة مطالب الرئيسية ترتبط بثلاثة مطالب عاجلة جدا هى حكومة جديدة لا تعبر عن أخونة وهيمنة من طرف بعينه، نائب عام جديد ينهى هذا العدوان على استقلال القضاء المصرى، وقانون انتخابات تشارك فيه الحركة الوطنية المصرية كلها وتعدله بما يجعله غير مفصل لمصلحة طرف بعينه، وإذا أقدم مرسى بطريقة قاطعة واضحة للاستجابة لهذه الثلاث خطوات الإجرائية التى تفتح المجال أمام باقى الخطوات الأربع، فيمكن أن تفكر جبهة الإنقاذ فى التراجع عن قرارها بشأن مقاطعة الانتخابات البرلمانية. -هل هناك أمل فى المشاركة بالانتخابات؟. هناك أمل بأى حال، ولكننا لن نخوض انتخابات فى ظل سقوط شهداء بدون قصاص ونظام سياسى مستبد، وغياب وجود أى رؤية أو برامج للعدل الاجتماعى، فإذا تقدمنا للانتخابات فى مناخ ملائم ولحظة ملائمة يكون الصندوق الانتخابى نزيها فإننا سنلحق بالنظام هزيمة, وهذا يبدو واضحا فى انتخابات اتحاد الطلاب وعدد من النقابات كنقابة الصيادلة والبيطريين والصحفيين، فإذا أتيحت لنا الفرصة فى ظل قواعد بنزاهة حقيقية للانتخابات سنخوضها وسنحقق نتائج. - باعتبارك صحفيا.. هل تزايد العنف ضد الصحفيين له علاقة بهزيمة الإخوان فى الانتخابات الأخيرة؟. .. نقابة الصحفيين أهم المراكز فى الدفاع عن الحريات العامة فى مصر ومرتبطة بالقضية الوطنية وليست بمعزل عنها، وأن ينتصر فيها نقيب وأعضاء مجلس ينتمون للقوى الوطنية والديمقراطية فى مصر أمر مشهود, وطبيعى جدا أن يكون له أثر سلبى على الطرف الآخر, كما هو الحال فى انتخابات اتحاد الطلبة والنقابات واتحاد الجمعيات، وهذا مؤشر على وعى جماهيرى سيعبر عنه عن طريق الصندوق . -بعد الفترة التى قضاها مرسى فى الحكم بإيجابيات أو سلبيات.. متى نقول إنه فعل شيئا يستحق عليه الإشادة؟. .. ليس هناك رضىً عن الرئيس حتى الآن، ولن يكون هناك رضى إلا بالاستجابة لمطالب المصريين الذين ثاروا من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، فإذا لم تكن هناك سياسات واضحة لتحقيق هذه الأهداف ونراها ولو على مدى بعيد فلن يرضى الشعب المصرى. - من وجهة نظرك.. لو سقط نظام مرسى ماذا سيحدث؟. .. مصر ولادة وستفرز من يستطيع أن يحكم ويعبر عنها. - هل توافق على تولى الجيش الحكم مرة أخرى؟. ..الجيش المصرى محل احترام المصريين طوال العمر، ولكن لا ينبغى أن يحكم مصر، فلابد أن يحكمها شعبها وقواها الوطنية والديمقراطية والمدنية، حتى لو لعب الجيش دورا فى أحداث الانتقال, ولكن لم يعد هناك مجال لأن يحكمنا الجيش. - ما هو إحساسك وأنت تتعرض للهجوم المستمر سواء على مواقع التواصل الاجتماعى أو الإعلام أو غيرها؟. .. ضاحكا.." بكسب ثواب أشكرهم عليه"، أشفق على الذين يكذبون خاصة فى الهجوم الذى يحمل الأكاذيب، ولكن أيضا هناك من يهاجم عن حق وله وجهة نظر تختلف معى، لكنى فى النهاية أحترم وجهة نظر الجميع, وأعتقد أن رأيى هو الصواب وإن كان هو الخطأ، ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب!.