"فهيمة" زوجة "فاهم" تعيش الحياة بشكل مختلف، لها وجهة نظر خاصة فى أمور الحياة تشبه إلى حد كبير الإخوان فى تفكيرها، ويقال إنها "إخوانجية" وتدافع عنهم، وعلى استعداد أن تقاتل من أجلهم. أما "فاهم" فهو ابن بلد، يميل إلى الطبقة الكادحة، مَلّ تصرفات "فهيمة"، ودائمًا فى صراع معها، هى تدافع عن الإخوان، وهو عن الشعب ال"فاهم" جيدًا لمخطط الإخوان. "فهيمة": مبسوط طبعًا باللى حصل قدام مكتب الإرشاد، حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى كان السبب. "فاهم" بعد أن تمطع ومط شفايفه لقدام: والله إنتم السبب، إنتم اللى وصّلتم البلد لكده "مرسى" بتاعك كل همّه الإخوان، واحنا مش فى دماغه. "فهيمة": "موتوا بغيظكم"، برضه على قلبكم "لطالون"، إحنا وصلنا بعد سنين "ذل وإهانة" ونسيبها كدة بسهولة؟ يا أخى "ها". "فاهم" ضاحكًا: الشعب خلاص فاق، ده كان زمان، عايزة تعرفى إنتم إيه انزلى الشارع وقولى إنك من الإخوان، والله تاخدى علقة ما خدها حرامى "جزم" فى جامع. "فهيمة": إحنا عارفين نفسنا كويس، مش محتاجين حد يعرّفنا، وتعلميات المرشد بتقول لا تردو على السفهاء، يا سفيه. "فاهم" شمر عن ساعديه: سفيه مين، فهيمة.. هى وصلت!! طيّب عليّا الطلاق لأضربك علقة "الحرامى بتاع الجزم". فهيمة بصوت عالى: والله ما تقدر، صوت واحد للإخوان تلاقى جيش هنا، ده كان زمان يا حبيبى، الإخوان مستعدين عشان خاطر "فهيمة" يعملوا الواجب. وهنا تذكر "فاهم" أن شارعهم كله إخوان، فصمت وفكّر جديًّا فى الخروج تحسبًا لتطور الموقف، وفهيمة تستعين بإخوان شارعهم ويهم بالخروج، لكن.. "فهيمة": رايح فين يا سيد الرجالة، إيه إنت نسيت إنك حلفت طلاق إنك تدينى "علقة الحرامى بتاع الجزم"؟. "فاهم" سرًّا الله يقطع الوش العكر: لا.. فهيمة إنتى بتاخدى الكلام كله جد!! ده كنت بهزر بس، برضه متوصلشى إنك تستقوى بالإخوان!! "فهيمة": يا حبيبى عندنا مَثَل إخوانى بيقول: "اللى تغلب بيه إلعب بيه "فهمت يا فاهم"؟ "فاهم": تعاليمكم وانتم أحرار، لكن النقاش لا يفسد عشرتنا.. ولا إيه؟!! "فهيمة": لأ طبعا.. ده خلاف سياسى بعيد عن حياتنا الزوجية خالص، هى دى بقى "جدعنة" الإخوان. "فاهم": ما علينا.. الشارع بيغلى، حرام كل يوم شهداء ومصابين، وكل يوم مظاهرات فى كل محافظات مصر، إنتم إيه مفيش خالص ..................... "فهيمة": براحتكم على الآخر، إن شاالله يا رب كل ساعة، إحنا قاعدين قاعدين، واللى عايز يمشى يمشى، البلد بلدنا. "فاهم": أنا عندى سؤال.. برود الأعصاب ده منين؟!! "فهيمة": من تعاليمنا إنك كل ما تكون "هادى" كل ما تحرق اللى قدامك، الموضوع مش سهل، الموضوع كبير قوى، حلم السنين تحقق "نسيبه" عشان كام واحد قالوا لأ؟! "فاهم" يصرخ: نعم؟!! كام واحد؟ دى مصر كلها مش عايزاكم. "فهيمة": يا حبيبى مصر كلها؟!! إحنا عندنا كرامة، إحنا مستعدين نخلى مرسى يسيب الحكم بشرط واحد، يروح اللى انتخبه ووصّله للكرسى يقول "مش عايز مرسى". "فاهم": حرام عليكم، يعنى كل الناس دى مش عاجباكم؟! "فهيمة": نرجع إلى صناديق الانتخابات، ونحصر الأصوات اللى قالت: "نعم لمرسى" وناخد رأيهم واحد واحد، ونشوف "مين يقول: لا، ومين يقول: نعم". "فاهم" يلطم: يا نهار إسود، دى فيها مش أقل من تلات سنين. "فهيمة" تغيظه بإيديها: وهو ده المطلوب، تعدى فترة مرسى ونكون أخدنا اللى إحنا عايزينه من البلد، عرفت الفرق بينا وبينكم، وللعلم.. خلاص مصر رجعت تانى لينا، "واللى مش عاجبه يضرب دماغه فى الحيط". "فاهم": الأيام بينا. "فهيمة": إحنا مش هنسيب بلدنا لأى حد مهما كان، وهتعرفى إن البلد فيها رجالة. "فهيمة": ولا احنا يا حبيبى، والأيام بينا، واللى يزعل "نسلخ وشه"، ورجالتنا موجودة وتحت الطلب، ومستعدة تأدب اللى زيك. "فاهم": يعنى إيه؟ خلاص.. البلد راحت؟ ليه؟ مفيش رجالة فى البلد؟ لا.. لا يا فهيمة. "فهيمة": أنا تعبت من الكلام معاك، ورايحه أنام، يمكن أشوف مرشدنا حبيبنا فى المنام.