«صالح» و«كريمة» أبرز أعضاء اللجنة.. وضم أساتذة من جامعتى القاهرة والإسكندرية منذ ما يقرب من عام، وخلال الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف وقف الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام علماء ومشايخ الأزهر محملا إياهم مسئولية تجديد الخطاب الدينى والدعوة بالحسنى وتصحيح الأفكار والمفاهيم التي ليست من ثوابت الدين، مطالبا بثورة دينية لدعم خلق الرسول وتغيير المفاهيم الخاطئة، يومها ألقى الرئيس ب "كرة التجديد" في ملعب الأزهر وعلمائه الكبار وعلى رأسهم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ترك لهم الحبل على الغارب، مؤكدا دعمه الكامل أي خطوات تتخذها المؤسسة الدينية الأكبر في العالم في إطار سعيها لتجديد الخطاب الدينى. "سأحاججكم أمام الله".. جملة لم يفهم كثير من المسئولين مغزى إطلاقها من الرئيس الذي ضاق ذرعا بعجز الأزهر ومشايخه عن مجابهة أفكار التنظيمات المتطرفة.. صبر السيسي كثيرا لعله يجد ما يسره لكن الأوضاع سارت نحو الأسوأ وفى أحسن الأحوال بقيت على حالها.. أراد السيسي أن يلقى بحجر في مياه الأزهر الراكدة.. أرسل مندوبيه إلى المشيخة.. أعلن عن غضبه مرات كثيرة من عدم قيام الأزهر بالمهام الموكلة إليه لكن لا شيء يتغير.. لذلك كان الحل وفقا لتقارير عدد من الأجهزة التحرك في ذلك الملف بعيدا عن سلطة الأزهر. المعلومات المتوافرة تؤكد أن رئاسة الجمهورية قررت تشكيل لجنة مستقلة لتجديد الخطاب الدينى بعد فشل الأزهر في إدارة الملف، وستضم اللجنة عددًا من علماء الأزهر أبرزهم الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية المتفرغ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، والدكتورة سعاد صالح أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية للبنات. وأوضحت مصادر مطلعة أن اللجنة ستخضع لإشراف مباشر من رئاسة الجمهورية، وتضم أساتذة من جامعات القاهرة والإسكندرية، المشهود لهم بالكفاءة والاعتدال والآراء المستنيرة. وأشارت المصادر، إلى أن إقدام مؤسسة الرئاسة على تشكيل لجنة لتجديد الخطاب الدينى، يعد اعترافا رسميا منها، بفشل الأزهر الشريف في تنفيذ تلك المهمة، فيما أكدت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر ل"فيتو"، أنها تلقت بالفعل اتصالا هاتفيا من رئاسة الجمهورية، تم إبلاغها من خلاله باختيارها ضمن لجنة تجديد الخطاب الدينى الجديدة. ولفتت المصادر إلى أن تحرك السيسي وتشكيله لجنة مستقلة بعيدا عن إشراف الأزهر جاء بعد فترة طويلة من تكليفه الأزهر بالاضطلاع بمهمة تجديد الخطاب الدينى، وبذل المزيد من الجهد والعمل على تنقية التراث مما علق به من خرافات، وإزالة الموضوعات التي استخدمتها الجماعات الإرهابية، ذريعة للتفجيرات واغتيال رجال الأمن والشخصيات العامة، ومدخلا لاستقطاب الكثير من الشباب، بدعوى أن ذلك هو طريقهم الوحيد للفوز بالجنة، وعملا بقوله صلى الله عليهم وسلم" إن الله سيبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها". ورغم أن مشيخة الأزهر أعلنت في شهر مايو الماضى استجابتها لتكليفات الرئيس السيسي، واتخاذها أولى خطوات تجديد الخطاب الدينى، عن طريق عقد ندوة بمركز المؤتمرات حضرها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وعدد من الشخصيات العامة أبرزهم المفكر طه علوانى، والعلماء المقربون من محمد عبدالسلام المستشار الدستورى والقانونى، أبرزهم الدكتور عبدالفتاح العوارى، شيخ الطريقة الخلوتية التي تنتمى إليها أسرة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة إلا أن تحركات المشيخة لم تسفر عن أي نتائج تذكر. بعدها أعلنت المشيخة، عن البدء في تنفيذ خطوات جادة للاستجابة لتعليمات الرئيس، وعقد جلسات لتجديد الخطاب الدينى يحضرها عدد من المفكرين والكتاب والسياسيين والشخصيات العامة من أصدقاء محمد عبدالسلام المستشار الدستورى والقانونى للإمام الأكبر، الذي رفض دعوة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، لتلك الجلسات بسبب المشكلات التي وقعت بينهما، بالرغم من أن الوزارة تعد جزءا أصيلا من عملية تجديد الخطاب، وعلق على ذلك وقتها الدكتور عباس شومان وكيل المشيخة، أنه ليس من الضرورى حضور مختار جمعة تلك الجلسات!! وعقدت مشيخة الأزهر في شهر يونيو الماضى، أول لقاءات الإمام الأكبر مع المفكرين والكتاب والأدباء والعلماء، أبرزهم الكاتب يوسف القعيد الذي انتقد الطيب أكثر من مرة، بسبب الحالة التي وصلت إليها المؤسسة الدينية، والإعلامي أحمد المسلمانى، والكاتب الصحفى محمود مسلم والدكتور معتز بالله عبدالفتاح، وقالت المشيخة إنها لوضع وثيقة تجديد الخطاب الدينى. كما عقدت المشيخة، في شهر يوليو الماضى، لقاءين للإمام الأكبر مع المفكرين والأدباء والسياسيين، لوضع وثيقة تجديد الخطاب الدينى، ولم تخرج تلك اللقاءات بشيء، ولم يصدر الأزهر الشريف حتى الآن، أي وثيقة تدل على عملية تجديد الخطاب. ومنذ ذلك الوقت لم تحرص مشيخة الأزهر الشريف، أو القائمين عليها على عقد أي لقاء لتجديد الخطاب الدينى، أو تكملة لقاءات الإمام الأكبر مع المثقفين والأدباء للانتهاء من الوثيقة. من جهته، قال الدكتور بكر زكى عوض أستاذ الثقافة الإسلامية، أن الأزهر الشريف لن يتمكن من تجديد الخطاب الدينى، مادام قياداته لم يقتنعوا بذلك، وما يقومون به من ندوات أو مؤتمرات، هي مجرد نوع من الشو الإعلامي لإرسال رسالة لرئيس الجمهورية، أنهم ينفذون تكليفاته. وأضاف زكى في تصريح ل"فيتو"، أن الأزهر الشريف لم ينجح حتى الآن، في تجديد الخطاب الدينى، ولم تظهر أي بصمة له حول ذلك الموضوع، ولم تظهر أي بوادر تؤكد نجاحه في تلك المهمة.