قال المستشار أحمد عاشور رمضان بقضايا الدولة والمنتدب بالمطالبات القضائية بوزارة العدل إن هناك عدة أسباب تدفع المحكمة إلى قبول دعوى الحجر على أموال المحجور عليهم. وأضاف في تصريحات خاصة أن أسباب قبول دعوى الحجر أن يكون المحجور عليه مصابا بالجنون وهو ما يطرأ على عقل الإنسان فيزيل العقل والتمييز، أو العته وهو مثل الجنون آفة تصيب العقل وتنقص من كماله، أو السفه وهو خفة تعتري الإنسان فتحمله على العمل على خلاف مقتضى العقل والشرع، مثل تبذير المال وإتلافه على خلاف مقتضى العقل والشرع، أو الغفلة وهى الإقبال على التصرفات دون الاهتداء إلى الربح فيها وقبول غبن فاحش مما يهدد المال بخطر الضياع. وأكد أن الجنون والعته لا يمكن الوقوف عليهما إلا بندب الطبيب المختص، أما السفه والغفلة فلا يجب ندب طبيب للكشف عنهما بل يمكن كشفهما من واقع التحقيقات التي تجريها النيابة العامة وما تستظهره من تصرفات المطلوب الحجر عليه وما تكشف عنه المستندات أيضا. وأوضح أن الحجر لا يوقع إلا على البالغ لسن الرشد إذا بلغها واعتراه عارض من عوارض الأهلية الأربعة السابقة، أما القاصر إذا اعتراه مثل هذا العارض قبل بلوغ سن الرشد فتستمر الوصاية أو الولاية عليه بحسب الأحوال. وأشار إلى أنه يشترط وجود أموال للمطلوب توقيع الحجر عليه وعدم قدرته على إدارتها لتوقيع الحجر عليه، إذ الحجر هو من الحدود بما يجب أن تدرأ بالشبهات فهو يهدف إلى الحفاظ على أموال المحجور عليه. وأكد أنه يكون الحجر بحكم يصدر من المحكمة بعد التحقيق في الأوراق والوقوف على حالة المطلوب الحجر عليه وبعدم قدرته على إدارة أمواله بنفسه ومن ثم تعين عليه قيما لإدارة أمواله. وذكر أن النيابة العامة تباشر التحقيق في مواد الحجر وذلك للتحقق من كون المطلوب الحجر عليه قد اعتراه عارض من عوارض الأهلية يمنعه عن إدارة أمواله بنفسه، وتقوم بعرضه على الطب النفسي -بموافقة المحكمة- في حالة طلب توقيع الحجر للجنون والعته لبيان ما إذا كان قد أصيب بهذه الآفة العقلية من عدمه، أما في حالة السفه أو الغفلة فتحقيق النيابة هو الذي يبرز ما إذا كان المطلوب الحجر عليه يتصرف تصرفات ضارة بأمواله فضلا عن المستندات التي تؤيد ذلك. وتابع: وعقب انتهاء التحقيقات تعرض الأوراق على المحكمة بمذكرة بالرأي وفقا لما تسفر عنه التحقيقات، كما تتولى النيابة العامة الحفاظ على أموال المحجور عليه مثل دورها مع القاصر وأمواله، وتتخذ النيابة العامة ما يلزم من إجراءات تحفظية خشية ضياع حق أو مال للمحجور عليه وأيضا لها اتخاذ هذه الإجراءات إذا رأت أن توقيع الحجر قد يستغرق فترة زمنية يخشى خلالها من الإضرار بأموال ومصالح المطلوب الحجر عليه بإذن من المحكمة. يذكر أن الفنانة غادة نافع رفعت دعوى قضائية للحجر على أموال والدتها النجمة ماجدة الصباحي، والتحكم فيها بزعم أنها أصبحت تعاني من مرض الزهايمر مما يجعلها تعجز عن إدارة أموالها والتصرف فيها بحكمة. وقالت غادة نافع إنها لم تقصد الحجر على والدتها، ولكنها حاولت فقط حمايتها بعد أن تعرضت لعمليات نصب، مؤكدة أن الطب الشرعي والنيابة أثبتت صحة كلامها، وطالبتها بمباشرة الأمر والحفاظ على أموالها.