منذ عدة أيام، وعندما كنت استعد للنوم، فوجئت بابنى المفعوص أبو نص لسان يطرق باب حجرتى بعنف شديد.. وظننت للوهلة الأولى أن مكروهًا قد حدث له، خاصة أننى تركته جالسًا أمام جهاز "الكمبيوتر" يتنقل بين فيديوهات ال"يوتيوب".. لكن عندما فتحت باب الغرفة وجدته سليمًا معافًا.. فبادرته قائلًا: مالك بتخبط جامد ليه.. زى ما يكون راكبك عفريت.. - لا عفريت ولا يحزنون.. بث كنت عاوز أثألك ثؤال. - كل الغاغة والزيطة دى علشان تسأل سؤال.. ما كنت تأجله للصبح؟ - ما ينفعش يتأجل؟ - ليه كفالله الشر.. عندك امتحان بكرة؟ - امتحان إيه.. إحنا لثه بنقول يا هادى فى المدرثة. - أومال إيه.. وإيه السؤال اللى مخليك متسربع كده.. وعامل زى ما تكون هتعملها على نفسك! - هو ثحيح ربنا بيخاف من العلماء؟ يعنى بيخاف من "القرضاوى" والغزالى" و"الشعراوى" و"زويل" و"البرادعى" وغيرهم. - أعوذ بالله.. إيه "الخترفة" اللى بتقولها دى.. أومال لو مكنتش حافظ القرآن كنت قولت إيه؟! - مش خترفة والله.. أنا بث بثأل علشان أعرف مين الثح ومين الغلط.. - مين "الحمار" اللى قاللك كده؟ - بث متقولش على الريث "مرثى" إنه حمار! - "مرسى"!.. وإيه اللى جاب سيرة الريس فى الموضوع؟! - ما هو اللى قال كده.. ولو مش مثدقنى تعالى وأنا أخليك تثمع بعينك وتشوف بودنك.. وبطريقة خاطفة أخدنى من يدى، وأجلسنى أمام الكمبيوتر.. وأصابتنى الصاعقة عندما سمعت وشاهدت "مرسى العياط" وهو يتحدث عن وجود قراءة لقوله تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" برفع لفظ الجلالة "الله"، ونصب "العلماء"؛ وقال بالحرف: "لعلكم لا تعرفون، وبعضكم ربما يعرف إنه فيه قراءة للقرآن الكريم: (إنما يخشى اللهُ من عباده العلماءَ)، ومعنى خشية الله للعلماء هو خشية التقدير، وليست خشية الخوف. - جاوبنى يا بابا.. ربنا بيخاف من العلماء ولّا مش بيخاف؟ - حسبى الله ونعم الوكيل.. بص يا حبيبى.. قراءة "مرسى" للآية قراءة "شاذة".. لم تأت ضمن القراءات العشر للقرآن.. وأجمع القُرّاء على رفع "العلماء" ونصب لفظ الجلالة "الله".. ولو كان "ربنا" يخشى العلماء خشية تقدير، لكان من الأولى أن يخشى "الأنبياء" لأنهم يستمدون علمهم من الله.. لكن الظاهر إن "الريس" فى اجتماعه مع أساتذة الجامعة، والعلماء حب يجاملهم على حساب ربنا، ففسر الآية بهذا التفسير. - يعنى ممكن نشوف بعد كده "تفثير القرآن" للرئيث "العياط"!! - هههههههههههه.. مش للدرجة دى يا مفعوص.. أكيد مش هيكررها تانى..!!