ظهرت هوجة من المجلات والصحف هذه الأيام، بعضها توقف، وبعضها تعثر، وبعضها الآخر يستمر في الصدور. ففي عام 1955 قررت السيدة فاطمة اليوسف صاحبة دار "روز اليوسف" إصدار سلسلة من المجلات تتبع الدار، وجلس إحسان عبدالقدوس، رئيس تحرير مجلة روز اليوسف، يتخيل الدار، وقد أصبحت دارًا كبيرة تناطح جريدة "الأهرام"، ويدوي منها صوت آلات الروتاتيف والأومست. فعكف إحسان على دراسة الموضوع، واستشار أكثر من كاتب في هذا الأمر، ثم أرسل لمجلة "تايمز الأمريكية" ليسألها عن أحدث آلات الطباعة وتكاليف إنشاء المجلة، كما مر على أصدقائه من مديري الصحف المصرية، ليسألهم ثم وضع دراسة جدوى لإنشاء دار روز اليوسف للصحافة والنشر، ووضعه في درج مكتبه. بعد ذلك بشهرين وفي نوفمبر 1955 نادته والدته فاطمة اليوسف إلى مكتبها، وقالت له ستصدر مجلة "صباح الخير"، فأحضر لها إحسان التقرير الذي أعده عن الدار، وكيف أنه في حاجة إلى مائتي ألف جنيه ليستطيع منافسة شركات الصحافة الأخرى. فابتسمت روزا وقالت له عندك صحتك وشبابك، ولقد أصدرت مجلة روز اليوسف، وليس في جيبى سوى خمسمائة جنيه. يقول إحسان: "بدأنا إصدار مجلة صباح الخير، وليس معنا سوى صحتي وشبابي، وصحة وشباب زملائي، ولم أكن أتصور أن الصحة والشباب تكفينا لإصدار مجلة واكتشفنا أننا (قدها وقدود)". فقبل أحمد بهاء الدين أن يجلس على يمينه حسن فؤاد في حجرة صغيرة، وأن يجلس صلاح چاهين فوق مكتبه، وقبل محمد عودة أن يكتب مقالاته واقفًا، والتصقت المكاتب في الحجرات الضيقة، وجعلنا اليوم 48ساعة وليس 24 كما هو الطبيعي، وبذلك صدرت مجلة "صباح الخير" بالصحة والشباب.