يارب صبرنى على ما ابتليتنى به فى موطنى.. مصر بتتبهدل بينا.. وبعدين؟ .. من السبب يا ربى.. هل هو النظام السابق.. أم الثوار.. أم هو الرئيس الجديد والإخوان المسلمين؟ كلها أسئلة دارت فى خاطرى، عقب انتهاء إفطار الجمعة الماضية، فقررت يومها أن أصل للإجابة , فتذكرت أن للرئيس محمد مرسى رقماً قد أعطاه لى عندما طلب منى مساندته فى حملته الانتخابية ضد شفيق، فحاولت الاتصال به ، لكن دون جدوى، فالمكالمة غير مسموح بها ، والرقم خارج نطاق الخدمة.. قلت فى نفسى : لن أهدأ حتى أقابل الرئيس، وبالمرة أهنئه على الأربعين «بتاع» سيادته. بالفعل هندمت نفسى، واتجهت لقصر الاتحادية، لعلمى بأنه يذهب إلى هناك عقب صلاة التراويح.. وأمام بوابة القصر وقفت لأطلب الدخول، ومقابلة الرئيس فتم منعى إلا أننى استخدمت كل وسائل «الردح» و«الشرشحة» والذى منه، لكن دون جدوى ، وفجأة حضر موكب الرئيس الذى لمحنى أثناء دخوله. لم تمض دقيقة حتى تقدم ناحيتى شاب وسيم طويل عريض وقال لى: هل أنتى سطوطة هانم الفشارة المعروفة؟ .. قلت: أيوه أنا يا حبيبى.. قال: إذن تعالى معى كى تقابلى الرئيس، لأنه لاحظ وجودك أمام القصر فطلب أن تدخلى. دخلت القصر.. وفى بهو الاستقبال وجدت الرئيس جالساً ينتظرنى، فسلمت عليه ورحب بى، وشكرنى على دورى معه أثناء الانتخابات أنا وباقى مجموعة درب الفشارين , فقلت له : جئت لأهنئك بمناسبة أربعينك .. قال: أربعين إيه يا وليه إنتى؟ .. قلت: ألم تكمل أربعين يوماً فى الحكم؟!.. قال: نعم .. قلت: إذن يجب تهنئتك بالأربعين .. ضاحكاً قال: تعيشى وتفتكرى ياسطوطة هانم تفضلى بالجلوس وهاتى من الآخر و«بلاش» فشر والنبى علشان أنا مشغول .. قلت: نحن لا نفشر فى شهر رمضان يا سيادة الرئيس لكننا نحزن ونغضب لما يدور حولنا .. قال: خير اللهم اجعله خير .. قلت: لماذا تهاجم الإعلام والإعلاميين فى كل لقاءاتك وخطاباتك؟ .. قال: إنهم يهاجموننا دون مبرر يا سطوطة, ونحن لا نتهاون مع من يهاجمنا .. قلت: إنهم يهاجمون الإخوان لا انت .. قال: أنا الإخوان والإخوان أنا يا سطوطة .. قلت: كيف هذا؟ .. ألم تقل من قبل إنك رئيس لكل المصريين والإخوان فصيل من الشعب المصرى وإنك مستقل عنهم؟ .. قال: افهمى يا سطوطة فأنت لستى غريبة عنى.. بينى وبينك يا ست الكل.. الإخوان هم أساس الحكم وهم دعامة النهضة, وقد جاء وقتهم لينشروا كلمة الله فى الأرض ومن يعارضنا فهو من دعاة الشيطان سواء كان إعلامياً أو ثورجياً أو حتى فشاراً مثل حضرتك يا خالة سطوطة وما يحدث فى مصر مجرد تطهير من الشر والنفاق. قلت: أراك لا تستطع الاستغناء عن جماعتك .. قال: إنهم حائط الصد الذى احتمى به.. ألم تشاهدى ما حدث فى الأيام الماضية من هياج أمام القصر، ومحاولة إحداث فوضى ممن يلقبون أنفسهم بثوار المنصة.. فلولا الإخوان الذين تصدوا لهم لكان الأمر قد اختلف وما كنا نعرف ما الذى قد يحدث وقتها .. قلت: لكنك صرحت من قبل بأنه لا مساس بحرية الإعلام، ولن يقصف قلم أو يمنع رأى ورغم ذلك أغلقتم قناة الفراعين .. قال: فراعين إيه وهباب إيه يا سطوطة.. «هى دى بتسميها قناة برضه؟.. ناقص تقولي إن توفيق عكاشه إعلامي قلت: إذن لماذا لم تغلق قناة «التت» مثلا.. قال : التت قناة للترويح عن شبابنا المسلم أما الفراعين فتبث بذور الفتنة وتخالف شرع الجماعة .. قلت: وأين هو برنامج النهضة؟ قال: مصر الجديدة تحتاج إلينا جميعا يا خالة سطوطة كى نبنى نهضتها .. قلت: إزاى يعنى ياريس؟ .. قال: يعنى نراعى بعض أثناء نقل الأخبار كى نحقق مصالحنا كلنا .. قلت: مصالحنا؟ .. قال: أقصد مصلحة الوطن ياسطوطة .. قلت: آه.. لقد ظننتك تقصد مصلحة الإخوان المسلمين .. قال: الوطن هو الإخوان والإخوان هم الوطن .. قلت: نحن نعلم أنك مؤدب زيادة عن اللزوم يا سيادة الرئيس فلا تعامل المخطئين بخطئهم .. قال: للأسف هذا الأدب لا يصلح مع البعض وها أنت تسمعين الدعوات للثورة ضد الإخوان, ورئيسهم عقب عيد الفطر.. فهل يرضيكى هذا؟ .. قلت: وماذا تريد من الشعب إذن يا سيادة الرئيس حتى تبدأون فى تنفيذ برنامجكم الانتخابى؟ .. قال: نريد من الشعب أن يعتكف باقى أيام رمضان,ويخلص فى الدعاء لأولى الأمر كى يوفقوا فى تنفيذ برنامجهم ويتركوا الحديث فى السياسة «علشان» نعرف نشتغل. قلت: ومن هم أولى الأمر ياسيادة الرئيس؟ .. قال: سيادة المرشد وأنا وخيرت الشاطر ياسطوطة .. قلت: يعنى نعتكف نحن حتى تنتهوا أنتم من أخونة البلد وتنصيب بديع ولياً على مصر .. قال: والله إنك لظالمة ياسطوطة.. فأنا سأفعل مثل سيدنا نوح وسأدعو ربى بأنى مظلوم فانتصر وسأصمم سفينة للنجاة يركب فيها من أراد النجاة من أمثالكم فى «ڤيتو» وباقى الوسائل الإعلامية أما الباقى فسيغرق فى رمال الصحراء المصرية ونيلها وبحورها قلت: خدنى معاك خدنى .. قال: لن تركب السفينة سافرة مثلك يجب أن تتنقبى أولاً .. قلت: أراك تنفذ تعليمات المرشد العام لجماعة الإخوان ياسيادة الرئيس ولا تلتفت لما يطلبه منك الشعب .. قال: لا طاعة لشعب فى معصية المرشد ياسطوطة .. قلت: لكن قل لى يا سيادة الرئيس.. إيه حكاية النياشين التى تتقلدها كل حين ومين فالمجلس العسكرى ما زال يغدق عليك بالأوسمة وكذلك باقى الجهات فما هو السر فى ذلك؟ .. قال: كلام بينى وبينك ياسطوطة وأنتى «مش غريبة.. أنا مرتبى ضعيف جدا بالمقارنة بما يتطلبه المنصب وكل نيشان ووسام يكون له راتب شهرى لحامله وأنا فى حاجة لهذه المرتبات وأنت تعلمين الظروف ياسطوطة يا أختى .. وعارفة إنى كثير التبرع والإنفاق على الشعب سواء بمرتبى أو بنياشينى .. قلت: لماذا لم تفعل مثل أردوغان وتذهب إلى بورما لمواساة المسلمين هناك ودعمهم؟ .. قال: أردوغان فاضى لكن أنا مش ملاحق على المظاهرات والطلبات والمكائد التى أتعرض لها.. دعينى أتفرغ من هذا وبعدها ستجدين زعيماً إسلامياً يأخذ حق كل المسلمين فى أنحاء العالم وأنا أرى الآن أنك أطلت الحوار فدعينى أدخل القصر كى أرى ما هو مطلوب منى من ملايين المصريين.. لكن ياريت بلاش تنشرى ما دار بيننا لأننى أحاورك كصديقة وليس إعلامية .. قلت : سرك فى بير ياريس .. قال: صادقة يا فشارة!!