بينما كنت أجلس فى بيتى أشاهد برنامج «الستات مبيعرفوش يكدبوا» وأضرب كفا بكف من كثرة ما شاهدت من كذب على ألسنتهن , فاق فشرنا نحن الفشارين , خاصة الست مفيدة والأخت منى , وإذا بباب الشقة يطرق معلنا عن قدوم ضيف .. تثاقلت ثم نهضت وفتحت الباب لأجد فتاة محجبة تقول لى : حضرتك سطوطة هانم ؟ .. -إيه يا روحى مش باين عليا ولا إيه ؟ العفو يا فندم أنا بس بسأل للتأكيد ليس أكثر .. -أأمرينى يا قمر .. الأمر لله.. لكنى أتيتك من طرف الهانم .. - هانم ؟! .. معقولة الهانم افتكرتنى بعد الغياب ده ؟ خيرا إن شاء الله .. ماذا بها أم علاء ؟! ومن تكون أم علاء يا خالة سطوطة ؟! - أم علاء هى الهانم ولا هانم إلا أم علاء .. سوزان هانم .. - لا يا فندم.. الهانم هى أم أحمد .. أنا من طرف أم أحمد .. - ومن هى أم أحمد يا ست أبوكى ؟ السيدة حرم رئيس الجمهورية يا خالة سطوطة .. - والنبى إيه ؟ .. هى أم احمد بقت هانم .. ما شاء الله تبارك الله .. طب ودى هتعوزنى فى إيه يا ست اخواتك ؟ هى تريدك فيما كانت تريدك فيه سوزان .. - سوزان كانت صديقتى وحبيبتى وكنت أقرأ لها ولزوجها الكف والفنجان وكانوا يغدقون علىّ الهدايا والأموال .. لكن أم احمد لم أر منها شيئا حتى الآن.. وكنت أظن أنها لا تعرفنى أصلا رغم شهرتى التى تملأ الأجواء.. ومن فى مصر لا يعرف الخالة سطوطة الفشارة الكبيرة ؟ - اشكرك ياست ابوكى.. لكنى لم أتشرف بالهانم من قبل فلماذا تريدنى ؟! .. كى تقرأى لها الكف وتأنس بك .. - لماذا أنا بالذات التى أقرأ لها الكف مع أنها من الأخوات المسلمات اللاتى لا يؤمن بذلك.. هى الآن أم المصريين جميعا وأنا تأخرت على الهانم.. هيا لتبدلى ملابسك وتأتين معى..فالهانم فى انتظارك بالفعل بدلت ملابسى وخرجنا أنا والفتاة لمنزل الهانم الذى لم أكن أتوقع أن يكون على هذه الشاكلة .. فالديكورات فى منتهى الروعة والأنتيكات فى كل مكان وكأننى فى قصر مصر الجديدة الذى كانت تسكنه سوزان هانم عليها العوض .. ظهرت السيدة أم احمد وتقدمت نحوى وقالت : أهلا أهلا بالخالة سطوطة نورتى بيت الرئيس .. تقدمت نحوها وبادلتها السلام والتحية و... قلت : أهلا ياهانم أم أنك لا تحبين لقب هانم ؟! .. قالت : ولماذا لا أحب لقب هانم وأنا الهانم فعلا شئتم أم أبيتم.. فأنا زوجة رئيس الجمهورية يا سطوطة !! .. قلت : أأمرينى ياهانم !! .. قالت : أريد أن أجرب قراءة الكف .. فعندما كنت فى شرم الشيخ قالوا لى لماذا لم تحضرى الخالة سطوطة الفشارة معك تؤنسك وتروح عنك , وعندما سألتهم ولماذا سطوطة أخبرونى أنك كنت ترافقين سوزان زوجة المخلوع فى رحلاتها كى تقرأين لها الكف وتؤنسينها بما تحترفين من فشر.. فقلت أجرب معك قراءة الكف ولكننى لا أحب الفشر !! .. قلت:ألا تحبين رئيس الجمهورية ياهانم ؟! .. قالت : وماعلاقة رئيس الجمهورية بالفشر أيتها المخرفة ؟! .. قلت : لا أبدا.. ماتاخديش فى بالك ياهانم .. هيا امددى يدك الطاهرة كى أقرأ لكى الكف . وبمجرد أن مدت يدها وإذا بالرئيس محمد مرسى يدخل علينا فتفزع الهانم وتسحب يدها بسرعة وتنهض لاستقبال الرئيس وهى ترتعش .. فقال لها مرسى : ماذا بك يا أم احمد؟ وماذا تفعل سطوطة فى منزلى ؟! .. فنظرت لى ام احمد ولم ترد على الرجل فقمت أنا بالرد وقلت له : أنا هنا فى منزل الحكومة ياريس !! .. فضحك مرسى وقال: فعلا هو منزل الحكومة ومنزل الشعب , أهلا بك يا خالة سطوطة.. تفضلى بالجلوس !!.. قلت: شكرا ياريس ... قال : أنا نفسى من زمان أشرب معاكى فنجان قهوة يا خالة سطوطة كى تقرأى لى الفنجان... وهنا انفرجت أساريرأم احمد التى اطمأنت لعدم خطأ فعلتها فقفزت فرحة وهى تنادى : «قهوة الرئيس يا بنات». وبعد أن شرب الرئيس قهوته, قلت له: هات فنجانك يا سيد الناس !! .. فقال أنا لست سيدا على أحد يا سطوطة .. فالناس قد بدأوا يذكرون الله كثيرا فى عهدى !! .. قلت له : فعلا يا ريس .. دايما بيقولوا حسبى الله ونعم الوكيل !! .. قال : تقصدى إيه يا سطوطة ؟! .. قلت : لا تأخذ فى بالك يا ريس واتركنى أقرأ لك الفنجان ثم أقرأ الكف من بعدك للهانم !! .. قال : ماعنديناش هنا هوانم فى القصر يا سطوطة !! .. قلت : كيف يكون قصرا بدون هوانم ؟! .. قال : طب إيه رأيك بقى مش هخليكى تقرأى الفنجان ولا الكف ولا أى حاجة علشان إنتى مفضوحة وما سترينه ستسمع به مصر كلها فى صباح الغد وهنا نادى الخادمة وقال لها أوصلى الخالة سطوطة للسيارة وقولى للسائق أن يوصلها حتى باب منزلها ويعطيها ظرفا من الأظرف التى داخل السيارة. عندما دخلت منزلى فتحت المظروف الذى أعطاه لى السائق فوجدت به الف جنيه.. فقلت فى نفسى : اللى ييجى منه احسن منه .