تحديات قوية تواجه الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، فهذه السموم تأتى من الشرق، ومن الغرب، والمعركة مستمرة بين المكافحة والمهربين.. اللواء طارق إسماعيل، مساعد أول وزير الداخلية، مدير إدارة مكافحة المخدرات أكد فى حواره ل "فيتو" أنه بعد الثورة قام بعض المهربين باستغلال حالة الانفلات الأمنى لزيادة نشاطهم فى تهريب الكوكايين، من ميناء نويبع، وفى عام 2012 تم ضبط 40 كيلو جراما من "الكاوكايين" عن طريق ميناء خليج العقبة، باستخدام اللانشات المطاطية السريعة، إضافة إلى "مخدر الحشيش" الأفغانى، الذى حاول بعض المهربين تهريبه من الجانب الشرقى، وكان ذلك سنة 2011 عن طريق البحر الأحمر، حيث تم ضبط ثلاثة أطنان محملة بلانش، وكان القبطان بريطانيا، وصاحب الشحنة باكستانيا، وقال إنه ليس مطمئنا على الأجيال القادمة، فى ظل التفكك الأسرى، وانعدام الأخلاق والدين داخل الكثير من البيوت المصرية، موجها نصحيته لكل الأبناء ممن سيحملون الراية بأن يرفضوا المخدرات، ولا يخوضوا تجربة التعاطى، وفى الوقت نفسه وجه النصيحة لكل الآباء بأن يكونوا أكثر اهتماما بأبنائهم، لأن ضعف الدفء، واختفاء الحوار بين الأسر المصرية، واستبداله بالإنترنت سبب رئيسى فى ضياع الشباب.. فإلى نص الحوار: - ما هى أكثر المواد المخدرة انتشارا بعد الثورة؟ - يحتل مخدرا الحشيش والبانجو المرتبة الأولى، ثم المواد المؤثرة على الحالة النفسية؛ كعقار الترامادول ثم الهيروين والأفيون والكوكايين، ومخدر "اكستر" أكثر أنواع المخدرات تداولًا فى موسم الصيف، ويصل ثمن القرص منه إلى 150 جنيهًا، وترتفع نسبة تداوله فى الأماكن السياحية والجامعات الخاصة وحفلات الساحل الشمالى، ويتسبب فى رفع درجة حرارة الجسم، وبدأ انتشاره منذ عام 2000، لكن بكميات بسيطة، ويجرى إنتاجه فى أوربا وأمريكا. - وما هى مصادر تهريب الحشيش؟ - من الحدود الغربية، ويأتى تحديدا من دولة المغرب، مرورًا بعدد من الدول، وهى الجزائر ومالى والنيجر والجماهيرية الليبية، ونشاط المهربين ازداد بسبب ثورات دول الجوار، والانفلات الأمنى بهذه الدول، ورغم ذلك تبذل الإدارة مجهودات موسعة لمكافحة عمليات التهريب، بالتنسيق مع القوات المسلحة، وتم ضبط شحنات من ذلك المخدر، عبر الخط البرى، إذ تأتى محملة على سيارات ذات الدفع الرباعى، التى تتحمل السير بالطرق الوعرة، وتم إحباط عمليات التهريب فى عامى 2011 و2012، وبلغت فى إحدى المأموريات 8 أطنان، و3 أطنان فى مأمورية أخرى، وتم تقديم المتهمين للنيابة العسكرية. - وماذا عن خريطة التهريب من الجانب الشرقى؟ * بعد الثورة قام بعض المهربين باستغلال حالة الانفلات الأمنى لزيادة نشاطهم لتهريب الكوكايين، وخطه الرئيس من ميناء نويبع، وفى عام 2012 تم ضبط 40 كيلو جراما من الكاوكايين عن طريق ميناء خليج العقبة، باستخدام اللانشات المطاطية السريعة، بالإضافة لمخدر الحشيش الأفغانى، الذى حاول بعض المهربين تهريبه من الجانب الشرقى، وكان ذلك سنة 2011 عن طريق البحر الأحمر، حيث تم ضبط ثلاثة أطنان محملة بلانش، وكان القبطان بريطانى الجنسية، وصاحب الشحنة باكستانى، إلا أنه تم ضبطهما، وهم محبوسان الآن. - وماذا عن مخدر البانجو.. ومصدر جلبه بعد الثورة.. وكيفية محاربته؟ - مخدر البانجو يزرع فى جنوب وشمال سيناء والمناطق المستصلحة بالوجه البحرى، وتقوم الإدارة بإبادة هذه الزراعات بسيناء، بالدفع بأربع حملات سنوية، حيث تقوم برصد هذه المزارع وتصويرها بالجو، ثم يتم توجيه الحملات المكبرة، بالتعاون مع قوات من الأمن المركزى، وأمن المديريات المتواجدة بها الزارعات، بالإضافة لعمليات إبرار بالجو، بمشاركة حرس الحدود، وتستمر الحملة من 10 إلى 15 يوما، بالإضافة لحملات اليوم الواحد، ونقوم بهذه الحملات عندما نتلقى معلومات سرية عن أحد التجار، ولدينا العديد من الأكمنة السرية على جميع الطرق فى المحافظات، لإحباط أى محاولات تهريب. - وماذا عن عقار الترامادول.. وعقوبة متعاطيه.. والمتجارة فيه؟ - هو عقار طبى مخصص للمرضى المصابين بأعراض التهاب المفاصل والعظام، ويستخدم كمسكن قوى للألم، وبعد العمليات الجراحية، لكن للأسف تم إساءة استخدامه، لما يعطيه من إحساس وشعور بعدم التعب والسهر لفترات طويلة، وهذا يرجع للاعتقاد الخاطئ بإزالة الاكتئاب، لذلك صدر قرار وزير الصحة رقم 125 لسنة 2012 بنقل هذا العقارمن الجدول الثالث إلى الجدول الأول لقسم المخدرات، وارتفعت العقوبة من الجنح للجنايات، ومن يقوم بجلبه أو تصديره داخل أو خارج البلاد، يعاقب بالإعدام، وغرامة من 100 إلى 500 ألف جنيه، وفى حالة الاتجار غير المشروع، فالعقوبة السجن تكون السجن المؤبد، وفى حالة التعاطى تكون العقوبة السجن المشدد 15 سنة، وغرامة من 10 إلى 50 ألف جنيه.. ويتم تهريبه عن طريق حاويات، إذ يقوم المهربون باستيراد سلعة مشروعة من هذه الدول، ويخفى عقار الترامادول داخلها. - وكم عدد المدمنين الذين يعالجون داخل المصحات النفسية؟ * لا يمكن إحصاء عددهم بشكل نهائى، إذ يرفض بعض المدمنين الخضوع للبرامج العلاجية فى المصحات، ويفضلون تلقى العلاج داخل منازلهم، خوفا من افتضاح أمرهم، إلا أن الإحصائيات التى حصلنا عليها توضح أن 391 شخصا يترددون على مستشفى الصحة النفسية بالعباسية، و100 حالة بمستشفى بنها، و22 ألفا، و1891 حالة بمستشفى مصر الجديدة، و50 ألفا بمصحة المعمورة. - وكيف تنسقون مع مصلحة الأمن العام فى جهود المكافحة؟ * يقتصر دور ضباط مصلحة الأمن العام على رصد وتحديد البؤر الإجرامية الخطيرة، ومتابعة مزاولة النشاط، وحصر أعداد المتهمين، والأسلحة التى فى حوزتهم. - ماذا عن الاتفاقيات الدولية للمواد المخدرة.. والثنائية بعد الثورة؟ * مصر لها دور كبير فى مكافحة المخدرات، وتهتم بالتعاون الدولى فى هذا المجال، إيمانا منها بأن جريمة المخدرات دولية، بمعنى أنه تنتج ببلد، ثم تنتقل لبلد آخر، ثم لبد ثالثة، مرورا بدولة الاستهلاك.. من هنا نستشعر أهمية التعاون الدولى، بالإضافة إلى الاتفاقيات الدولية الثنائية، والتى تشمل دول الجوار مثل الأردن وليبيا وسوريا والسعودية، ويتم تبادل الخبرات والمعلومات، وتسليم المهربين، والإدارة بها معهد لتدريب الضباط معتمد من الأممالمتحدة، وبه معلمين من الشرق الأوسط لدول شمال أفريقيا. - ما هو تعليقك على قانون الصيادلة المعمول به الآن؟ * قانون الصيادلة رقم 27 لسنة 1955 ليس مواكبا للعصر الحالى، ونتمنى إعادة النظر فيه فى البرلمان الجديد، لوجود بعض الأطباء معدومى الضمير، يدمرون المجتمع، ففى سنة 1955 كان الصيدلى طبيب العائلة، وكانت العقوبة تصل من 10 جنيهات لخمسين جنيها وهذا أمر أصبح مرفوضا، لذلك تطالب الإدارة بتغليظ هذه العقوبة، وقدمت مشروعا للبرلمان بهذا الشأن. - وما ردك على الاتهامات الموجهة لبعض ضباط الإدارة بمعاونة المهربين، مقابل حصولهم على مبالغ مالية طائلة؟ * هذا لا يحدث سوى فى الأفلام السينمائية فقط، ولا يوجد لدينا ضابط مرتش، ورسالتنا تتلخص فى السعى نحو مكافحة هذه السموم، والقضاء عليها، وإذا كان هذا الكلام صحيحا ما استطعنا إحباط محاولة تهريب 2٫5 مليون قرص ترامادول، كانت فى طريقها إلى الأسواق المصرية، حيث تمكن أبناء الإدارة من ضبط المخدرات القادمة من دولة الهند، عبر رسالتين، مرورا بميناء "جبل على" بالإمارات. - أخيرا؛هل أنت مطمئن على الأجيال القادمة.. وما هى نصيحتك لهم للإقلاع عن الإدمان؟ * لست مطمئنا على الأجيال القادمة، فى ظل التفكك الأسرى، وانعدام الأخلاق والدين داخل الكثير من البيوت المصرية، لذلك أوجه النصحية لكل الأبناء ممن سيحملون الراية أن يرفضوا المخدرات، ولا يخوضوا تجربة التعاطى، وأوجه النصيحة لكل الآباء بأن يكونوا أكثر اهتماما بأبنائهم، وذلك لأن ضعف الدفء، واختفاء الحوار بين الأسر المصرية، واستبداله بالإنترنت سبب رئيسى فى ضياع الشباب.