يستضيفهم: حسن شاهين نسخة من مصر المحروسة .. فيها العالم والعابد.. «أبو دقن» وأبو سكسوكة وأرباب «التاتو» .. الليبرالى والمتأسلم والمستسلم.. البيه والبواب.. الدكتور والجزار والشاعر والفاجر وابن السبيل.. وأحمد ومنى ومينا وسلسبيل.. زورونا تجدوا ما يسركم، لكنكم أبدا لن تجدوا الصادق منذ فترة لم ألتق خيرت الشاطر, لا لشىء سوى لأننى أعلم زخم الأحداث المتعاقبة التى تحيط به, بالإضافة لاستعدادات الحزب الحاكم لانتخابات مجلس الشعب المقبلة, إلا أننى قررت فجأة أن ألتقيه, خاصة بعد حكم القضاء الادارى بوقف اجراء انتخابات مجلس الشعب كى أواسيه, ظنا منى ان كل الإخوان المسلمين وقياداتهم غاضبون من حكم المحكمة . إلا أننى وبمجرد دخولى مكتبه وجدته منتشيا مرحبا بى, وقال لى: اهلا يا سطوطة هانم, أيتها الفشارة العظيمة, جئتى فى وقتك, أريد ان أأتنس بك وأضحك معك, فأنا أشعر برغبة شديدة فى الضحك! قلت: ربنا يكون فى عونك يا باشمهندس, فعلا الحكم بوقف الانتخابات جعلك تهلوس بهذا الشكل! انتخابات ايه يا خالة سطوطة اللى بتتكلمى عليها ؟ هو انتى فاكرة الحكم ده ضد مصالح الإخوان ؟ طبعا انتى كده بتثبتي لى انك لامؤاخذة قليلة الفهم, مثلك مثل بتوع برامج ال «توك شو», ومن يظنون انفسهم جهابذة فى السياسة, خاصة بتوع جبهة الخراب اللى فاكرين نفسهم انتصروا وبيحتفلوا بتأجيل الانتخابات! - فعلا الناس كلها فرحانة فيكم, وبتحتفل بتأجيل الانتخابات اللى كنتم عايزين تسلقوها ياعم الشاطر! ضاحكا بطريقة هستيرية قال: طب أشرح لك القصة وما فيها, بس توعدينى ان الكلام يبقي سر بيننا ؟! - فى بير ..ما انت عارف! - يعنى ما ألاقيش الكلام اللى هقولوا منشور فى درب الفشارين بعد يومين ؟! - عيب يا شاطر.. ها.. قول .. - بصى ياستى وما سيدك إلا انا .. كل ما كان يتردد فى الشارع ان احنا مستعجلين على الانتخابات علشان محدش جاهز غيرنا .. وكل اللى بيتقال اننا أخوننا الشرطة والجيش علشان يحرسوا الانتخابات .. وكل اللى هيموت من الغيظ بتوع الإنقاذ لأنهم مش جاهزين وما لهمش شعبية فى الشارع .. قوم أنا أعمل إيه يا سطوطة هانم ؟! - تعمل إيه يا فالح ؟! بدون تفاصيل.. انا السبب فى اخراج هذا الحكم بتأجيل الانتخابات ..وانتى عارفة ان الدفاتر دفاترنا والمحاكم محاكمنا والنائب العام تفصيل اكبر ترزى سياسة فى مصر وهو محسوبك انا .. يقوم الشارع المعارض يفرح ويهلل وال «توك شو» يغنى ولميس الحديدى تزغرد, فى حين ان كل من استعد للانتخابات تحدث له صدمة ويكون موقفه صعبا امام من اعلنوا عدم المشاركة الذين سيظنون انهم على حق ويستسلمون لما هم فيه من تنظير وفتاوى على الفضائيات وفى الصحف, ونكون نحن فى نفس الوقت نعمل فى الشارع استعدادا للانتخابات, ثم تقع الجماعة المعارضة فى بعضهم .. ثم خذى هذه المفاجأة .. قمنا بتهييج ضباط وعساكر وأمناء الشرطة كى يعلنوا اضرابهم عن العمل بسبب لجوء الاخوان لأخونة الشرطة, وبالتالى يحدث فراغ أمنى فى الشارع لن يشعر به إلا الفقراء من ابناء الوطن, فيتذكرون ان جبهة الإنقاذ هذه هى السبب .. ويقولون لو كانت الانتخابات قد أجريت فى موعدها ما كنا وصلنا الى هذه الحال .. إيه رأيك بقى ؟! لكنهم أبطلوا تحركاتكم فى انشاء البرلمان الاخوانى الجديد الذى ستسلقون فيه القوانين التى ستمكنكم من مفاصل الدولة! - مازال عقلك "فسفس" يا سطوطة زى عقل البرادعى بالضبط! - طب اشرح لى يا شاطر يا فالح! يا ستى سلق القوانين وتمريرها لابد ان يحدث حاليا من خلال مجلس الشورى الذى نمثل فيه الاغلبية المطلقة, لأن فى مجلس الشعب المقبل لن تكون اغلبيتنا مطلقة مهما حدث, وخاصة بعد وقوع السلفيين فريسة للتهييج بتاع الجبهة .. يعنى احنا اكثر الناس فرحا بتأجيل الانتخابات, فكل ما نريده من قوانين نسنها طبقا لدستورنا سنقوم به من خلال مجلس الشورى, فى نفس الوقت الذى تفقد فيه جبهة الإنقاذ مصداقيتها لدى رجل الشارع.. بالإضافة الى الجرأة التى سوف يكتسبها المتظاهرون ويحاولون حرق مقارنا والمطالبة بإنهاء حكم المرشد, بينما نحن صامتون لا نتحدث, فيتعاطف معنا الشارع, وحين نحدد موعدا للانتخابات لن تكون هناك حجة لأى طرف, وها هو زيتنا وسكرنا ودقيقنا يتم توزيعه حاليا وسلمي لى على الإنقاذ يا سطوطة هانم! - اسمع كلامك أصدقك.. أشوف أمورك أستعجب! انت ترين يا سطوطة هانم ما يحدث فى بورسعيد والدقهلية والغربية وباقى مدن القناة من اضرابات وتظاهرات وتخريب, فكيف نجرى فيها انتخابات؟! - طبعا صعب جدا يا شاطر! وهذا هو مربط الفرس .. فلو طلبنا نحن تأجيل الانتخابات حتى تهدأ تلك المحافظات سيقولون علينا ضعفاء وسوف يتهموننا بأننا السبب في خراب البلد .. لكن عندما يأتى هذا التأجيل بحكم المحكمة سيقولون ان القضاء انتصر لرغبتهم ويهللون ويفرحون ويوقفون الخراب الذى ألحقوه بالمحافظات, وخاصة بعد ان يعلن ضباط الشرطة احجامهم عن اداء مهامهم, وبهذا يهدأ الشارع, لكن بعد ان يفهم المواطن العادى من هو الذى يهيج ومن هو الذى يهدئ الشارع, فينبذهم, ثم تجرى الانتخابات التى لن يحصلوا فيها على مقعد واحد, ولو على جثتى .. إزيك بقى يا خالة سطوطة ؟ !