فى جديد محاولاته لاستقطاب الكتلة التصويتية للأقباط فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يومى 16 و17 يونيو الجارى، وعد المرشح الرئاسى الإخوانى الدكتور محمد مرسى بتعيين نائب قبطى له حال جلوسه على عرش مصر. الطريف أن الأوراق التى يحاول المرشح الإخوانى المعروف إعلاميا ب«الإستبن» اللعب بها لاجتذاب أصوات الأقباط تكاد تكون «محروقة»،لأن الأسماء القبطية المطروحة فى هذا السياق،لا تتمتع بشعبية جارفة بين الأقباط بل إن منهم من لا يجد قبولا بسبب علاقته الوطيدة بجماعة الإخوان المسلمين. القائمة التى أعدها الإستبن لمغازلة الأقباط تضم كلا من: الدكتور رفيق حبيب،جمال أسعد، ونبيل لوقا بباوى. وبالنسبة ل«رفيق حبيب»، فإن الأقباط يعتبرونه أحد أشهر خصوم البابا الراحل شنودة الثالث،كما أنه ينتمى للكنيسة الانجيلية وليس الأرثوذكسية، ويطلق عليه الاقباط الارثوذكس «رفيق الاخوانجى» لعلاقته الوطيدة بالإخوان لا سيما أنه يحتل منصب «نائب رئيس حزب الحرية والعدالة». والأقباط يرون أن انتماء «رفيق حبيب » إلى جماعة الإخوان يتغلب على انتمائه الدينى . ولرفيق كتابات أعتبرها البابا شنودة هجوما على شخصه وعلى الكنيسة بينما كان يرد صاحبها بأنها إصلاحية،وهو ما أفقده أى شعبية داخل المجتمع القبطى،ومن ثم فإن طرح اسمه للتعيين فى منصب «نائب الرئيس» لا يعدو كونه كارتا محروقا ولن يحقق لمرسى أى جديد فى الجولة الثانية. الأمر نفسه ينطبق على «جمال أسعد»،الذى لا يحظى بأى قبول داخل المجتمع القبطى، على خلفية هجومه العنيف على البابا الراحل وعلى الكنيسة،من خلال كتابات عديدة استهدفت رأس الكنيسة نفسه الذى سخر يوما منه فى إحدى عظاته: «مش كل اللى يكتب كلمتين نقول عليه مفكر»! كما أن «أسعد» توطدت علاقته بالإسلاميين مبكرا منذ أن ترشح على قوائم حزب «العمل» ذى التوجه الإسلامى،قبل 28 عاما،فى انتخابات مجلس الشعب،كما عينه الرئيس السابق فى مجلس الشعب عام 2010، وطالما رفض توصيفه بالمفكر القبطى مفضلا عبارة «المفكر المصرى»،كل هذا جعل كثيرا من الأقباط يصفونه ب«يهوذا القرن»! ويأتى ثالثا الدكتور نبيل لوقا بباوى،وهو رجل شرطة سابق ومفكر وكان ينتمى إلى الحزب الوطنى المنحل. ورغم أن بباوى عرف عنه محاولاته التقريب بين المسلمين والمسيحيين، ودفاعه عن الإسلام عبر كتاباته،إلا أن البابا الراحل كان لا يتعاطف معه حتى أنه رفض حضور مناقشة إحدى رسائل الدكتوراه التى حصل عليها وهى كثيرة. عدم رضا البابا عن بباوى –الذى رشحه مجمع البحوث الإسلامية يوما لنيل جائزة الدولة التقديرية- جعله ضمن صفوف المنبوذين داخل المجتمع القبطى، حتى أن زوار الكاتدرائية اعتدوا على سيارته الخاصة أثناء أزمة الزواج الثانى. ولذا فإن «حبيب»،«أسعد » و«بباوى» ليست هى الأوراق التى توهم الإستبن أن بإمكانه أن يخدع الأقباط بتعيين أحدهم نائبا له حال فوزه مقابل التصويت له. من ناحية ثانية رفضت الدكتورة منى مكرم عبيد طرح اسمها من قبل الأزهر لتعيينها نائبا لمرسى حال فوزه إثباتا لحسن نية الإخوان من الأقباط. وقالت فى تصريح خاص ل«فيتو»: أرفض تعيينى نائبا لرئيس إخوانى، لأن هذه الجماعة ليست سوى تنظيم سياسى يتاجر بالدين، ومستقبل مصر معهم لن يكون طيبا. ولفتت إلى أنها سبق أن استقالت من حزب الوفد عندما تحالف مع الإخوان فى عام 1984،وتساءلت : فكيف أوافق الآن على أن أضع يدى فى يد الإخوان؟