سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو والصور.. «البغدادي وهولاكو» وجهان لإرهاب واحد.. الإرهابيان ارتكزا على محاربة الضعفاء في «بغداد» والخلافة العباسية.. تراث العراق الثقافي يدفع الثمن.. وزعيم «داعش» صورة حديثة من القائد المغولي
ما أشبه الليلة بالبارحة، وما أشبه أبو بكر البغدادي، زعيم ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، بهولاكو طاغية المغول.. الإرهابيان وجهان مختلفان لخطة واحدة استهدفت تاريخ الدول وتدمير الشعوب وترويع الآمنين الضعفاء وفرض السيطرة على مناطق ليست من حقهم. «محاربة الضعفاء»: هولاكو كان حاكما منغوليا فتح معظم بلاد جنوب غرب آسيا وقتل الملايين من أهلها، كما اجتاحت قواته العسكرية العاصمة العراقيةبغداد، التي كانت حينها عاصمة الخلافة العباسية بهدف القضاء على كل ما تبقى من الدول الإسلامية بالمنطقة. وعلى الرغم من ادعاءات تنظيم داعش الإرهابي، في الوقت الحالي، بأن هدفه إنشاء خلافة إسلامية بالمنطقة، إلا أن الواقع هو محاربته للإسلام نفسه من خلال ارتكاب أعمال إجرامية بشعة لا تمت لتعاليم الإسلام بصلة، متخذينه ستارا يتخفون وراءه لتبرير وحشيتهم. وارتكزت دولتا هولاكو والبغدادي على محاربة الضعفاء، فاستهدف هولاكو المسلمين حينها بعد التأكد من ضعف الخلافة العباسية في حين يعمل البغدادي على القضاء على ما تبقى من أنقاض الدولتين السورية والعراقية، اللتان دمرتهما الحروب الطائفية، كما أنه يستهدف الأقليات وغير القادرين على حماية أنفسهم بشكل خاص. "استهداف بغداد": وعكف جيش المغول وميليشيات البغدادي على تدمير العراق وحضارته، وكأن الدولة كُتب عليها أن تفقد كل ما يثبت عراقتها.. فجيش المغول سارع بتدمير مكتبة بغداد الكبيرة التي احتوت على وثائق تاريخية ثمينة وكتب علمية كثيرة تتراوح مواضيعها من الطب لعلم الفلك من خلال إلقاء الكتب في نهر دجلة لضمان الخلاص منها نهائيا. وعلى نفس الوتيرة، لجأ مسلحو «داعش» إلى تدمير تراث العراق الثقافي من خلال تدمير الرموز الثقافية والأعمال التاريخية التراثية بمدينة الموصل العراقية بعد سيطرتهم عليها. إلى جانب ذلك، هاجمت ميليشيات «داعش» التماثيل والمباني الدينية والمقابر الموجودة بمدينة الموصل التي تعتبر ثان أكبر مدينة بالعراق، فيما أكد شهود عيان أنهم رأوا الإرهابيين يدمرون التماثيل الموسيقية التي يرجع تاريخها للقرن التاسع عشر، بالإضافة لتمثال الملحن عثمان الموسلي والشاعر العباسي أبو تمام. «أسلحة الجيشين»: تستخدم الميليشيات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام «داعش» أحدث أنواع السلاح والدبابات في هدم وتدمير الدولة العراقية، وهي الأسلحة التي استولت عليها من القواعد الأمريكية الموجودة بالعراق التي خلفها الجيش الأمريكي، عقب إجلاء قواته من العراق عام 2011 ولكنها في نفس السياق مغرمة باستخدام السيوف والخناجر والأسلحة البيضاء في تنفيذ الأحكام على المعتقلين والمذنبين، في وجهة نظرها، تماما مثلما كان الغزو المغولي يقتل مسلمي العراق. واعتاد الجيش المغولي على استخدام الخيول في حربه داخل العراق، فيما اتضح مؤخرا أن البغدادي وأتباعه مغرمون بالخيول، حيث هاجمت مليشياته المزرعة الخاصة لمحافظ نينوي العراقية أثيل النجيفي، وسيطروا على عدد كبير من الخيول التابعة له ثم عكفوا على مساومته لتسليم الخيول له مقابل مليون دولار. وارتدى أفراد جيش المغول الملابس الأفغانية المصنوعة من أصواف الغنم ووبر الإبل، وكانوا يعتمدون بشكل أساسي على جلود الحيوانات فيما يرتدي مسلحو داعش ملابس أشبه بالتنانير أسفلها بنطال من القماش، وهو ما يشبه إلى حد كبير زي المغول مع فارق ظروف المعيشة للاثنين؛ حيث تعتبر داعش من أغنى الجماعات الإرهابية في العالم وخصوصا بعد سطوها على بنك الموصل المركزي ومجموعة بنوك أخرى داخل العراق.