كتب – محمود حسام ووكالات: دمر متطرفون ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" الذين سيطروا على مناطق في شمال العراق الأسبوع الماضي رموزا من التراث في مدينة الموصل من بينها تمثالان لرمزين ثقافيين وقبر فيلسوف ومؤرخ من القرن الثاني عشر. وقال شهود إن متشددين من جماعة دمروا تمثال عثمان الموصلي وهو موسيقي وملحن عراقي من القرن التاسع عشر وتمثال للشاعر أبي تمام الذي عاش إبان الخلافة العباسية. وبحسب موقع "صوت العراق" فإن شهود قالوا إن "عناصر تنظيم داعش، قاموا، مساء الخميس، بازالة تمثال الشاعر الموصلي المعروف ابو تمام عن طريق جرافة، في منطقة باب الطوب وسط الموصل". وأضاف الشهود أن "عناصر داعش يعتبرون هذه المواقع والتماثيل هي رموز للشرك ولا يجب ان تبقى بمكانها". وأبو تمّام واسمه الحقيقي حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها، ومن مؤلفاته، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني. ويعد أبو تمام من أوائل الشعراء الذين ساروا في ركاب التجديد في العصر الاموي، فقام مذهبه بالتالي على الجمع بين عناصر عدة هي العقل والوجدان والزخرفة، مع الآخذ بعين الاعتبار خصائص العربية ومحتوايتها، وبناء على هذه المنطلقات التي قام عليها شعره، انطلق في اختياراته، فجمع ما رآه الأفضل بما يتلاءم مع معاييره العالمية. وكان النائب عن قائمة الرافدين عماد يوخنا اعلن ، اليوم الخميس، عن أن عناصر تنظيم (داعش) احرقوا الكنائس في مدينة الموصل وهددوا بإغلاقها، ودعا القوات الأمنية ب"توخي الحذر عند توجيه ضربات جوية لأوكار الإرهابيين حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم"، وفيما أكد على أن المسيحيين هم جزء أصيل ومهم من المجتمع العراقي ويجب أن يكون لهم دور في هذه المرحلة الحساسة، طالب ب"إبعاد مناطق سهل نينوى عن الصراعات. وبعد سيطرة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام على الموصل جرى نبش قبر ابن الأثير وهو فيلسوف عربي سافر مع جيش السلطان صلاح الدين في القرن الثاني عشر. وقال شهود إن القبة المقامة فوق الضريح دمرت مع الحديقة المحيطة به. ودمر متشددون من جماعة الدولة الإسلامية ومتشددون آخرون العديد من المقابر والمساجد داخل سوريا وهو ما حدث مؤخرا في العراق بعد أن سيطروا على مدن وبلدات فيه. ويتبنى المتشددون تفسيرا متطرفا للشريعة يحرم بناء القبور والأضرحة. وقال شهود إن المتشددين سرقوا أيضا 250 حصانا من منزل محافظ الموصل وسيطروا على صوامع الحبوب والغلال. وأضافوا أنهم قتلوا بعض الخيول التي لم يستطيعوا نقلها. وقال التلفزيون العراقي إن المتشددين فرضوا جزية على المسيحيين الذين يعيشون في الموصل، لكن وكالة رويترز قالت إنه لم يتسن تأكيد ذلك من مصادر مستقلة. وفر معظم مسيحيي الموصل من المدينة.