لم تعد روسيا ترغب في مواصلة لعب دورها الرئيسي كمساند وحليف للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وهو ما ظهر من خلال إجراءات الحكومة الروسية على المستوى الاقتصادي. على مدى الأشهر القليلة الماضية، لم تنجح محاولات الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو السياسية بالابتعاد ببلاده عن الأزمات التي سببتها قرارات الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات قاسية على بعض المجالات الاقتصادية الهامة مثل النفط. وفي أصعب لحظاته السياسية، لجأ الرئيس الفنزويلي إلى روسيا للحصول على دعمها في مجابهة الأزمات الاقتصادية التي مرت ببلاده طيلة الأشهر الماضية، والتي كادت أن ترجح كفة زعيم المعارضة خوان جوايدو المدعوم دوليًا بقوة، وبالأخص من الولاياتالمتحدة وأوروبا. وعندما فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على صناعة الطاقة الفنزويلية في يناير الماضي، ساعدت شركة "روسنفت" النفطية الروسية في تحويل صادرات فنزويلا النفطية إلى آسيا، كما أن موسكو تحركت عسكريًا بقوة، عندما تناولت تقارير تدخل أمريكي مسلح في مارس الماضي، حيث هبطت طائرتان مع فنيين عسكريين روس في كاراكاس، في خطوة وعندما فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على صناعة الطاقة الفنزويلية في يناير الماضي، ساعدت شركة "روسنفت" النفطية الروسية في تحويل صادرات فنزويلا النفطية إلى آسيا، كما أن موسكو تحركت عسكريًا بقوة، عندما تناولت تقارير تدخل أمريكي مسلح في مارس الماضي، حيث هبطت طائرتان مع فنيين عسكريين روس في كاراكاس، في خطوة رآها الخبرءا أنها بمثابة تذكير بأن روسيا تقف إلى جانب فنزويلا. ترامب يواصل دعم أوكرانيا عسكريًا رغم العلاقات الجيدة مع بوتين وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إنه على الرغم من هذه التحركات، إلا أن هناك أدلة متزايدة على تأثر العلاقات الاقتصادية بين فنزويلاوروسيا، أبرزها كان عندما قلصت البنوك الروسية ومصدري الحبوب وحتى شركات تصنيع الأسلحة، نشاطها التجاري مع فنزويلا، مدفوعين بالانهيار الاقتصادي الذي لم تعد موسكو قادرة على تحمله مع كاراكاس. وقال ماكسيميليان هيس الزميل في معهد أبحاث السياسة الخارجية في لندن: "تباطأت العلاقات الاقتصادية بين روسياوفنزويلا في السنوات القليلة الماضية.. السياسات التي تتبعها روسيا اليوم منخفضة التكلفة حقًا، لكنها ذات أهمية كبيرة جيوسياسيًا". وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن عرض روسيا العلني للدعم جاء في عدد من اللحظات الحاسمة منذ أن أعلن زعيم المعارضة جوايدو، نفسه رئيسًا مؤقتًا للبلاد في يناير، مؤكدة أن دعم روسيا لمادورو سمح له بالمحافظة على الدعم النقدي في الجيش والحزب الحاكم. وتابعت الصحيفة: "في المسائل الاقتصادية، تقوم الشركات المملوكة للدولة الروسية بالحد من الأعمال التجارية التي تقوم بها مع فنزويلا التي تعاني حالة مادية صعبة، مما يظهر حدودا إستراتيجية وضعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عملية دعم حليف أو معارض لإدارة ترامب". ترامب يصطدم بخسائر غير مسبوقة للاقتصاد الأمريكي بسبب حربه مع الصين وأوضحت نيويورك تايمز، أن تفضيل الكرملين لعروض الدعم الرمزية بدلًا من الاستثمارات طويلة الأجل في فنزويلا يرتبط جزئيًا بالمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها روسيا، حيث أدى الركود الذي دام خمس سنوات في البلاد إلى اندلاع أكبر موجة من الاحتجاجات منذ عام 2013، ومن ثم انخفاض حاد للغاية في مستوى ثقة الروس في بوتين وتزايد كره الرأي العام للطريقة التي يقود بها ملفاته السياسية الخارجية، وذلك وفقًا لاستطلاعات الرأي الروسية. وصدرت روسيا ما قيمته 36 مليون دولار فقط من البضائع إلى فنزويلا في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، أي أقل من نصف الكمية التي أرسلتها قبل ثلاث سنوات، وفقًا لبيانات الجمارك الروسية. وتراجعت مبيعات القمح الروسي إلى فنزويلا، والتي وصفها مادورو كبديل للحبوب الأمريكية بنسبة 60%، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، لتصبح 187 ألف طن خلال موسم التصدير الزراعي الروسي الذي انتهي في أبريل، وفقًا للبيانات الجمركية، وهي كمية لا تغطي عشر المطلوب للاستهلاك المحلي سنويًا. ورفضت الحكومة الروسية انتهاك الأوضاع الحالية المفروضة من قبل المجتمع الدولي، حيث تجنبت إصدار خطوط ائتمان جديدة لفنزويلا، أو الالتزام باستثمارات جديدة أو حتى تخفيف الديون الحالية لمساعدة مادورو في معركته السياسية ضد المعارضة.