الأوقاف تخصص مساحات معينة داخل المساجد للاعتكاف.. وتطالب الأئمة والخطباء بجمع بيانات المعتكفين قبل الاعتكاف بأسبوع.. وغضب سلفي من شروط الوزارة تستعد وزارة الأوقاف، خلال الساعات المقبلة، للانتهاء من وضع خطتها الدعوية خلال شهر رمضان المبارك، غير أن تهيئة المساجد للاعتكاف بجميع محافظات الجمهورية التي تبلغ نحو 4 آلاف مسجد، يعد من أكبر محطات الصراع المكتوم بين الأوقاف والتيار السلفى، خاصة بعدما حددت الوزارة جزءا معينا من كل مسجد للاعتكاف، الأمر الذى وصفه السلفيون بالتضييق على المعتكفين. أعلنت الإفتاء أن الاعتكاف مستحب فى كل وقت، وهو فى العشر الأواخر من رمضان أفضل منه فى غيره؛ لطلب ليلة القدر بالصلاة والقراءة وكثرة الدعاء. وحسب ما أقرته وزارة الأوقاف من شروطا للاعتكاف، أن يكون الاعتكاف داخل المسجد الجامع، لا بالزوايا ولا بالمصليات، فالزوايا والمصليات تكون لأداء الصلوات الراتبة فقط، ولا مجال فيها لإقامة شعائر الجمعة والاعتكاف، واشترطت الوزارة ضرورة تهيئة المساحة المخصصة للاعتكاف من الناحية الصحية، بحيث لا يزيد عدد المعتكفين وحسب ما أقرته وزارة الأوقاف من شروطا للاعتكاف، أن يكون الاعتكاف داخل المسجد الجامع، لا بالزوايا ولا بالمصليات، فالزوايا والمصليات تكون لأداء الصلوات الراتبة فقط، ولا مجال فيها لإقامة شعائر الجمعة والاعتكاف، واشترطت الوزارة ضرورة تهيئة المساحة المخصصة للاعتكاف من الناحية الصحية، بحيث لا يزيد عدد المعتكفين على المساحة المخصصة للاعتكاف داخل نطاق وحيز كل مسجد مخصص للاعتكاف من قبل مديرية الأوقاف. ضوابط الاعتكاف وحسب المسئولية المخولة لإمام المسجد بالإشراف التام على الاعتكاف، يقوم الأخير بتسجيل بيانات المعتكفين رسميا فى كشوف رسمية، وله أن يمنع البعض فى حالة ما إذ كانت المساحة المخصصة للاعتكاف لا تسمح بقبول أو ضم معتكفين جدد، على أن يقوم بتسجيل تلك البيانات قبل الاعتكاف بأسبوع، أى قبل قدوم العشرة الأواخر من أيام الشهر الكريم. تلك الشروط والضوابط التى وضعتها وزارة الأوقاف للاعتكاف خلال العشر الأواخر من رمضان، لم تلق قبول واستحسان التيار السلفي، فسرعان ما أبدى اعتراضه الشديد على ما أقدمت عليه وزارة الأوقاف، واصفا الأمر بأن الاعتكاف سنة عن الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، وبالتالى لا يجوز ممارسة أى نوع من أنواع التضييق على المسلمين. غضب سلفي من جهته قال الداعية السلفى، سامح عبد الحميد، إن التيار السلفي بشكل عام يشعر بغضب شديد من تضييق وزارة الأوقاف على المساجد خاصة في رمضان، مؤكدا أن المصريين عاشوا مئات السنين يعتكفون في المساجد بلا شروط ولا تعسف ولا تحديد مساجد معينة للاعتكاف. وأضاف سامح عبد الحميد ل«التحرير»: كل هذه التشديدات تُفسد المعاني الإيمانية للصيام، ولم يتعود المصلون على تسليم صور بطاقاتهم لوزارة الأوقاف، لأن الناس مسالمون ولا يُفضلون هذه الإجراءات، ويرتابون منها، وربما يمتنع الكثير من الجماهير عن الاعتكاف تحاشيًا لهذه الإجراءات، وفي هذا تضييق على الناس. وتابع: "الآن تم وضع عراقيل كثيرة، ناقص إن وزارة الأوقاف تضع إعلانات بأن الاعتكاف بأولوية الحجز، ويعملوا اقتراع عام على الفائزين بالاعتكاف، ويفتحوا باب التسجيل ويعملوا تنسيق بالدرجات ويوزعوا المعتكفين في المساجد حسب مجموعهم". الوزارة ترد من جانبه دافع الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، عن موقف الوزارة بشأن ضوابط وإجراءات تنظيم سير الاعتكاف بالمساجد، واصفا إياها بأنها محاولة قانونية لتنظيم عمل المساجد بشكل عام، وذلك للحفاظ على مكانة وقدسية شعائر الاعتكاف، بعدم التوظيف السياسي له. وأضاف جابر طايع ل«التحرير»، أن الوزارة هى الجهة الرسمية المعنية بالإشراف التام على سير العمل الدعوى بالمساجد، وأن تلك الضوابط لا تعد تضييقا على أحد، بل على العكس، فالوزارة حريصة أشد الحرص على توفير مناخ صحي وبيئى مناسب للمعتكفين. وأشار طايع إلى أن اختيار المساجد المخصصة للاعتكاف يتم بمراعاة التوزيع الجغرافي، الأمر الذى يتيح للجميع الحق فى الاعتكاف، وأن جمع الأسماء ليس سوى للتأكد من مناسبة المساحة الخاصة بالاعتكاف لعدد المعتكفين، وليس لأغراض أخرى كما يروج البعض، حسب تعبيره.