قالوا عن الجد، سند أحفاده وقدوتهم، ملاذهم، غصن الريحان الذي يعطر حياتهم، ويملاؤها حب وطمأنينة، وقالوا عن الحفيد «أعز الِولد ولِد الولِد». لكن ماذا إذا تحول هذا الحفيد إلى وحش كاسر، يقتل ويحرق ويهتك عرض جده أو جدته، «التحرير» رصدت عددا من الجرائم الأسرية، التي ارتكبها أحفاد في حق أجدادهم خلال الشهور الأخيرة، جرائم تخلوا فيها عن إنسانيتهم، وحملت كثيرا من القسوة والألم، وقليلأ من الرحمة الإنسانية. آخر تلك الوقائع، كانت جريمة قتل بشعة دارت أحداثها اليوم، ونفذها حفيد قتل جدته وسرق مشغولاتها الذهبية من داخل دولاب غرفة نومها. نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، بإشراف المستشار إبراهيم صالح المحامي العام الأول، أمرت بإحالة متهم بقتل جدته المسنة التى تحمل الجنسية الفلسطينية، إلى محكمة الجنايات، لمحاكمته بتهمة القتل العمد المقترن بالسرقة. وتوالت المفاجآت خلال تحقيقات النيابة العامة، حيث أقر المتهم بارتكابه الجريمة، وأن المال هو الدافع الرئيسي للتخلص من جدته، إذ يعلم باحتفاظ المجني عليها بمشغولات ذهبية ومبالغ نقدية كبيرة بالشقة، فخطط لسرقتها خلال غيابها عن المنزل، وعلم باعتزامها المبيت فى منزل ابنتها ليلة الحادث، فتوجه لمسكنها وحطم باب الشقة فجرا، لكنه وجد جدته نائمة في سريرها مما دفعه إلى كتم أنفاسها بوسادة حتى فارقت الحياة. وأضاف المتهم، أنه استولى على هاتفها المحمول، وكمية من المشغولات الذهبية و1000 جنيه، ولاذ بالفرار، حتى تم القبض عليه، وأبدى ندمه قائلًا: "ماكنتش ناوي أقتلها.. كنت عايز أسرقها بس". وتلقى مأمور قسم شرطة عين شمس بلاغا بالعثور على جثة عجوز مقتولة داخل شقتها بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص، عثر على جثة الفلسطينية الجنسية هدية محمد، 85 سنة، ربة منزل، مسجاة على وجهها بأرضية غرفة النوم وترتدي ملابسها كاملة، ولا توجد بها إصابات ظاهرية، وتبين بعثرة محتويات الشقة، ووجود آثار عنف على باب الشقة من الخارج. وبسؤال ابن عمتها الفلسطينى الجنسية عامر سويلم، 75 سنة، بالمعاش، قرر أنه عقب حضوره لزيارتها اكتشف وجود تلفيات بباب الشقة من الخارج، فتوجه إلى ابنتها الفلسطينية الجنسية آمال حسن، 54 سنة، ربة منزل، واصطحبها لداخل الشقة واكتشفا وفاتها، وأيدت الأخيرة أقواله واكتشفت سرقة مشغولات ذهبية من داخل دولاب غرفة النوم، ونفيا علمهما بملابسات الواقعة. وكشفت تحريات فريق البحث أن وراء ارتكاب الواقعة حفيد المجني عليها "محمد. م"، عاطل، وبإعداد الأكمنة اللازمة تم ضبطه، وبحوزته هاتف المجني عليها، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة لمروره بأزمة مالية. قتلها من أجل الكيف «ربنا يصلح حالك يا ضنايا».. دعوة التي اعتاد حفيدها مصطفى سماعها كلما قابلها بالمنزل، أملا في إصلاح ذاته بعدما شعرت بالقلق من مصاحبته لأصدقاء السوء وتعاطيه المخدرات، لكن الأخير كان قد توغل في عالم الكيف واختلطت السموم بدمه فصار عبدًا لها، ومع احتياجه إلى المال من أجل شراء مزيد من الجرعات، قرر كتم أنفاس جدته الحنون للأبد وسرقتها بمعاونة صديقه، في جريمة هزت منطقة الصف بالجيزة. صباح أول من أمس السبت، توجهت زوجة «إبراهيم»، كعادتها لإيقاظ حماتها «اعتدال أبو العلا»، قبل أن تطلق أصوات الصراخ، هرع معها قاطنو المنزل؛ لاكتشاف ما يدور وتبين وفاة "الجدة" صاحبة ال85 سنة داخل غرفتها، وعلى وجهها علامات الهلع. لاحظ ابن المتوفية أن ثمة شيئا غريبا في الغرفة وبعثرة بعض الأشياء، وتيقن أن الوفاة ليست طبيعية حينما اكتشف سرقة سلسلة وخاتم ذهبيين كانت والدته تتزين بهما، و20 ألف جنيه من داخل صندوق خشبي بغرفة ملحقة بغرفتها. استغاث الموظف باللواء محمود شوقي، مساعد وزير الداخلية لقطاع شرق الجيزة، وروى على مسامعه تفاصيل الواقعة، لكنه لم يتهم أو يشتبه في أحد، واصطحبته قوة من قسم الصف إلى منزله، إذ كشفت المعاينة وجود بعثرة في محتويات الغرفة الملحقة بغرفة الضحية، وكسر رزة قبل الباب، وآثار عنف على الصندوق الخشبي، إلا أن مفتش الصحة لم يجزم بسبب الوفاة. الدلائل كانت تشير إلى أنها جريمة قتل بدافع السرقة، تركزت الخطة الأمنية على إعادة معاينة مكان الواقعة أملا في الوصول إلى أدلة تفيد في كشف غموض الجريمة، وفحص المنطقة بالكامل، ومناقشة قاطنيها، وخطوط السير المحتملة لهروب الجناة وصولا لشاهد رؤية أو ثمة معلومات تقود لكشف ملابسات الجريمة، إضافة إلى تنشيط مصادر المعلومات السرية، وفحص ذوي المعلومات الجنائية. في أقل من 24 ساعة، توصلت جهود البحث للمقدم مروان الحسيني إلى أن الجاني ليس غريبا، وراح يفحص قاطني المنزل، وبات المشتبه به الرئيسي حفيد الضحية "مصطفى"، 25 سنة، حداد، حيث اشتهر عنه سوء سلوكه، وتعاطيه للمواد المخدرة، خاصة الهيروين. أمكن ضبط المشتبه فيه واقتياده إلى القسم، وبمناقشته أقر بارتكابه الجريمة، بالاشتراك مع صديقه «محمود. س»، 23 سنة، عامل بشركة ملابس، وبحوزة الأخير مبلغ 3 آلاف و800 جنيه. أمام العقيد محمد عبد الشكور، مفتش مباحث شرق الجيزة، أقر «الحفيد» بأنه خطط مع صديقه لسرقة الضحية منذ شهر، اعتقادا منهما أنها تحتفظ بمبالغ مالية كبيرة ومصوغات ذهبية، لافتا بأنه اشترى لاصقا طبيا من صيدلية بنفس القرية لتكميمها. وقال المتهم الأول إن صديقه تسلل إلى المنزل عن طريق السطح، ودلفا معا إلى غرفة الضحية، وحاولا تكميم فمها باللاصق إلا أن محاولتهما باءت بالفشل، فكتما أنفاسها حتى فارقت الحياة، واستوليا على المسروقات من أجل شراء المخدرات وفرا هاربين. وأضاف المتهم: «قتلتها عشان المخدرات، يا رب تسامحني». نسخة مفاتيح وجرعة مخدرة محافظة الإسكندرية كانت أيضا شاهدة على جريمة لا تقل بشاعة عن سابقاتها، إذ تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية، من كشف غموض العثور على جثة سيدة مقتولة في شقتها بمنطقة ثان الرمل، حيث كشفت التحريات عن أن حفيد العجوز وراء مقتلها، وكان ذلك بهدف سرقة أموالها ومشغولاتها الذهبية لشراء مواد مخدرة. البداية كانت ببلاغ تلقاه مأمور قسم شرطة الرمل يفيد عثور الأهالي على جثة عجوز تدعى نجفة خليل إبراهيم، داخل مسكنها بدائرة قسم شرطة الرمل ثان. ومن هنا بدأت حكاية الجريمة، على الفور تم تشكيل فريق من البحث الجنائي تحت إشراف مدير مباحث الإسكندرية، لكشف غموض الحادث، حيث توصلت التحريات والمعلومات إلى أن مرتكب الواقعة (ح. ع. ع- 18 عامًا- سائق توك توك- حفيد المجني عليها). رجال البحث الجنائي تمكنوا من تحديد مكان اختفاء قاتل جدته، وبعد تقنين الإجراءات تم ضبطه بحوزته 3 قطع لمخدر الحشيش بقصد التعاطي، واعترف بارتكاب الواقعة بقصد السرقة بعد أن رفضت إعطاء أموال له لشراء مواد مخدرة. وأضاف أنه تمكن من دخول الشقة مستخدمًا نسخة من مفتاحها، وقام بالتعدي على القتيلة بمجرد رؤيته لها بالضرب بمطرقة من الحديد على رأسها محدثًا إصابتها التي أودت بحياتها، واستولى على كيس صغير من القماش بداخله مبلغ 1640 جنيهًا، بإرشاده تم ضبط الأداة المستخدمة، ومفتاح الشقة، والمبلغ المالي، وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، ثم أمرت الأخيرة بإحالته إلى المحاكمة الجنائية. قتل جده وأشعل النيران فيه في يناير من العام الماضي شهدت منطقة الدرب الأحمر جريمة تعد الأكثر قسوة، بدأت أحداثها حين أنهى عاطل حياة جده خنقا، ثم أشعل النيران فى شقته لإخفاء معالم الجريمة من أجل سرقته لمروره بضائقة مالية. بعد ساعات من وقوع الجريمة، تلقى قسم شرطة الدرب الأحمر إخطارا من شرطة النجدة بنشوب حريق بشقة كائنة بالطابق الثاني بالمغربلين، وتمكنت سيارات الحماية المدنية من إخماد الحريق وعثر على جثة عبد السميع السيد الحومى، 80 سنة، صاحب مقهى ومقيم بذات العنوان "متفحمة". انتقلت الأجهزة الفنية المعاونة في حينه، وبسؤال نجلة المتوفى رجحت بأن سبب الحريق نوم المجنى عليه وبيده سيجارة مشتعلة، ولم تشتبه أو تتهم أحدا. وتبين من التحريات أن حسن سمير حسن، عامل بمطعم، "حفيد المجنى عليه" وراء ارتكاب الواقعة، وبإعداد الأكمنة اللازمة تمكنت القوات من ضبط المتهم. وبدموع التماسيح اعترف بارتكاب الواقعة، وأضاف بأنه نظرا لمروره بضائقة مالية خطط للتخلص من المجنى عليه والاستيلاء على ما بحوزته من مبالغ مالية وتنفيذا لذلك استغل تواجد المجنى عليه بمفرده بمسكنه ودخل المسكن باستخدام نسخة من المفتاح كانت بحوزته، وقام بخنق المجنى عليه بيده حتى تأكد من وفاته، واستولى على مبلغ مالى 6000 جنيه ثم قام بإشعال النيران بالشقة باستخدام قداحة وفر هاربا، تم بإرشاده ضبط المبلغ المالى المستولى عليه بمسكنه، تم ضبط المتهم وبعرضه على النيابة أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.