أثار قرار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فجر اليوم الأحد، بالموافقة على اجراء محادثات مع حركة "فتح" وحل اللجنة الإدارية في غزة, اهتمام وسائل الإعلام الدولية. وكانت حماس قد أعلنت، في بيان لها، الموافقة على إجراء انتخابات عامة في إطار اتفاق لإنهاء الخلاف الذي طال أمده في الأراضي الفلسطينية، كما دعت حكومة فتح برئاسة رامي الحمد الله، إلى القدوم فورا إلى غزة وممارسة مهامها والقيام بواجباتها. وأشار بيان الحركة إلى أنها اتخذت هذه الخطوة استجابة للجهود المصرية، حيث أن مصر أجرت محادثاتها مع فتح، لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في عام 2011 مع حركة حماس، لإنهاء نزاعها وتشكيل حكومة انتقالية قبل الانتخابات. ضعف موقف حماس وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن موقف حماس أصبح ضعيفاً وذلك بسبب التطورات التي لحقت بالمنطقة، بما في ذلك التحركات التي تقودها السعودية ضد قطر، والتي تعتبر أكبر دولة لديها مساهمة مالية في غزة. فيما قالت القناة السابعة الإسرائيلية، إن التوترات تصاعدت مؤخرا بين السلطة الفلسطينية وحماس، بعد أن أنشأت الأخيرة مجلسا إداريا مكلفا بإدارة الشؤون اليومية في غزة. وأدت هذه التوترات إلى محاول السلطة الفلسطينية إعادة سيطرتها على غزة من خلال خلق ضغوط اقتصادية، حيث طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من إسرائيل خفض إمدادات الكهرباء إلى سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة. كما خفض عباس رواتب الآلاف من موظفي السلطة الفلسطينية السابقين، وأمر العديد منهم بعدم العمل مع حكومة حماس. فضلاً عن القيود المتزايدة التي تفرضها إسرائيل على تصاريح الخروج لسكان غزة، وتصاعد أزمة الصرف الصحي في القطاع، وارتفاع مستويات البطالة، كلها تساهم في زيادة الشعور بالإحباط في القطاع. وقت حساس أما صحيفة "هارتس" الإسرائلية، فعلقت على قرار حركة حماس قائلة، إن هذه الخطوة جاءت في وقت حساس، وذلك بسبب مغادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأحد، إلى واشنطن، على رأس وفد، للمشاركة في أعمال الدورة ال72 للجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن المقرر أن يجتمع مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يوم الأربعاء القادم، قبل أن يقوم بإلقاء خطابه فى الأممالمتحدة. عقبات أخرى وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، إنه على الرغم من إعلان حركة حماس، فإن أى اتفاق للمصالحة سوف يواجه عقبات كثيرة، حيث لم يشر الإعلان إلى ما إذا كانت حماس مستعدة لوضع قواتها الأمنية تحت سيطرة عباس، وهي نقطة شائكة رئيسية أفسدت محاولات المصالحة السابقة. وذكرت الصحيفة أنه يكن هناك تعليق فوري من حكومة عباس في رام الله، ولم يكن واضحا كيف تتفق جهود مصر الأخيرة مع دعمها الضمني السابق لاتفاق غزة لتقاسم السلطة بين حماس ومحمد دحلان. وفي المقابل، من المفترض أن تخفف مصر الحصار المفروض على غزة من خلال فتح معبر رفح، وكذلك زيادة العلاقات التجارية مع القطاع.