أمين «حماة الوطن»: تدشين اتحاد القبائل يعكس حجم الدعم الشعبي للرئيس السيسي    جي بي مورجان يتوقع وصول تدفقات استثمارات المحافظ المالية في مصر إلى 8.1 مليار دولار    أسعار النفط تستقر وسط هدوء التوترات بالشرق الأوسط وارتفاع المخزونات    الغانم: مصر شهدت قفزة كبيرة في الاصلاحات الاقتصادية    "الأهلي يخسر أول ألقابه".. الاتحاد السكندري بطلا لكأس مصر لكرة السلة    محافظ الجيزة يزور الكنيسة الكاثوليكية لتقديم التهنئة بمناسبة عيد القيامة    الاعتراف بفلسطين.. دعم عربي وفيتو أمريكي    «كيربي»: روسيا تخرق قرارات الأمم المتحدة بشحن النفط إلى كوريا الشمالية    مغربي يصل بني سويف في رحلته إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج    صن داونز يهزم كايزر تشيفز بخماسية ويتوج بالدوري الجنوب إفريقي    السيطرة على حريق سوق الخردة بالشرقية، والقيادات الأمنية تعاين موقع الحادث (صور)    «كان» يمنح ميريل ستريب السعفة الذهبية في افتتاح دورته ال77    الفنان أحمد السقا يكشف عن الشخصية التي يريد تقديمها قبل وفاته    نعيم صبري: نجيب محفوظ هو مؤسس الرواية العربية الحديثة    إجابة غير متوقعة.. زاهي حواس يكشف حقيقة تدمير الفراعنة لآثارهم    توقعات برج الأسد في مايو 2024: «تُفتح له الأبواب أمام مشاريع جديدة مُربحة»    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    «الصحة» تدعم مستشفيات الشرقية بأجهزة أشعة بتكلفة 12 مليون جنيه    في يومها العالمي.. سبب الاحتفال بسمك التونة وفوائد تناولها    استعدادًا لموسم السيول.. الوحدة المحلية لمدينة طور سيناء تطلق حملة لتطهير مجرى السيول ورفع الأحجار من أمام السدود    مصطفى كامل يحتفل بعقد قران ابنته    بيان عاجل من الأهلي بشأن أزمة الشحات والشيبي.. «خطوة قبل التصعيد»    الصليب الأحمر الدولي يعلن مقتل سائقَين وإصابة 3 موظفين في السودان    جهود لضبط متهم بقتل زوجته في شبرا الخيمة    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    أستاذ بالأزهر يعلق على صورة الدكتور حسام موافي: تصرف غريب وهذه هي الحقيقة    السجن 7 سنوات وغرامة مليون جنيه لشاب ينقب عن الآثار بأسيوط    القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتستولي على قرية أوشيريتين    "أسترازينيكا" تعترف بمشاكل لقاح كورونا وحكومة السيسي تدافع … ما السر؟    إصابة موظف بعد سقوطه من الطابق الرابع بمبنى الإذاعة والتلفزيون    نجوم الغناء والتمثيل في عقد قران ابنة مصطفى كامل.. فيديو وصور    لمدة أسبوع.. دولة عربية تتعرض لظواهر جوية قاسية    مصرع أربعيني ونجله دهسًا أسفل عجلات السكة الحديدية في المنيا    أخبار الأهلي: توقيع عقوبة كبيرة على لاعب الأهلي بفرمان من الخطيب    الأرصاد العمانية تحذر من أمطار الغد    أمين الفتوى ب«الإفتاء»: من أسس الحياء بين الزوجين الحفاظ على أسرار البيت    رسالة ودعاية بملايين.. خالد أبو بكر يعلق على زيارة الرئيس لمصنع هاير    مدينة السيسي.. «لمسة وفاء» لقائد مسيرة التنمية في سيناء    «المهندسين» تنعى عبد الخالق عياد رئيس لجنة الطاقة والبيئة ب«الشيوخ»    120 مشاركًا بالبرنامج التوعوي حول «السكتة الدماغية» بطب قناة السويس    «ماجنوم العقارية» تتعاقد مع «مينا لاستشارات التطوير»    مصرع شاب غرقا أثناء استحمامه في ترعة الباجورية بالمنوفية    فنون الأزياء تجمع أطفال الشارقة القرائي في ورشة عمل استضافتها منصة موضة وأزياء    ب 277.16 مليار جنيه.. «المركزي»: تسوية أكثر من 870 ألف عملية عبر مقاصة الشيكات خلال إبريل    ندوة توعوية بمستشفى العجمي ضمن الحملة القومية لأمراض القلب    "بسبب الصرف الصحي".. غلق شارع 79 عند تقاطعه مع شارعي 9 و10 بالمعادى    هجوم شرس من نجم ليفربول السابق على محمد صلاح    برلماني سوري: بلادنا فقدت الكثير من مواردها وهي بحاجة لدعم المنظمات الدولية    مستشار المفتي: تصدّينا لمحاولات هدم المرجعية واستعدنا ثقة المستفتين حول العالم (صور)    رئيس الوزراء يعقد اجتماعًا مع ممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية تعمل في مصر    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولى العلمى الثانى للطب الطبيعى والتأهيلى وعلاج الروماتيزم    رانجنيك يرفض عرض تدريب بايرن ميونخ    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    الأهلي يجهز ياسر إبراهيم لتعويض غياب ربيعة أمام الجونة    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعيدًا عن المذابح
نشر في التحرير يوم 19 - 08 - 2017

شهر أغسطس شهر دموي يعج بذكريات المذابح؛ ومنها قنبلة هيروشيما التي قتلت مئات الألوف من اليابانيين، ومنها مذبحة تل الزعتر عام 1976 ، ومذبحة الغوطة عام 2013 وهي أقرب مثال للحرب الكيماوية يعرفه العالم المعاصر، وبالطبع مذبحة رابعة في مصر التي يبدو واضحًا أن دماء من قتلوا فيها قد راحت هباء كأنها كانت رحلة لصيد البط كللت بالتوفيق، فلم يتم إجراء أي تحقيق جدي وتم تدمير الأدلة.
ربما يتم التحقيق يومًا ما بعد عشر سنوات أو أكثر وربما لا. على كل حال يصعب أن تطالب الداخلية بتقديم أدلة تثبت تورط الداخلية !. إنها لعنة الدم حلت بمصر منذ ذلك الوقت ولن تنهض مصر ما لم يعد العدل.
بما ان شهر أغسطس شهر عنيف جالب للاكتئاب، فقد فضلت أن أبتعد تمامًا عن ذكر المذابح وعن السياسة، لأتكلم في موضوع مسل وشائق هو فيلم تشريح الغريب الفضائي.
ما زالت سمعة فيلم (تشريح الغريب) الوثائقي قوية جدًا في العالم العربي، وهناك من يصرون في عناد على أنه حقيقي، وقد قامت مكتبات عامة كثيرة بعرضه للناس باعتباره فيلمًا تثقيفيًا. طبعًا لا تقدر الحقيقة أبدًا على هزيمة قصة ممتعة. شاهد الفيلم الوثائقي هنا لو لم تكن قد رأيته.
عام 2006 تقدم السينما البريطانية فيلمًا كوميديًا اسمه كذلك (تشريح الغريب) يحكي قصة الفيلم المزيف، ووقائع الفيلم دقيقة لكن مع صبغ الأحداث بإطار كوميدي طبعًا. الفيلم من إخراج جوني كامبل وبطولة ديكلان دونلي وأنت مكبارتلين. شاهد تريلر الفيلم البريطاني الساخر هنا.
الحقيقة أن فيلم (تشريح الغريب) هو مصدر كل نظريات المؤامرة المحيطة بحادث رزويل والمنطقة 51، وعبارة (إن الحكومة لا تخبرنا بما تعرفه) التي يرددها كل أمريكي تقريبًا. لو اتضح أن هذا الفيلم خرافة فهذه ضربة قاسية لذكاء وكبرياء كل من صدق الموضوع، وكل الكتب التي تناقش الظاهرة .. لهذا يأبى الناس أن يصدقوا.
إن كل أمريكي يعرف حادث روزويل جيدًا ... طبق طائر تحطم فوق مزرعة قرب روزويل في نيومكسيكو، ثم قام الجيش الأمريكي بأخذ البقايا كلها وخداع الشعب. البقايا محفوظة في الحظيرة 18 في قاعدة (رايت باترسون) الجوية. والحقيقة أن هذا المكان لا وجود له. شاهد هذا الفيلم الوثائقي عن حادث روزويل.
قيل كذلك إن عملية تشريح تمت على الكائن الذي وجدوا جثته في الطبق. بعد هذا صدر كتاب لفرانك سكالي عام 1950 اسمه (وراء الأطباق الطائرة)، وقد أكد فيه عن علم أن الحكومة الأمريكية لديها ما لا يقل عن ثلاثة أطباق طائرة من كوكب الزهرة بركابها. هذه القصة عرفها من رجلين كانا يأملان في بيع آلة اخترعاها وقالا إنها تعتمد على تقنيات الفضائيين.
هناك كذلك قصة الوثيقة MJ-12 التي يقر فيها رئيسان أمريكيان هما إيزنهاور وترومان بالحادث.. هذه الوثيقة فحصها الخبراء وقالوا إنها تزييف رديء جدًا.
اليوم نحن نعرف أن ما سقط فوق نيومكسيكو كان عاكس رادار محمولاً على منطاد ، وهو جزء من مشروع (المغولي) للاستشعار عن بعد. هذه البقايا هي ما حسبه الناس بقايا طبق طائر.
كان أول من عرض الفيلم عام 1995 هو (راي سانتيلي) وهو موزع أفلام فيديو بريطاني. وقد عرضته قناة فوكس واشتهرت عبارة لعبقري المؤثرات الأمريكي (ستان ونستون) يقول فيها إنه غير قادر على عمل فيلم كهذا .. الحقيقة إنه قال إنه غير قادر على عمل فيلم كهذا بإمكانيات عام 1947.
إدعى سانتيلي أنه حصل على الفيلم الذي صوره الجيش الأمريكي بعد حادث روزويل عام 1947 مباشرة. وسرعان ما وجد الفيلم طريقه إلى 30 بلدًا. تم كذلك في الفيلم عرض مقتنيات فضائية المفترض أنها وجدت في موقع التحطم، ومنها رموز فضائية ولوحة تحكم.
قبل الاعتراف بالحقيقة لاحظ خبراء المؤثرات الخاصة والمهتمون بالأمر أن الفيلم الخام يحمل علامات لا تنتمي للجيش .. وأن جراح الكائن الفضائي لا يمكن أن تحدث نتيجة لحادث جوي .. الكاميرا لم تركز على الأحشاء قط، كما أن عملية رفع عظمة القص لم تظهر في الفيلم برغم قيام الجراح بتشريح الصدر. قال البعض إن الغريب دمية وقال البعض إنه جثة بشرية تم تبديل شكلها ..
تفاصيل كثيرة في الفيلم لا تبعث الراحة في النفس.. هل كان الجيش الأمريكي عاجزًا عن تسجيل حادث بهذه الأهمية عام 1947 بالألوان ؟.. لماذا يمتلئ الفيلم بالحبيبات كأفلام الهواة ؟.. هل الجيش الأمريكي يفتقر لميزانية شراء أفلام جيدة ؟.. وماذا عن الهاتف الذي يبدو في الصورة، وهو من طراز ذو سلك لولبي بين الهاتف والسماعة .. هذا الطراز من السلك أخترع بعد الفيلم بأعوام طويلة .. سانتيلي زعم أن الفيلم مصور على فيلم نترات 16 ملم .. شركة كوداك لم تنتج قط أفلامًا من هذا النوع. يرى مصورو الجيش السابقون أن الفيلم تم تصويره بكاميرا واحدة وهذا مستحيل .. كان لابد من آلتي تصوير لتصوير حدث بهذه الأهمية ولابد أن يتم التصوير بفيلم قياس 35 ملم.
الشهود الذين رأوا حطام (الطبق الطائر) قالوا إن المخلوق بلا أذنين وله أربعة أصابع بينما ما نراه في الفيلم هو كائن ذو أذنين وله خمسة أصابع. الجراح في الفيلم يلبس ثيابًا واقية تشبه تلك المستخدمة ضد الإشعاع لكن لا جدوى منها لأنها غير مزودة بجهاز تنفس. لا جدوى من هذا الزي سوى إخفاء الملامح. خبراء التشريح الذين رأوا الفيلم لم يروا أي عضو يمكنهم تمييزه. هم يرون أنه من الطبيعي ما دام الفضائي يشبهنا من الخارج لهذا الحد، أن يكون تشريحيًا قريبًا منا من الداخل. ثم أن المشرح يستعمل المقص كأنه ترزي لا طبيب.. الجراح يضع سبابته على سن المقص ليتحكم فيه أكثر، أما رجل الفيلم فلا يفعل ذلك. صحيح أن المبضع يحدث جروحًا يسيل منها الدم، لكن خبراء الخدع يعرفون كيف يفعلون هذا بخرطوم صغير مثبت لطرف المبضع البعيد عنا.
نتيجة لهذا كتبت صنداي تايمس :" استرخوا .. الرجال الخضر الصغار لم يهبطوا على الأرض .. الفيلم الذي يظهر الفضائيين مجرد خدعة".
وكما هي العادة في الخدع المماثلة، لا يقدر النصاب على أن يعيش ويموت بسره، فهو في حاجة إلى أن يعرف الناس كم هو بارع. هكذا تكلم الرجلان بعد عرض الفيلم بأحد عشر عامًا. في العام 2006 أعلن أن الأمر كله خدعة متقنة.
فيما بعد زعم سانتيلي أنه لم يلفق الفيلم كلية وإنما أعاد استعادة أحداث فيلم مدته 4 دقائق رآه عام 1990 يظهر التشريح، وزعم أنه احتفظ في الفيلم ببعض الكادرات الحقيقية ..
أما عن عملية خداع العالم هذه، فقد اعترف الرجل أنه اتخذ غرفة خالية في شقة في (روشستر) بلندن، وتم الاستعانة بخبرات الفنان والنحات (جون همفري) الذي قام بتصميم جثتين لفضائيين في ثلاثة أسابيع, وقد استعمل قوالب تحوي أمخاخ خراف مغموسة في مربى حمراء ، ومعها أحشاء دجاج من سوق اللحم في (سميثفيلد). لعب همفري كذلك دور كبير العلماء المشرف على التشريح. بعد التصوير تخلص الفريق من الجثتين عن طريق التقطيع وإلقائها في أكياس عبر لندن.
كان عملاً رائعًا متقنًا لكنه حير العالم فترة طويلة، وحتى بعد رؤية الفيلم الكوميدي البريطاني سيظل الناس يؤمنون أن فيلم تشريح الغريب حقيقي، وأن الحكومة الأمريكية لا تخبرنا بما تعرفه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.