لا أرى أى مبرر لصمت الحكومة المصرية إلى الآن على ما تفعله وتقدمه دولة قطر ضد مصر والشعب المصرى. ومن يتابع تلك الأفعال والإشارات الصادرة من هذه الدولة، التى تحمل فى طياتها كثيرا من العدوانية والشراسة و«قلة الأدب السياسى»، سيصل إلى نهاية حتمية أن هذه الدولة بأفعالها قد وصلت إلى طريق مسدود فى العلاقة بينها وبين مصر الدولة ومصر الشعب، ومع ذلك لا نجد أى ردود أفعال تبرد نار جماهير الشعب المصرى. ردود من الخارجية لا ترضى أبدا أى مصرى يعيش على هذه الأرض، والحقيقة إلى الآن لا أعرف بالضبط سر هذا الهدوء أو الرد البارد من القيادة المصرية على تصرفات بلد تثبت كل يوم أنها تريد لنا عدم الاستقرار، وتصل بمصر إلى مصير دول مثل سوريا والعراق، بلد تدفع المليارات وتتحالف مع دول أخرى من أجل إسقاط النظام المصرى وإسقاط هيبته، وما سر التسامح المصرى الرسمى مع تلك الدولة؟ وكيف لنا أن نقبل كدولة وشعب أن تخرج علينا دويلة مثل قطر لتنشئ قناة تليفزيونية خاصة بمصر تبث من خلالها كل أنواع الشائعات وتحرض على العنف ومع ذلك تصمت ولا تتحرك؟ كيف يمكن لنا أن نصمت على دويلة احتضنت الخارجين عن القانون والإرهابيين المصريين وتستضيفهم على أراضيها وفى أكبر قنواتها، ليخرجوا على شاشات «الجزيرة» الصهيونية ليبثوا لنا كل أنواع التحريض على العنف والكراهية بين المصريين؟! كيف يمكن لنا أن نقف مكتوفى الأيدى إزاء ذلك؟ أنا شخصيا عربى حتى النخاع، ولكن ما يحدث الآن ومنذ فترة طويلة من نظام دويلة قطر لا يمتّ بأى حال من الأحوال إلى العروبة.. إذن لماذا نقف مكتوفى الأيدى؟ لماذا لا نطلب اجتماعا لجامعة الدول العربية «المهترئة» ونفضح نظام قطر ومعنا كل المستندات الدالة على عدائها لمصر؟ بل يمكن للوفد المصرى أن يُسمع الوفود العربية على الهواء مباشرة ماذا تفعل قطر إزاء مصر بمشاهدتهم «الجزيرة» على الهواء. كيف نصمت على المصريين الذين ذهبوا إلى «الجزيرة» ليلهفوا آلاف الدولارات من خزائنها، ويبثوا من خلالها الكراهية ويحرضوا على العنف داخل مصر، كل الضيوف هؤلاء لا بد أن يتحملوا أى تصرفات قانونية إزاء ما يقدمونه إلى وطنهم من خيانة علنية، ولا يمكن أن نعتبر هؤلاء الناس مختلفين فى الرأى، إنهم يبثون كل أنواع التحريض. تخيلوا معنا ما قاله أحد هؤلاء الخونة تعليقا على حجز المتظاهرين غير السلميين فى مصر، قال بالحرف الواحد «يمكن لشباب المتظاهرين أن يقتحموا الأقسام والمديريات الأمنية لتحرير زملائهم المعتقلين، وحينها لا يستطيع أفراد الشرطة ولا أهلهم أن يفعلوا شيئا أمام هذه المجاميع الكاسحة». أرأيتم كمية التحريض على العنف التابعة من مصريين من خلال «الجزيرة» الصهيونية؟ إن صمت الإدارة المصرية على ما تفعله دويلة قطر ليس خطرا على الدولة المصرية فقط، بل خطر على الأمن القومى المصرى، ويجب علينا أن نبادر بقطع العلاقات معها بأسرع وقت. وأظن أن مجلس التعاون الخليجى بدوله المحترمة الأخرى سوف يخدم هذا القرار، لأنه فعل كل ما فى وسعه من أجل وقف سخافات هذه الدويلة التافهة ضد مصر. للأسف ذهبت جهوده سدى من نظام قطرى عميل للأمريكان وينفذ أجندة غربية وليست عربية. يجب أن نقطع كل الأيادى الملوثة بدماء أبنائنا أو ملوثة بسمعة بلدنا. يجب اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد المدعو الشيخ المخرف القرضاوى، وكيف يمكن لنا أن نرضى أن تدافع قطر عن نفسها بعد تطاول القرضاوى على الإمارات، وتتركه عبر وسائل إعلام رسمية قطرية يبث كراهيته وحقده على مصر والجيش المصرى؟ إن التدخل فى الشأن المصرى من دويلة قطر يدعو مصر الرسمية ومعها الشعب المصرى كله أن يتخذ ما يراه من إجراءات قوية وصارمة لوقف هذا التدخل وفضحه للعرب وللعالم. وأول هذه القرارات هو قطع العلاقات معها، وأنا أعلم أن قطع العلاقات له سلبيات وبخاصة على العاملين المصريين فى قطر، ولكن هذا قدرهم ولا بد أن يتحملوه، وأنا على يقين من وطنية هؤلاء المصريين التى تجلت فى أصواتهم المؤيدة للدستور الجديد متحدين قطر وأذنابها. دعونا ننتفض لكبرياء 7 آلاف عام من دويلة صغيرة تحكم شعبا طيبا ومحترما، ونحن لا بد أن نقف ضد الدويلة الرسمية لا ضد الشعب القطرى المحترم.