ماذا تريد فضائية «الجزيرة» من مصر؟.. الأزمة أنه لا يوجد كبير )دولة( يمكن مراجعته فى أخطاء القناة.. هل نشكو «الجزيرة» لأمريكا، التى تحتل ثلثى قطر )قاعدتى السيلية، والعديد(؟.. هل نشكوها إسرائيل، حتى تتحمل مسئولياتها فى إثناء «أبناء العم» عن بث الفتنة بين المصريين؟! هل نخاطب المصريون العاملين فى الجزيرة، أو من تبقى منهم )بعد سلسلة الاستقالات المسببة، التى أقدم عليها المصريين الشرفاء فى القناة(؟.. لكن كيف نخاطبهم ومعظمهم سلموا عقولهم وقلوبهم للإخوان (طوعا، وكرها(.. فرطوا فى ضمائرهم المهنية، طمعا فى ذهب المعز وخوفا من سيفه! *** تحملنا «الجزيرة» كثيرا.. نعلم أنها واجهة لمخططات إقليمية ودولية، تستهدف الترسيخ لمشاريع استعمارية جديدة.. مشاريع تقسيم وتفتيت تتماهى معها جماعة الإخوان، لأهداف لها علاقة بنشأة الجماعة والمصالح المشتركة مع المخططين أعداء الامة! منذ عام 2000 و»الجزيرة» تعبث بأمننا القومى، لكن العبث تحول إلى فجور مع انهيار حكم الإخوان.. من مؤامرة الجماعة أمام نادى الحرس الجمهورى، إلى مؤامرتهم المفضوحة أمام جامعة الأزهر، كانت «الجزيرة» القطرية هناك.. تحرّض على العنف.. تزيف الوقائع والحقائق.. ترسخ للانقسام المجتمعى.. تمارس الدعاية السياسية لتعويم تنظيم الإخوان.. تبرر عنفهم.. تروج لعدوانهم على الشعب والمؤسسات.. تنحاز لروايتهم المكذوبة.. تمارس العمالة والإرهاب الإعلامى ضد مصر. *** فى حادثة الحرس الجمهورى لم تذكر «الجزيرة» أى شىء عن اشتباك متظاهرين مسلحين مع قوات الجيش، لكنها سلطت الأضواء على جثث القتلى وسط ترويج منقطع النظير لرواية الإخوان المكذوبة.. فعلته مجددا فى الحادث الذى وقع أمام المنصة (السبت)، لتظهر للعالم أن جماعة الإخوان «الوديعة- المسالمة» جرى الغدر بعناصرها من مؤسسات الأمن فى مصر، لكن الفيديوهات الموثقة فضحت «الجزيرة» وكذّبت من مؤامرة تشويه مصر والمصريين. الوقائع كثيرة.. ومتعددة.. ومتنوعة، لكن الإخراج واحد.. ثار الشعب ضد رئيس فاشل، وجماعة تؤمن بالمغالبة لا بالمشاركة.. خرجت الملايين التى أحصاها العالم، قبل أن تعبر عنها الصور، ومع ذلك راحت جماعة الإخوان «وجزيرتها» تشوه الثورة، زاعمة أنها انقلاب عسكرى، لكن الدولة المصرية بخطواتها الواثقة جددت ثورتها بعد دعوة القائد الأعلى للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وأكدت للعالم (باستثناء قطر وحلفائها) أنها ثورة شعبية، فإذا بالجزيرة الانجليزية تسوق حشود المصريين أمام الاتحادية باعتبارهم من مؤيدى الإخوان! *** تعتقد إدارة القناة أن سيناريو سوريا قابل للتنفيذ فى مصر.. يدفعهم الوهم وتحريض الإخوان على ارتكاب الخطأ نفسه، بعدما زينه لهم المراقب العام السابق لإخوان سوريا (على صدر الدين البيانونى)، الذى بادر قبل سنوات بدعوة الغرب للتدخل فى سوريا.. المضحك أن الجماعة الأم فى القاهرة استنكرت تلك الخطوة، قبل أن يتكشف للعالم وحدة المخطط الإخوانى، حيث شرعت الجماعة الأم فى القاهرة (منذ الإطاحة الشعبية ب»مرسى») فى استدعاء القوى الغربية للتدخل فى مصر لنصرة المشروع الإخوانى!! يستغل الإخوان «الجزيرة» فى الترويج الإعلامى، بينما هى توظفهم سياسيا لدعمها.. قطر تعانى عقدة الجغرافيا، لكننا لسنا معنيين بعقدة الدوحة، ولا طموحات الإخوان.. لسنا أقل حرصا على أمننا القومى من دول عربية مجاورة، يتصدرها العراق التى أغلقت مكاتب «الجزيرة»، عقب سحب رخصتها، بعدما انتهجت خطا محرضا على العنف والطائفية.. حرية الإعلام لا تعنى الفوضى والعبث بمقدرات الشعوب.. كيف نتركها تتجول بأريحية وهى تغطى الأحداث، بينما هى تروج أخبارا كاذبة تغذي الكراهية والعنف في المجتمع المصري وتدعو للاقتتال، فهل لا تزال مؤسساتنا المصرية (هيئة الاستثمار.. الهيئة العامة للاستعلامات.. مدينة الإنتاج الإعلامى)، مرتعشة؟.. اسحبوا ترخيصها وارحموا المصريين من شرورها.