* كيف يصف البعض ثورة 30يونيو الهادرة بأنها ¢انقلاب عسكري¢.. هل رأينا انقلابا عسكريا يشارك فيه 33مليون مواطن معارض لحكم الرئيس المعزول.. هل شهدنا انقلابا عسكريا يتخذ الحوار والإقناع ومبادرات التوافق الوطني سبيلا لإثناء الحاكم عن أفعال من شأنها تعريض الأمن القومي للخطر ودفع البلاد للحرب الأهلية.. هل يمكن لانقلاب عسكري أن يعلن عن نفسه قبل شهرين من وقوعه.. وكيف يكون انقلابا عسكريا يباركه رموز الوطن بحضور أهل الحل والعقد..؟! هل حاصرت دبابات الجيش مقر الرئيس وخلعته بالقوة أم أن القوات المسلحة نصحته مرارا وتكرارا بضرورة خلق توافق وطني يخرج البلاد من كبوتها.. وقدمت قيادتها العامة بوعي ووطنية صادقة خارطة طريق ورؤية استراتيجية واضحة وتقرير حالة لجمع الفرقاء. وإحداث المصالحة الوطنية وإنهاء الاحتقان السياسي.. لكنه أبي واستكبر. ومضي ينفذ مخططاته في الهيمنة والاستحواذ والإقصاء حتي ولو علي جثة الوطن وأشلاء المواطنين.. ألم يرفض الرئيس السابق وجماعته - حزبها ومكتب إرشادها - المبادرة تلو الأخري ومنها مبادرة حزب النور.. ألم تمارس الجماعة وأنصارها سياسات فاشلة أفضت إلي تصادم وانقسام المجتمع المصري.. هل التزم الإخوان بشعارهم الأثير ¢مشاركة لا مغالبة¢ أو التزموا بوعودهم وتطميناتهم الكثيرة.. هل اكتفي الإخوان وجماعته بدور الشريك أم أصروا علي الاستحواذ والإقصاء والتمكين وظهرت عليهم مبكرا أعراض أمراض الاستبداد والديكتاتورية والصلف السياسي وغرور السلطة..؟! وهل شهدنا انقلابا عسكريا يقوم به الجيش ثم يسلم السلطة لإدارة مدنية بعد رغبة شعبية عارمة دعته للتدخل وإنقاذ البلاد من الدمار.. ألا يدرك عقلاء الإخوان أن جماعتهم ليست في خصومة مع نظام حكم جديد بل في مواجهة شاملة مع مجتمع بات يرفض سلوكهم السياسي بعد أن كشف عن عجزهم وإعلائهم مصالحهم الضيقة علي مصالح الوطن العليا.. فهل يتصور الداعون للعنف من الإخوان وأشياعهم أنهم قادرون علي إسقاط شعب يرفض وجودهم في السلطة لفشلهم الذريع في إدارتها ويطالبهم بالعودة لصفوفه والاندماج بين أبنائه ونبذ العنف والإرهاب قبل أن يضطر لعزلهم من كل حبة تراب في أرضه..!! * لقد رأي العالم أجمع كيف ارتكب الإخوان ولا أقول المسلمين جرائم خسيسة يندي لها الجبين بإزهاق أرواح أطفال أبرياء بإلقائهم من فوق أسطح العمارات.. ما هذه القسوة والغلظة.. ألم يقرءوا قول الله تعالي ¢ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك¢.. أو قول الرسول الكريم ¢لزوال الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم مسلم بغير حق¢. 1⁄4 هل قرر الإخوان بما فعلوه في مواطن عدة -آخرها ما وقع أمام دار الحرس الجمهوري فجر الاثنين الماضي - خوض معركتهم الأخيرة بسياسة الأرض المحروقة.. الإخوان يعلمون جيدا أن عودة رئيسهم المعزول للحكم مستحيلة بقرار ملايين الشعب التي خرجت 30يونيو بأمر الجيش أو المعارضة أو الفلول كما يزعمون.. فماذا يريدون بإشعال معارك الدم وجرجرة الجيش لمستنقع جاهد قادته وضباطه وأفراده كثيرا حتي لا يستدرجوا إليه.. من دفع مؤيدي الرئيس للاحتشاد أمام الحرس الجمهوري.. ألم يوزع رجال الجيش عليهم العصائر والورد وأصر علي حمايتهم حتي اللحظة الأخيرة.. من يصر علي الصدام والترويع والضغط والاستفزاز وسفك الدماء.. أليست خطبة مرشدهم أمام رابعة العدوية تحريضا علي ذبح الوطن.. أليس ما بثه حزب الحرية والعدالة من صور لأطفال قتلوا في سوريا وتصديرها للعالم بأنها صور لقتلاهم ضحايا الحرس الجمهوري.. جريمة لاستعداء الخارج علي مصر مثلما فعل الحداد من قبل حين دعا للضغط والتدخل الأجنبي في مصر.. ألا يدل ذلك علي أن ولاءهم المطلق للجماعة والتنظيم الدولي وليس لمصر.. ألا يدرك شباب الإخوان المغرر بهم أن مستقبل جماعتهم بات في خطر بسبب صلف وعناد قادتهم ورغبتهم في الانتقام رغم دعوتهم للمصالحة. وأنهم من سيدفع الثمن وأن حاضر ومستقبل جماعتهم بات في خطر بعد ممارسات العنف. وأن المتضرر الأكبر هو مصر أولا..!! أيها الشباب الإخواني المخلص عد لوطنك وأمتك عملا بمبدأ شرعي أصيل هو ¢درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح¢.. عودوا علي أرضية المواطنة والمشاركة والاندماج لا المغالبة والتمكين والاستعلاء. * أثبتت قناة الجزيرة في تغطيتها لأحداث يونيو وما بعدها. خصوصا أحداث الحرس الجمهوري أنها راعية الإرهاب وتقسيم الدول العربية ومعول الهدم الأمريكي لنشر الفوضي الخلاقة في أرضنا.. وخيرا فعل بعض مراسيلها المصريين المخلصين حين قدموا استقالاتهم الواحد تلو الآخر. احتجاجا علي الفبركة والزيف وإثارة الفتن ولا أدري ما يمنع مدير مكتبها من تقديم استقالته خاصة أن الشعب لم يعد يثق بتلك القناة المغرضة.. وحسنا فعل الإعلاميون الذين طردوا مراسلها علي الهواء مباشرة في مؤتمر القوات المسلحة أمس الأول. * هل دعوة بعض أنصار الإسلام السياسي لعدم ملاحقة أو محاكمة قادتهم أمر منصف.. ألا يكرس ذلك لإفلات المجرمين من العقاب.. ثم ألا يشجع ذلك فئات أخري علي المطالبة بالشيء نفسه. وكيف تتعامل الدولة مع الذين ارتكبوا جرائم تضر بأمنها القومي أو بحقوق الشعب.. وهل يمكن لذلك أن يحقق العدالة الانتقالية والمصالحة وعودة حقوق الشهداء والمصابين.. وهل تتحقق مقاصد الشرع إذا غاب الإنصاف والعدل ودولة القانون..؟! * هل أدرك أوباما وسفيرته آن باترسون أنهم أبعد ما يكونون عن فهم طبيعة الشعب المصري وقدرته الخلاقة المبدعة في التغيير وإبهار العالم وريادته في ثورته وغضبه وحضارته وتاريخه ورفضه التدخل في شئونه أو محاولة تقسيمه وزعزعة استقراره.. لقد كشف الشعب حقيقة أغراضكم ولقن الإدارة الأمريكية درسا لا ينسي وقال كلمته بوضوح وحمل متظاهروه لافتات تتهمكم صراحة بأنكم الراعي الرسمي والحصري للإرهاب العالمي..!! * الأجواء باتت مهيأة تماما لعودة علاقاتنا الطبيعية الدافئة بالأشقاء العرب التي عبث بها مرسي وجماعته وقطعوا أواصرها دون مراعاة لتداعياتها السلبية وآثارها الكارثية لا لشيء إلا لدواع تخص مصلحة الجماعة وحدها..!! * كثيرا ما تشدق الرئيس السابق وإخوانه ومكتب إرشاده باحترام دولة القانون في خطبهم وتصريحاتهم دون أن يقدموا دليلا واحدا علي احترامهم للدولة ومؤسساتها.. فمن الذي حاصر الدستورية العليا.. ومن الذي امتنع عن تنفيذ أحكام القضاء وأهان القضاة وطعن في ذمتهم بلا دليل.. ومن الذي تدخل في أعمال النيابة العامة وحاول فرض قانون للسلطة القضائية عنوة دون موافقة القضاة.. ورغم كل هذه الخروقات فقد تأخر وزير العدل السابق أحمد مكي في تقديم استقالته ولم يبادر بها حين أصدر مرسي إعلانه الدستوري المشئوم.. ولم يكن المستشار أحمد سليمان وزير العدل أحسن حالا من سلفه حيث لم يقدم هو الآخر استقالته رغم إهانة الرئيس السابق للقضاة في خطابه الأخير وكان حريا بالوزير سليمان أن يقاطع تلك الجلسة ويستقيل فورا لكنه بقي في منصبه حتي أجبرته ثورة 30يونيو علي الاستقالة بعد رحيل النظام برمته.. يا سادة إن التاريخ سوف يذكر هذه المواقف بالخزي والعار..!! * دعاؤنا في هذا الشهر الفضيل أن يجمع الله شملنا ويوحد كلمتنا ويرفع عنا الغمة. وأن يحفظ لمصر جيشها وشرطتها وشعبها ووحدة صفها.. اللهم اهدنا لنبذ الخلافات والانقسامات والاستقطابات والمسارات الخاطئة للثورة والتي تسببت في ضياع ما يزيد علي العامين ونصف العام في مهاترات وخلافات ومصادمات أدت إلي ما نحن فيه من عنف واقتتال ومحاولات لإفشال الدولة وتشويه جيشها العظيم واستدراكه إلي فخاخ ومزالق لا يصح جرجرته إليها. اللهم اجعل مصر سخاء رخاء أمنا أمانا وطنا لكل المصريين دون تمييز أو تفرقة ..اللهم اعبر بمصر المرحلة الانتقالية بسلام وجنبنا أخطاء المرحلة السابقة وألف بين قلوب الشعب تحت راية المصالح العليا للوطن.. اللهم تقبل منا الصيام والقيام وارزقنا بركة ونفحات هذا الشهر الكريم ..آمين.