لُقبت بقرية "الدم والنار"، وموطن الخصومات الثأرية، بل وصانعة "خُط الصعيد".. أسماء عدة اشتهرت بها قرية "حمرة دوم" التي تعد إحدى البؤر الإجرامية التي تؤرق أجهزة الأمن بمحافظة قنا. تقع القرية على بعد 9 كيلو مترات من مركز نجع حمادي شمال المحافظة،يحدها من الجنوب مركز دشنا ومن الشمال مراكز شمال المحافظة، تحيطها منطقة جبلية، ويبلغ تعداد سكانها قرابة 1458 نسمة، منهم 847 رجلا و611 سيدة، بحسب آخر إحصائية أعدتها المحافظة. تحولت القرية إلى وكرا لاختباء أرباب السوابق الفارين من ملاحقة قوات الشرطة، وباتت نقطة انطلاق عصابات السطو المسلح نحو تنفيذ جرائمهم. "القرية مشهورة بالسلاح والمخدرات".. يوضح أهالي القرية، أن القرية تعاني من انتشار الأسلحة الثقيلة وسط غياب تام لأجهزة الأمن "الأمن ميقدرش يدخل القرية خوفا من الدماء"، يؤكد أحد الأهالي أن القرية عرفت مؤخرا بأنها "قرية الأرامل"؛ بسبب ارتفاع حوادث القتل العمد، والمشاجرة المسلحة بين العائلات. ورغم وجود كمين قرية الشعانية الأمني بالقرب من مدخل القرية، إلا أن أجهزة الأمن لم تعد تحكم قبضتها على الأحداث داخل القرية لتنضم إلى مثلث الإجرام في المحافظة "أبو حزام - حمرة دوم - الحجيرات". وأوضحت مصادر أمنية، أن كمين الشعانية يختص بتفتيش السيارات المارة بالطريق الزراعي، ومدى حيازة قائدي تلك السيارات للأسلحة والمواد المخدرة. عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، ارتفعت وقائع اختطاف الأقباط لطلب فدية مالية، لتصل نحو 79 حالة، وكانت قرية "حمرة دوم"، شريك أساسي في تلك العملياتبحسب العديد من المحاضر بمديرية أمن قنا. واكتسبت القرية شهرة واسعة بمحافظات الصعيد، بالإشارة إلى أنها سبب رئيسي في صناعة "خُط الصعيد"، لعل أشهرهم "نوفل" الذي قُتل علي يد أجهزة الأمن عام 2007، إضافة إلى نشأت أبو عيطة، حيث تم ضبطه بالإسكندرية منذ 3 أعوام، تبين بالفحص، أنه صادر ضده 96 حكما قضائيا بالإعدام والسجن المؤبد. ومنذ أشهر قليلة، خرج أحد الأشخاص يدعى "نور. ح"، أطلق عليه أبناء المحافظة "خط الصعيد الجديد"، تخصص في وقائع الاختطاف والسرقات، فضلاً عن تورطه في عدة جرائم قتل بالطريق الزراعي، لكن تعد واقعة إطلاق النار على محطة كهرباء الرية - منذ شهر ونصف - هي الأشهر، مما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن 10 قرى مجاورة؛ بسبب إلقاء الأجهزة الأمنية القبض على اثنين من أفراد عصابته. وأشار بعض الأهالي، إلى أن "خط الصعيد الجديد"، يساعد أجهزة الأمن في ضبط المطلوبين جنائيا بمراكز شمال المحافظة، وقضايا السلاح والمواد المخدرة حتى أنه يتجول مرددا "أنا الحكومة" في ظل سيره مدججا بالأسلحة الثقيلة. بدوره، قال اللواء صلاح الدين محمد حسان، مدير أمن قنا، إن أجهزة الأمن تشن حملات مستمرة بمختلف الأقسام والمراكز؛ لضبط الخارجين عن القانون، وحائزي الأسلحة النارية. وأضاف "حسان" - في تصريحات له - أن أجهزة الأمن ضبطت قرابة 300 قطعة سلاح ناري غير مرخصة خلال 3 أشهر، فضلاً عن ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة، قائلاً "أجهزة الأمن لا تتعاون مع مجرمين أو خارجين عن القانون".