في وقت يبحث البعض عن جمع المال، ويلهث آخرون وراء مناصب "زائلة"، تحلم 3 أسر بالأقصر بمسكن آدمي يقيهم حرارة الصيف وبرودة وأمطار الشتاء. ترصد عدسة "التحرير" معاناة 3 أسر مكونة من 19 فردًا يعيشون ب 3غرف وحمام مشترك حوائطه بالطوب الأبيض تحت سقف من جريد النخيل. بصوت قهره الفقر، يقول أنور أيوب "عيشتنا من أول ما أتولدنا وهي كدا، عبارة عن سكن وسط العشش، معندناش موارد نبني بيوت، ومفيش وظايف بنشتغل يوم و10 لأ، إحنا وصغيرين كنا عايشين أنا وإخواتي مع والدتي، ولما كترت العيال، أمي سابت البيت، وسكنت عند بنتها، والبيت ده مبني بالطوب الأبيض كل واحد في أوضة وسقفه بجريد النخل". ويضيف "عندي 4 أطفال، وأخويا جمال عنده 4، وإبراهيم معاه 5، بخلاف زوجاتنا، وعايشين في البيت بحمام مشترك، لا معانا شغل ولا معاشات، عايشين على باب الله، ومحدش سائل فينا". ويوضح شقيقه الأكبر إبراهيم صاحب ال61 عامًا"إحنا تعبانين جدا، من شهرين فقد بدأت أقبض معاش، ولادي كبروا وعايزين يتجوزوا، ومفيش فيهم حد معاه قرش، اللي نايم واللي شايفله بلد تانية يشتغل فيها". ويشير "عايشين يوم ناكل ويوم مناكلش، ومش بنشوف الطبيخ، اللي يلاقيله بيضة واللي ياكل شوية مش، هنعمل إي،ه مفيش بإيدنا حاجة، ونفسي أسكن عيالي زي الناس، حتى الأوض مفيهاش أبواب، بطفي النور ألاقي فار يعضني في رجلي، والقطط بتدخل من كل ناحية، لا عارفين ننصب ولا عارفين نسرق علشان نعيش.. أدي الله وأدي حكمته". وذكرت زوجته "من يوم ما اتجوزت وأنا عايشة في البيت ده، كلنا مع بعض، كل أسرة في أوضتها بالعيال، ظروفنا على أد حالها، ولو جات شوية مطر في الشتا بنروح نجري نستخبى منها عند الجيران أو نعمل خيمة". وتضيف "معندناش مقدرة ندخل العيال مدارس، معايا بنتين جوزتهم، وباقي العيال شغالين بعد ما طلعناهم من المدارس، اللي بيروح ورا بنَّا، واللي بيلاقيله يومية عند أي حد، وربنا يعدلها". وتؤكد زوجة جمال أنها تعيش في غرفة واحدة هي وزجها وأطفالهما الأربع، لافتة "جوزي اللي بيجيبه بناكل بي، وعايزين السترة". ويشدد الطفل حسين أنور "أنا في 5 ابتدائي، ومش بجيب صحابي هنا علشان مفيش مكان أقعدهم فيه، وكل اللي نفسي فيه بيت كويس".