تشهد أروقة وزارة الداخلية، في الفترة الحالية، أزمة كبيرة بسبب تغيير مواعيد إجازات أمناء الشرطة، وسعي الوزارة إلى فرض العمل اليومي بعدد الساعات الطبيعية «8 ساعات» في اليوم، على أمناء الشرطة، بدلا من العمل لمدة 24 ساعة متواصلة، والحصول مقابلها على 48 ساعة إجازة، وهو ما يرفضه الأمناء. وتصاعدت احتجاجات أمناء الشرطة على هذا القرار، فيما لجأت «الداخلية» إلى توقيع الجزاءات وفرض سياسة الأمر الواقع، باستخدام قانون الشرطة الجديد، لكن يبدو أن الأزمة لن تنتهي عند هذا الحد. تظاهر أمناء الشرطة بشرق السويس قبل 5 أيام من الآن، وتحديدًا في 22 أغسطس الماضي، انفرد «التحرير» بنشر تفاصيل الأزمة في محافظة السويس، إذ تظاهر عدد من أمناء الشرطة بمنطقة شرق قناة السويس والموزعيين كخدمات أمنية، بسبب تغيير مواعيد عملهم. وتفاجأ الأمناء في أثناء وقفتهم الاحتجاجية بقرار من وزير الداخلية بمعاقبة 15 من منظمي الوقفة والداعمين لها في نفس اليوم، وفقا لقانون هيئة الشرطة الجديد، بتغيير مواعيد عمل الأفراد من نظام العمل 24 ساعة مقابل الراحة 48 ساعة، إلى العمل 8 ساعات يوميا. تجدد التظاهر في إدارة تأمين المعادي بالقاهرة ورغم توقيع الجزاء الفوري ضد أمناء الشرطة بالسويس، إلا أن الأزمة تجددت مرة أخرى أمس، لكن في القاهرة هذه المرة، إذ تجمهر عدد من أمناء وأفراد الشرطة العاملين بإدارة تأمين المعادي، اعتراضا على مواعيد العمل الجديدة، مبدين رفضهم لتطبيقها عليهم، ومتمسكين بنظام عملهم المعتاد، وهددوا بالتصعيد والإضراب عن العمل. وكشف مصادر أمنية أنه يجري التعامل مع الأزمة من خلال عقد لقاءات بأمناء الشرطة المضربين للتوصل إلى حل للأزمة. فيما أكد أمناء الشرطة، خلال تجمهرهم، تعرضهم للظلم بتغيير نظام العمل، موضحين أن أغلب العاملين بإدارة تأمين المعادي من أبناء المحافظات وليسوا من سكان القاهرة. لماذا تغير نظام العمل؟ ولماذا يعترض أمناء الشرطة؟ مصادر أمنية أكدت أن نظام العمل ب8 ساعات يوميا، أكثر جدوى من غيره، إذ إنه لا يبدو منطقيًا أن يعمل إنسان لمدة 24 ساعة متواصلة دون راحة أو نوم، وهو ما يتسبب في الإخلال بنظام العمل، علاوة على استحالة يقظة الفرد وانتباهه طوال تلك الساعات. المصادر أشارت إلى تفضيل الوزارة للعمل بنظام ال8 ساعات، بعد أن كشفت تحريات الأمن اعتياد أمناء شرطة العمل في أشغال أخرى بخلاف عملهم الرسمي، خلال يومي الإجازة المتواصلين، لتحقيق منافع إضافية. الاغتبراب ونفقة الانتقالات السبب.. ومطالب بالتعيين في محافظات السكن شرح أمناء شرطة، رفضوا ذكر أسمائهم تجنبًا للجزاء الإداري، أسباب تمسكهم بالنظام القديم. وأوضحوا أن ما يدفعهم إلى ذلك هو بعد أماكن عملهم عن مناطق إقامتهم، مشيرين إلى أن كثيرا منهم يعملون في محافظات نائية. وأفادوا بأنهم لا يستطيعون تحمل السفر اليومي بين المحافظات، سواء ماديا أو صحيا، إذ إن الوصول إلى مقار عملهم من منازلهم في محافظة أخرى، يتطلب الاستيقاظ من الخامسة فجرًا أو قبل ذلك، علاوة على التكلفة المادية، نافيين أنهم يركبون المواصلات العامة مجانًا أو بنصف الأجرة، فهم يتحملون 75% من قيمة الأجرة، بحسب قولهم. وتمسك أمناء الشرطة بمطالبهم المتمثلة في توفير بيئة عمل مناسبة لهم قبل محاسبتهم، والإبقاء على نظام 24 ساعة للمغتربين ممن يعملون في توزيعات خارج محافظات إقامتهم. كما طالب أمناء الشرطة بإيجاد حلول على المدى البعيد، لترغيب أبناء المحافظات النائية التي تحتاج إلى خدمة أمنية بالالتحاق بمعهد أمناء الشرطة، وإلحاقهم بالعمل في محافظات سكنهم.