مزارعو سوهاج محاصرون بارتفاع أسعار الأسمدة وغلاء السولار معاناة كبرى يعيشها المزارع في محافظة سوهاج بعد أنفضت الدولة أيديها عنه وتركته يواجه مصيره بين ارتفاع أسعار السماد والسولار التي يرتب عليه ارتفاع أسعار ري قيراط الأرض أضعاف ذي قبل إضافة إلى ارتفاع أسعار تقاوي الغلال وعدم المقدرة بيع المحصول إلا بالأسعار التي تقرها الدولة لفدان القمح. فعلى سبيل المثال بلغ سعر الأردب 420 جنيها في حين أن المزارعين يؤكدون أنه يكلف مبالغ كبيرة ويتعرضون لخسائر مالية. كما أن هناك مشكلة أخرى تواجه المزارع وهي جفاف الترع ومصارف المياه الخاصة بالري واعتماد المزارعين على المياه الجوفية في ري الأرض
يقول محمود مهران مزارع من محافظة سوهاج، إنه يلجأ لشراء الأسمدة من السوق السوداء بسعر مضاعف في المقابل توفر الجمعيات الزراعية "شكارة السماد" بملغ 100 جنيه موضحًا أن الكميات التي يتم صرفها لأرضة الزراعية لا تكفي احتياجاته فيلجا للشراء من السوق السوداء مما يترتب عليه خسائر كبيرة في بيع المحصول وارتفاع أسعاره بطريقة جنونية تهدد الفلاح ومستقبل الزراعة. وأضاف "ندفع مبالغ مالية كبرى سنوية لأصحاب مكينات الري وتسمى (هلك حديد)" مطالباً بدعم الفلاحين والوقوف بجانبهم
ويضيف حسان عبد الإله مزارع أن ارتفاع أسعار السولار المستخدم في تشغيل مكينات الري ارتفع سعره بصورة غريبة حيث كانت تباع صفيحة السولار قديما ب2 5 جنيها في حين وصل سعرها داخل محطات الوقود بزيادة 10 جنيهات وفي السوق السوداء بلغت الضعفين لتسجل مبلغ 60 جنيها ومع ذلك نضطر لشرائها بسبب عدم تمكنا من الحصول على السولار في محطات الوقود لعدم بيعهم لنا في جراكن حسب ما قررته وزارة التموين والاقتصار فقط على البيع لأصحاب السيارات والمركبات الأخرى للحد من البيع العشوائي ومواجه السوق السوداء
ويتابع موسى منصور، مزارع، "لولا أن تلك الأرض إرث من أجدادنا لقمنا ببيعه والعمل في مشروعات أخرى، كون الزراعة في هذا الأيام لا تلاقي أي دعم حكومي فقط التصريحات الرنانة في وسائل الإعلام بدعم الفلاح والزراعة والعمل على تطويرها وهذا كله على خلاف الحقيقة المرة التي نعيش فيها". مضيفًا "أصحاب الحيازات الزراعية الكبرى يتم دعمهم، أما صغار المزارعين ففي مأساة يومية، وذلك يرجع لان الدولة تشتري المحصول للاكتفاء الذاتي أما الفلاح الصغير فلا يعلم بحالة إلا الله"
في المقابل، أوضح المهندس عبد العاطي الخطيب مدير عام التعاون الزراعي بمحافظة سوهاج أن خلال الأيام القادمة سيتم تشغيل 12 محطة مياه جديدة خاصة بمنظومة الري الحقلي لتوفير المياه وعدم إهدارها إضافة إلى أن تكلفة ري فدان الأرض بمبلغ 150 جنيها بدلا من 1000 جنيه لكي يتم حل مشكلة الري تماماً. مضيفاً أنه يتم صرف الأسمدة الآزوتية الخاصة بالموسم الصيفي أو الشتوي بانتظام سوء اليوريا أو الفيرمكس أو النترات من خلال 268 جمعية زراعية بأسعار مدعمة في متناول الجميع. ومن جانبه، قال وكيل وزارة الزراعة بمحافظة سوهاج المهندس مراد محمد حسين إنه سيتم تطبيق العمل ببطاقات الحيازات الزراعية الإليكترونية وربطها بالحاسب الآلي وإنهاء العمل بالنظام الورقي الذي يتعرض للتلف والهدف منه القضاء على الحيازات الزراعية الوهمية للتيسير على الفلاحين في صرف مستلزمات الإنتاج وفي أي تعاملات مع الجمعيات الزراعية. وأضاف حسين نسعى لإنشاء وحدة إنذار لمساعدة الفلاحين على مواجهة التغيرات المناخية بالإضافة إلى العمل بمنظومة الري الحقلي الجديدة وإنشاء عدد من محطات المياه بمركزي سوهاج والمنشاة وتعميمه لاحقا في باقي مراكز المحافظة لتوفير أمول كثيرة للمزارع حيث أن ري الفدان بملغ 150في العام بدلا من 1000 جنيه ينفقها الفلاح سنويا في عمليات الري وذلك ضمن خطة الوزارة في تطبيق نظام الزراعة الحديثة للتخفيف علي الفلاحين وزيادة الإنتاج والإرتقاء بالزراعة والمحاصيل